تعقيب.. من هو السياسي إذن
الأستاذ/ محمود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو السياسي إذن؟
قرأت ما كتبته اليوم في عمودك العتيق (العالم الآن)، وسؤالك الجيد.. من هو السياسي إذن؟ المصادفة البحتة هي أنني كنت طوال ليل أمس ونهار اليوم أتناقش مع بعض الشباب والشابات المعارضين في أحد قروبات الواتساب عن ما هي السياسة؟ وهل ننتظر تغيير النظام بالكلية لنشرع في القضايا التي تهم الشعب؟ وتواصلت أسئلتي: لماذا لا نبتدع وسائل جديدة في التعاطى مع السياسة؟ وضعت أمامهم قضيتين ملحتين مرتبطتين ببعضهما جداً، الأولى المسألة الاقتصادية، وطرحت فيها فكرة التعاونيات الاقتصادية في الأحياء والفرقان والقرى والمدن، وكيفية تحقيقها على أرض الواقع، وكذلك إنشاء صندوق اقتصادي لعمل دراسات جدوى حقيقية لمشاريع اقتصادية للشباب، وهي فكرة مطبقة بمصر اطلعت عليها، وهي فكرة رائدة تحتاج فقط للتعاطي معها بالجدية اللازمة، والمصداقية العالية.. ردود الشباب كانت وكأني أتحدث عن حكومة بديلة.. قلت لهم ومالو؟ ألسنا نسعى لتغيير الواقع نحو الأفضل؟ إذن لماذا نتعاطى مع التغيير بوسائل تقليدية؟ وقلت كذلك أن العالم قد حسم مسائل مثل الديمقراطية وسيلةً للتداول السلمي للسلطة، وغيرها من المفاهيم الأخرى المتعلقة بالحقوق الإنسانية بشكل عام، فلماذا نجهد نفسنا ونسلك طرقاً بالية في التعاطي مع الشأن السياسي؟ المبادرات الاجتماعية برأيي هي عين السياسة..
وما هو السياسي إذن إن لم يعمل على خدمة شعبه مباشرة بدلاً عن التمثيل النيابي؟ وهل فعل الأخير ذلك في كل العهود ديمقراطية أو عسكرية؟ حان الوقت تماماً أن نلج لقضايا الشعب من الباب الصحيح، لأنه ببساطة أصبح الشعب أكثر وعياً بقضاياه ولن يسمح مرة أخرى للساسة أصحاب الحلاقيم الكبيرة والأعمال الصغيرة..
ودم بخير..
أخوك/ محمد غلامابي