محمود الدنعو

مبادرة دمج المبادرات


مع تعقيدات أزمة جنوب السودان الراهنة وانسداد آفاق الحلول السلمية لها تصبح أي مبادرة لتحريك وكسر جمود المفاوضات السلمية بين الأطراف المتحاربة مدعاة للتفاؤل وتستحق الإشادة، حتى وإن كانت المبادرة لا تأتي بجديد غير أنها توحد الجهود القائمة الآن من أجل تفعيلها، حيث أعلن الرئيس الكيني أوهورو كنياتا مساء الجمعة عن مبادرة جديدة لحل أزمة جنوب السودان قائمة على دمج عمليتي السلام في جنوب السودان.
ومعروف أن عمليتي السلام المعطلتين الآن هما العملية الرسمية التي تتوسط فيها وترعاها منظمة الإيقاد وتستضيف جولات التفاوض فيها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أما العملية الثانية التي تجري بالتوازي مع العملية الأولى، فهي مبادرة الحزب الحاكم في تنزانيا لتوحيد صفوف الحركة الشعبية الحزب الحاكم في جنوب السودان وأفضت المشاورات والاجتماعات في تنزانيا إلى ما بات يعرف باتفاقية أروشا للمصالحة بين فصائل الحزب الحاكم في جنوب السودان، بجانب ضلع ثالث يمثله الناشطون السياسيون ممن يعرفعون بمجموعة المعتلقين السياسيين السابقين أو مجموعة باقان أموم كما تعرف في وسائل الإعلام.
إعلان الرئيس الكيني دمج المسارات جاء عقب مشاورات واجتماعات واسعة عقت في نيروبي بين ممثلين للأطراف المعلينة بملف التسوية السلمية لأزمة جنوب السودان، حيث شارك في اجتماع نيروبي وزير خارجية إثيوبيا تيدروس أدهانوم الرئيس الحالي للمجلس الوزاري للإيقاد ووزير الخارجية الكينية أمنية محمد والأمين العام للحزب الحاكم في تنزانيا عبدالرحمن كنانا الذي رعى اتفاق أروشا ومبعوثان لجنوب أفريقيا التي ضمنت اتفاق أروشا، هما السفير ريدي ممباني والسفير ماندلينكوسي ميميلا.
الجديد في عملية دمج المبادرتين هو إعطاء مجموعة باقان أموم أدواراً أكبر في البحث عن حلول للأزمة، بل إن رأس الرمح في المبادرة الجديدة الجامعة للمبادرتين هم المعتلقون السابقون أو مجموعة باقان أموم التي تتخذ من نيروبي مقر لنشاطها، ولكنها تحزم حقائبها الآن توطئة للانتقال إلى جوبا لابتدار عملية مصالحة تشمل جميع الأطراف وتمهد الأرض للقاء يجمع الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار وخصمه الحالي.
المبادرة الجديدة أو توحيد مسارات عملية التفاوض تدرك أن الوقت ليس في صالحها والنار تشتعل حاليا في مناطق إنتاج النفط في ولايتي أعالي النيل والوحدة، وبالتالي فإن وفد مجموعة باقان الذي سيرافق إلى جوبا نائب رئيس جنوب أفريقيا، بجانب وزراء من دول الإيقاد والأمين العام للحزب الحاكم في تنزانيا سوف يصل في الأول من يونيو في تزامن مع احتفالات جنوب السودان بالاستقلال حتى يشعر أبناء جنوب السودان بالسلام والتطور الذي يجلبه الاستقلال.