ابراهيم دقش : المضيفة الجوية وشرطي حركة المرور!
** على أيامي في منظمة الوحدة الأفريقية بأديس أبابا، جاء عيدي عومارو، رئيس وزراء النيجر السابق، ووزير خارجيتها الأسبق، أميناً عاماً.. وبدأ عهده بما يعرفه الفرنسيون (بالسوبرمي) أو (ضغط) الهيكل الوظيفي بمعنى إلغاء وظائف. قال إنه اختارها بمجرد قدومه دون أن يعرف شاغليها حتى لا يتهم بأنه مارس سياسة اقصائية مقصودة.. ولحسن حظي أنه ألغى وظيفة كنت أشغلها، وحولوني منها في آخر عهد سلفه مصادفة… وأتذكر أني كنت أقف إلى جانبه في مناسبة عامة، وهو رجل نحيل، طويل القامة اشيب الرأس، فلاحظ (إرتخاء) في بطني، لم يتورع في أن يدق بيده عليه، واعتبرته تنبيهاً لي بأن أخفض من وزني.. أكذب عليكم لو قلت أني لم أسارع به..
وذات يوم زارتني مجموعة من الخطوط الجوية الأثيوبية، لفت نظري فيهم تناسق أجسادهم، والوحيدة غير الملتزمة كانت صديقة لي فسألتها لماذا، وكأني فتحت طاقة جهنم عليها فاتهمتني بأني (السبب) في مشكلتها لأنها تتناول في داري من صنوف الأكل ما يضيف إلى وزنها مثل (البقلاوة) و(أم علي).. وأحزنني إخطارها لي بأنها مهددة بالهبوط من الجو إلى الأرض لتصبح مضيفة (أرضية) ما لم تخس خلال فترة زمنية حددوها لها..
تذكرت كل هذا وأنا أطالع أن الشرطة في بريطانيا قررت هذا الأسبوع التخلص من كل منسوبيها من ذوي الأوزان الثقيلة.. عجزاً (وكروشاً) وأرادفاً وأعطتهم مهلة للتخلص من كل تلك (الزوائد) في فترة معينة، وبعدها عليهم البحث عن مهنة أخرى..
وهذا في رأيي عين الجدية.. فهل تطبق قواتنا النظامية (كده.. بدون تحديد) هذا المعيار، ولاتهم الرُتبة..؟؟ صدقوني سيختفي من الشارع العام كثيرون وعلى رأسهم ذوو (البزات) البيضاء.. بتوع الحركة وهؤلاء أصلاً في الأرض أي عكس (المضيفات) فإلى أين يساقون أو إلى أين يذهبون؟
هم أصلاً شغالين شنو غير قطع الإيصالات؟