محمد عبد الماجد

لو أنهم فراخ


هذه اساطير لا سند لها – غير اننا كنا نشهد بالكتاحة في ليلة اي عريس بياكل في الحلة
“”””””””””””””””””””””””””””””””
(وعلى الاهداب ليلا يتعثر – وعلى الاجفان لغزا لا يفسر – وعلى الخدين نورا يتكسر – وعلى الاسنان سكر – وفما – كالأسد الجوعان – زمجر)
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””
وان انسى لا انسى (منصور بشير تنقا) عندما كانت تغني له (المدرجات الشعبية) كما يغني دار فلاح لعبدالوهاب الصادق (من بعد ما فات الاوان)
“””””””””””””””””””””””””””””””
صلاح أحمد ابراهيم اصنفه من تلك النواحي – في قصائده تلك (الاساطير) التى يخرجها الادب والروعة والسحر الذي يسكن في مفردته
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
· عند صلاح أحمد ابراهيم دائما كلمات صادمة …الاستيعاب لكلماته في المقام الاول يشكل (مشكلة).
· يشكّل صدمة حضارية بين العبارة وما يفهم منها.
· وما يأتي من بعد ذلك من ملحقات.
· ربما.
· صلاح أحمد ابراهيم برع في خلق مفردة سودانية (خالصة)..تحتشد بالتفاصيل السودانية الدقيقة.
· ما بين مناخاتنا الساخنة بكل درجات حرارتها العالية الى حدود (الكتاحة)…والسافنا الغنية والفقيرة والابنوس والطير الخداري.
· لا ندري من اين خرجت لنا تلك الاساطير؟ – اذ يحذروك من ان تاكل في (الحلة) خشية ان يأتي (الهواء) والتراب في ليلة العرس.
· ويلخبط الحفلة فوق – تحت.
· اذا جاءت (الكتاحة) يوم العرس فلا تفسير لذلك – إلّا ان يكون العريس والعروس او واحد منهما اكل في الحلة.
· لذلك – كانت نفوسنا تتوق لحلة (الحلبة) والارز والشعرية عندما تطفح نتيجة للبن الحليب.
· نحن صغار …كنا نتحاشي تلك (الحلل) – عشان الكتاحة ما تجي يوم العرس.
· حتى قيل ان بعض الفنانين عندما يبرموا عقودا لاحياء حفلات الزواج ..اول حاجة بيسألوا ان كان العريس بيأكل في الحلة ام لا؟.
· ثم يمضوا بعد ذلك ليسألوا عن (العروس) لكنهم كانوا يفعلون ذلك في حياء – لأن الطبيعة السودانية مازالت الى وقتنا هذا تحسب الاسئلة عن (العروس) شيء من السخف.
· هذه اساطير لا سند لها – غير اننا كنا نشهد بالكتاحة في ليلة اي عريس بياكل في الحلة.
· صلاح أحمد ابراهيم اصنفه من تلك النواحي – في قصائده تلك (الاساطير) التى يخرجها الادب والروعة والسحر الذي يسكن في مفردته.
· لذا – لا املُ من تكرار خصوصية مفردة صلاح أحمد ابراهيم …فيها (سودانية) قحة.
· او (سودانية) حتى النخاع.
· او سودانية على السكين.
· بي جلابية وعمة.
· ونحن في زمن لم يتبق فيها من السودان غير حديث (الذكريات) وحسن نجيلة..فليس في حاضرنا ما يفرحنا بقدر الرجوع الى محمد وردي وعثمان حسين وابراهيم عوض والطاهر حسيب.
· قصدت ان اضم لهم (الطاهر حسيب) – لأنه كان فنان مثل وردي وعثمان حسين وابراهيم عوض.
· وان انسى لا انسى (منصور بشير تنقا) عندما كانت تغني له (المدرجات الشعبية) كما يغني دار فلاح لعبدالوهاب الصادق (من بعد ما فات الآوان الليلة جاي تعتذر وترجع الريد الزمان من وين اجيب ليك العذر).
· عبدالوهاب الصادق …احد (اساطير) الاغنية الشعبية عندما قدمها – لتكون (اللغة الرسمية للحفلات والمناسبات السعيدة).
· كانت (حبائبي الحلوين اهلا جوني انا ما قائل حلوين زي ديل بزورني) لغة الحفلات والمعبر عن الافراح في ذلك الوقت.
· الاغنية كان قد قدمها محمود فلاح لكمال ترباس فرفضها الاخير بحجة ان الاغنية موسمية وعمرها قصير …ليتلقفها عبدالوهاب الصادق فيزاحم بها (الثريا).
· روعة الاغنية الشعبية في بساطتها وفي لحنها الذي يتوغل ويتوغل – فهي خالية من التعقيد والتركيب.
· وفيها من الاريحية ما يجعل السودان كله يغني بها.
· والحديث عن (الاساطير) وعبدالوهاب الصادق – كان احد اساطير السودان ..ونحن نتحدث عن صلاح أحمد ابراهيم.
· لو كنا نملك من (التقدير) شيء ..لفرضنا صلاح أحمد ابراهيم من باب الاستحباب لا من باب الفرض على كل مقرارات المراحل الدراسية في السودان.
· لصلاح أحمد ابراهيم من باب الاستنكار عن حادثة (عنبر جودة) قصيدة (عشرون دستة) حينما اضرب مزارعو مشروع جودة على النيل الابيض في 1956م وامتنعوا عن تسليم القطن لادارة المشروع فاعتقلتهم السلطات زهاء 200 رجل وزجت بهم في سجن ضيق فماتوا جميعا اختناقا فكتب صلاح أحمد ابراهيم : (لو أنهم فراخ – تصنع من اوراكها الحساء – لأنزلوا الفندق الكبير – لوضعوا في قفص لا يمنع الهواء – وقدم الحبّ لهم والماء).
· وقبل هذا المقطع يقول صلاح : ( لو انهم – حزمة جرجير يعد كي يباع لخدم الافرنج في المدينة الكبيرة – ما سلخت بشرتهم اشعة الظهيرة – وبان فيها الاصفرار والذبول – بل وضعوا بحذر في الظل في حصيرة – وبللت شفاههم رشاشة صغيرة – وقبلت خدودهم رطوبة الانداء والبهجة النضيرة).
· هذا صلاح مهموم دائما بالبسطاء …والغبش ..والكادوحون ..والواقفون على الارصفة.
· والما صارفين.
· والصارفين وزي الما صارفين.
· الاحساس بهؤلاء ان لم يكن عظيما …ما جاء بهذه الكلمات التى اصبحت مضرب للمثل في الاستخفاف ..وعدم التقدير.
· سودانية صلاح أحمد ابراهيم لحظها من قبل الطيب صالح الذي قدم عنه في (غابة الابنوس) وقال :
· (ربما يكون صلاح أحمد ابراهيم هو اكثر الشعراء السودانيين (سودانية) في شخصه وفي شعره . فهو قد ولد ونشأ في مدينة ام درمان ، التى نقول عنها انها العاصمة (الوطنية) للسودان ونعتبر انها خلاصة ما يمكن ان يسمي بـ (الحضارة السودانية). ليست ام درمان الآن كما كانت منذ ثلاثين او اربعين عاما ، فقد تغيرت بها الاحوال واصابتها عوامل التغيير ، وان كان ما يزال فيها بقية من طابعها القديم).
· تسمو عاطفة صلاح أحمد ابراهيم في (مريّه) وهو يقدمها بهذا الشكل (الاسطوري) الذي يميز شعر صلاح كما اشرت الى ذلك.
· ( يا مريه : ليت لي ازميل فدياس وروحا عبقرية – وامامي تل مرمر – لنحت الفتنة الهوجاء في نفس مقاييسك – تمثالا مكبر ، وجعلت الشعر الشلال : بعض يلزم الكتف ..وبعض يتبعثر).
· مرية حالة من حالات الزهو العاطفي …او هي (حلم) يمشي على كلمات.
· او هي اسطورة عشق – كما صلاح.
· ما بين التزام الكتف – والتبعثر ..ذلك الذي يجعل الصورة حية..فكلمات صلاح أحمد ابراهيم كأنها تنقل الصورة على الهواء مباشرة.
· او على الكلمات.
· (وعلى الاهداب ليلا يتعثر – وعلى الاجفان لغزا لا يفسر – وعلى الخدين نورا يتكسر – وعلى الاسنان سكر – وفما – كالأسد الجوعان – زمجر).
· ماذا ترك صلاح احمد ابراهيم للخيال – لا شيء يمكن ان يكون ابعد من ذلك.
· هذا يجعلنا نؤكد ان اختيارات صلاح احمد ابراهيم لمفرداته الشعرية اختيارات فيها (حراك)..وفيها دراما.
· ثقافة الشاعر الغربية ..وتأثره بالصفو الغربي – لم يبعد عنه (ام درمان) الحاضرة في كل قصائده.
· (يا مريه : انا من افريقيا : صحرائها الكبري وخط الاستواء – شحنتني بالحرارات الشموس – وشوتني كالقرابين على نار المجوس – لفحتني فانا منها كعود الابنوس – وانا منجم كبريت سريع الاشتعال – يتلظى كلما اشتم على بعد : تعال).
· لم ينفصل صلاح أحمد ابراهيم عن هذه الحرارة وعن خط الاستواء.
· صلاح احمد ابراهيم قدم له محمد وردي (الطير المهاجر) وغني له حمد الريح (يا مرية) وقدمت له عقد الجلاد احد اناشيده القوية..وكذلك غني له سيف الجامعة ..عن تجربته الغنائية يقول صلاح أحمد ابراهيم في احد حواراته الصحفية :
· (أنني شاعر لا اصلح في نظري لكتابة قصائد تغني فشعري عقلاني باكثر مما يحتمل الغناء . ولكن ربما لم أجد من يشجع على انتاج قصيد غنائي . او ربما لم يجد شعري من يكتشف فيه امكانية غنائية – (الطير المهاجر) لم تضع لكي تغني في البدء ولكن محمد وردي فنان الشعب لحنها . مرية تصلح للغناء وهناك قصائد اخرى تشبه مرية ..من ادراني ربما اكتشفني ملحن عبقري).
· ……….
· ملحوظة : جرس الفسحة ضرب.
هوامش
· مع الفلسة دي اتخيلت ناس المريخ يسافروا تونس بي (نيسانات).
· الزول وقت يكون مفلس يا بسافر بي نسيان.
· يا بي لوري.
· ما عارف.
· قروش الطيارة جبتوها من وين؟.
· ديونكم كترت.
· الهلال وقت لقوا ما عندو ديون في الوقت الحالي رجعوا ليه لي ديون سنة 2007م.
· احتمال يرجعوا للسبعينات.
· الكاردينال ..ما بتسلف في الوقت الحالي.
· إلّا حساب قديم.
· مباراة المريخ والامل متين؟.
· دخلنا على الجد.
· ما تقعدوا تزعجونا ساكت.
· ح تلعبوا يعني ح تلعبوا.
· ولا كلمة.
· ………
· عاجل : نحن ما قايلين عبدالصمد بفرق معاكم للدرجة دي.


تعليق واحد

  1. وهذا نص آخر يا ود عبد الماجد يؤصل ويوثق لعلاقة الديمومة بين الحرف والكفر والوتر وهو أيضا هدية عجلى لأولئك الصفوة فقط اتمنى أن يكون قد فهموا ما تقول