قمة السبع والإدارة الأهلية
هل هو ارتداد في الآليات ومفاهيم العمل السياسي والدبلوماسي أم اعتراف متأخر بنجاعة الآليات الأهلية والتقليدية في العمل الدبلوماسي والسياسي؟ لا أدري أيهما أرجح بل بالأحرى لا أرغب فصل هذين السؤالين المحوريين!! فكلاهما جدير بالطرح والبحث عن اجابة عندما نطالع في وسائل الإعلام أن أول بند في أجندة قمة مجموعة السبع التي تستضيفها ألمانيا حاليا لبحث قضايا وأزمات الاقتصاد العالمي القمة التي يحضرها زعماء ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا واليابان وإيطاليا التي تشكل مجموعة الدول الصناعية الكبرى في العالم، مثل هذه القمم تستهل بعصف ذهني لمجموعة منتقاة من الخبراء في مجال الاقتصاد والسياسة الدولية، ولكن ما ورد في الأنباء أنها ستبدأ بزيارة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المستضيف للقمة إلى قرية كروين المجاورة للمنتجع الفاخر الذي يقع في جبال الألب البافارية كمقر للقمة وسيرافقها في تلك الزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث سيجتمع الزعيمان مع العمدة وبعض سكان القرية البالغ تعداد سكانها نحو 2000 شخص.
إذن قمة الدول الصناعية السبعة تستهل بزيارة إلى قرية لأخذ الحكمة من عمدة وسكان القرية، عسى أن يجد الزعماء مخرجاً للأزمات المالية الدولية وقضايا التغير المناخي ووباء أيبولا وأزمة السيولة المالية في اليونان وأنشطة جماعات إسلامية على شاكلة تنظيم الدولة الإسلامية ومنها بوكو حرام، بحضور قادة نيجيريا وتونس والعراق، وغيرها من القضايا التي تحتشد بها أجندة القمة ربما كان الحل لها لدى سكان قرية لا يتجاوز عددهم ألفي شخص.
نموذج آخر يعزز طرحنا للسؤالين وليس الإجابة عنهما، هو مغادرة وفد من رجال الإدارة الأهلية وزعماء قبائل بالسودان إلى أمريكا، في إطار مبادرة شعبية، لحث الإدارة الأمريكية على رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، ورفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، الوفد يضم 14 ناظراً من قبائل السودان المختلفة سيستمر لمدة أسبوعين. صاحب المبادرة رجل الأعمال عصام الشيخ تحدث في مؤتمر صحفي بأنهم سيعقدون لقاءات رسمية مع الكونغرس والخارجية، لافتاً إلى أن تركيز البرنامج سيكون على اللقاءات الشعبية لتحسين العلاقات بين الشعبين.
بعض أعضاء الوفد عبروا لـ (قناة الشروق) عن أملهم في أن تساهم المبادرة الشعبية في حث الإدارة الأمريكية على رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، مشيرين إلى أنهم يهدفون للتعريف بالوجه الحقيقي للسودان.
وننتظر لنرى مخرجات قمة السبع في ألمانيا وعودة الوفد الشعبي السوداني من أمريكا بوعد حقيقي من الإدارة الأمريكية برفع العقوبات الاقتصادية واسم السودان من قائمة الإرهاب وعندها فقط يمكن التفكير في السؤالين المحوريين وربما الإجابة الشافية عليهما.