شرب الماء أثناء الأكل يقلل الجوع ولكن هل يضر بالهضم؟
يتم عادةً تقديم المشروبات على موائد الطعام. لكن يشيع بين الناس أن “شرب الماء يخفف من أحماض المعدة ويضر بالهضم”. ويوصي البعض بـ “عدم الشرب أثناء تناول الطعام”. فهل هذه النصيحة صحيحة أم أنها خطأ شائع؟ هنا تجد الإجابة.
يسود اعتقاد شائع بأن من الضار تناول المشروبات أثناء تناول الطعام، ويتم تفسير ذلك بأن تناول المشروبات يخفف من أحماض المعدة وبالتالي لا يمكنها هضم الطعام بشكل صحيح ويؤدي ذلك إلى انسداد الأمعاء، فهل هذا الكلام صحي؟ المسألة ليست بهذه البساطة.
الماء لا يغلب الحمض في المعدة
ليس هناك دراسات قوية تبين كيفية تأثير شرب المياه على حموضة المعدة أثناء تناول الطعام. ولكن عام 2004، درس الباحثون ما إذا كان شرب المياه على الريق يغير من الحموضة في معدة أشخاص يعانون من السمنة المفرطة. وأظهرت الدراسة أن شرب المياه لا يؤثر الحموضة، وذلك لأن حمض المعدة يكون أكثر حمضيةً بمليون مرة من المياه، وبالتالي فإن تخفيف حمض المعدة يحتاج إلى شرب كميات كبيرة للغاية من المياه، وهذا مستحيل لأن حجم المعدة محدود. وحتى حين تخف الحموضة في المعدة بعد الأكل، فإن مستوى هذا الحموضة يكون كافيا تماما لهضم الطعام.
ما الأفضل شربه أثناء الأكل؟
لكن التوتر والإجهاد والنيكوتين وشرب الكحول لا يكون في صالح التوازن الحمضي في المعدة، والسبب أن هذه الأمور تحفز إنتاج الحمض. أما الماء والشاي وغيرهما من المشروبات المنخفضة السكر فهي تدعم عملية الهضم سواء أشربها المرء قبل أم أثناء أم بعد تناول الطعام، وذلك لأن الطعام المهضوم في هذه الحالة يتحرك بشكل أفضل من المعدة إلى الأمعاء عبر الجهاز الهضمي وكذلك يمكن تحويله بسهولة أكبر إلى أقسام أصغر.
الشرب يقلل من الإحساس بالجوع
ويوجد سبب آخر أيضا يحفز على شرب الماء أثناء الأكل، وهو أن الشرب يقلل من الإحساس بالجوع، لأنه كلما زاد حجم المعدة يقل الشعور بالجوع، ولكن لم يتم إثبات أن شرب الماء أثناء تناول الطعام يجعل الإنسان أنحف أو أقل وزنا.
والخلاصة هي أن النصيحة القائلة إن “شرب السوائل أثناء تناول الطعام يضر بالهضم” هو كلام غير صحيح، بل العكس هو الصحيح: فالسوائل والمياه تساعد على الهضم، وما ينبغي الانتباه إليه فقط هو التقليل من شرب العصائر والمشروبات الغازية والمشروبات الكحولية أثناء تناول الطعام.
DW