حسين خوجلي

رفعـوا لواءك دارعـيـن وحُـسّــرا ..!


> إذا تم إغلاق مطاعم شهيرة وراقية بالخرطوم لوجود مواد غذائية منتهية الصلاحية فإن هذا يعني أن المطاعم الغبشاء وغير الراقية من باب اولى أن تزال فوراً وتغسل امكنتها (بالفليت) سبعة مرات وتحول مراكز للجبايات (قصاد) اللا خدمة التي تقدم للمواطن المسكين الموعود بالسرطان عاجلاً أو آجلاً .. عزيزي المعتمد متى تصيح الخرطوم وهي صادقة (هجم النمر).
> سأل الطفل والده ما معني الاتجار بالبشر فقال بعد حيرة؟
أن تدفعه للبحر ليغرق أو تستأصل كليته ليموت أو تطعمه من زيت طعام لا يحمل شهادة ميلاد من مستشفي الدايات.
> عندما دخل الاجتماع كان مضطرباً فقد كان الجميع يرفلون في ثيابهم البيضاء الناصعة وبزاتهم اللامعة وكان هو يرفل في «الأڤرول» فقد جاء من العمل مباشرة ولكنه اطمأن حين أرسلت له شابة شاعرة ونقابية ورقة كتبت عليها: لا مشكلة إن اضطررت للباس مهمل.. ولكن دائماً احتفظ بالنفس التي تغطيها الملابس النظيفة جداً.
> كان لنا وما زال صديق ماركسي آب للدراسات والعقيدة الاسلامية وان احتفظ برؤيته النسبية والنقدية للجهد البشري وقد عكف مرة على قراءة كل مجلدات الصحاح الستة وشروحها ووجد ما وجد فيها من علم وتوثيق ومجهودات ولكنه علق لي هامسا وقد تحاشى بعض المتزمتين (تعرف يا حسين لو طلع كل ما اورده هؤلاء صحيحا يكونوا بالغوا) .. وضحكت مليا، ولكني تحفظت على اخطار جيراني لأن الرجل كان حديث عهد بالاسلام وهذه ذكرتني لطيفة علي المك عليه الرحمة فقد حكى ان البروفيسور عبد الله الطيب وكان بجامعة نيجيريا بعد ان فصله الشيوعيون اول مايو تحت شعار الخاتم عدلان عن سكرتارية الجباه التقدمية (ان الجامعة لن تظل جزيرة رجعية معزولة وسط محيط ثوري هادر) وكانت اول الموجات والطيور المهاجرة عبد الله الطيب ويا لها من موجة ويا له من طائر .. طبعا كل هذه الجملة الاعتراضية مني وليست من علي المك .. فقد حكى ان عبد الله الطيب امر صنو روحه الفنانة قرزيلدا ان تنتحي جانبا عن +مقود السيارة وصاح في لطف : اعتزلي هذه المره يا ابنة السكسون عن القيادة فانك حديثة عهد بالاسلام ..( وكانت قد اشهرت اسلامها يومئذ) وضج علي المك بضحكة عالية فهو من القلائل الذين يصنعون الطرفة من اجل المتعة الشخصية اولا .. وبعد ذلك يأتي العامة والدهماء والغاوون.
> الاستفادة من التكنوقراط اصحاب الباع والتجربة والوطنية أجدى من الاحزاب الصغيرة بكل تعقيداتها وبؤسها التنظيمي وتطلعاتها غير المتطابقة مع أوزانها ولكنها سنة الله الماضية في حق عباده على التجريب الخاطئ دون اعتبار رغم نصائح الطوال والقصار ولكنها مصاير الأيام «والمكتولة الما بتسمع الصايحة»!!.
> كل الدنيا تنقب عن الذهب في بلادنا وكل الأقطار تجد في بلادنا ذهباً وماساً وفضة ذهب ما خطر ببال بشر ولكن أغلبه ما زال يمشي لخزانة محمد علي باشا ولا عمار دول الجوار وبعض السماسرة من الساسة المتنفذين وشركاؤهم من السماسرة وأخطر ما في الأمر أننا لا نتحاسب وإن تحاسبنا فالحساب هنا «ولد» لكنه تعيس وخايب رجا..
> أحد أصحاب المشروعات الزراعية الجادة ذهب شمالاً وشرقاً وغرباً ووسطاً يريد الاستثمار وكل ما أراد أن يحط رحاله في قفر خرجوا عليه بالسيوف والأوراق يحمون الأرض البوار من الاستثمار، فعاد أدراجه وهو يضحك حتى يستلقي على قفاه ويصيح متعجباً: (من هو هذا المغفل الذي إدعى أن السودان مليون ميل مربع.. هذا السودان مليون شهادة بحث مربعة) ومتربعة على قلوب المنتجين.
> إلى اللاجيء الشاب بإحدى العواصم الأوروبية… ذهب أهلك إلى أهل خطيبتك القديمة، وراجعوا أباها قبل قراره بالرفض وقالوا له في تظاهرة بأنك تحبها، فأضاف جملة جديدة أعادت الحسرة الى قافلة الخطوبة فقد قال بطريقة صارمة: إن الذي لا يحب وطنه لا يمكن أن يحب شيئاً.
> ومن ديمقراطية المذاهب عند أهل الإسلام أرجو أن نجعله توطئة للحوار الوطني القادم قول أبو حنيفة (رضى الله عنه) هذا الذي نحن فيه رأي لا نجبر أحداً عليه ولا نقول يجب على أحد قبوله بكراهية فمن كان عنده شيء أحسن منه فليأت به.
سألني لماذا تكاثرت حالات الطلاق في بلادنا؟ قلت أن الاقتصاد سبب، والرهق سبب، وانسداد المسافة سبب، والخوف غير المعلن سبب، وغلاء سعر الصبر سبب، وسهولة الانسان لا غلاوته سبب آخر.. فالزواج في بلادنا ليس فيه وجع مقنع ليديم احتمال تفاصيله القادمة.. ألم تقرأ «وحيح» الصادق ود آمنة:
أح.. واغلبي من حسساً شديدة رجعتو
كتمو يضيق الأخلاق وحارة فجعتو
الخلاني قمري الليل احاكي سجعتو
فقد الأدعج القبضت مشابكي وجعتو
> اعتقد ان عنوان (ديمقراطية السيف) للحكاية التالية كان ومازال موفقا جدا ، قال الشاهد: في مجلس بالشام عرض معاوية بيعة يزيد ابنه وليا للعهد فكثر الاخذ والرد وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض فقام واحد وخطب قائلا:
امير المؤمنين هذا، واشار الى معاوية، وان مات فهذا، واشار الى يزيد، فمن ابى فهذا، وأشار الى السيف! فقال معاوية مبتسما: اجلس فأنت اليوم سيد الخطباء.
> قال ابن لقمان الحكيم لأبيه: يا ابت، اي الخصال من الإنسان خير؟ قال: الدين، قال: فإذا كانت اثنتين؟ قال: الدين والمال، قال: فاذا كانت ثلاثاً؟ قال: الدين والمال والحياء، قال: فاذا كانت اربعاً؟ قال: الدين والمال والحياء وحسن الخلق. قال فاذا كانت خمساً؟ قال: الدين والمال والحياة وحسن الخلق والسخاء.
قال: فاذا كانت ستاً؟ قال: يا بني اذا اجتمعت فيه الخمس خصال فهو نقي تقي، ولله ولي، ومن الشيطان بري.
> ومن اجمل ما قرأت في الإقتداء والتقيد حكاية عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا حديثي عهد بالبيعة فقال لنا رسول الله صلى : ألا تبايعونني؟
فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك؟
قال: إن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس. وتطيعوا ـ وأسر كلمة خفية ـ ولا تسألوا الناس.
فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحداً أن يناوله إياه.
وعن ابن أبي مليكة قال: ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق »رضي الله عنه« فيضرب بدراع ناقته فينيخها فيأخذه..
قال: فقالوا له أفلا أمرتنا فنناولكه؟
قال: أن حِبي »صلى الله عليه وسلم« أمرني أن لا أسأل الناس شيئا؟.
> كان العباسي عليه الرحمة لا يعاتب أصدقاءه وأن تقاصرت أيديهم عنه كان دائماً يجد لهم العذر ويسقط عنهم تكاليف الواجب ويبقي صامداً وصامتاً بصبره الجميل.. ينتظر يوم ملكهم ويوم عزهم وليلة ثرائهم ومن أجمل وأصدق ما سمعت في شعره من الاخوانيات
ولو أنهم ملكوا لما بخلو به
ولا ارجعوني والزمان القهقري
لأظل أرفل في نعيم فإنني
زمن الشباب وفته متحسراً
ووقفت فيها يوم ذاك بمعهد
كم من يدٍ عندي له لن تكفرا
دار درجت على ثراها يافعاً
ولبست من برد الشباب الانضرا
يا دارُ أين بنوك إخواني الألي
رفعوا لواءك دارعين وحُسرا
زانوا الكتائب فاتحين وبعضهم
بالسيف ما قنعوا فزانوا المنبرا


تعليق واحد