محمود الدنعو

قمة الاتحاد الأفريقي

[JUSTIFY]
قمة الاتحاد الأفريقي

انطلقت أمس الخميس في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا) أعمال الدورة الثانية والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقي التي من المقرر أن تستغرق يومين وقد حددت مفوضية الاتحاد شعار هذه القمة بأنه يتمثل في أن “العام 2014 هو عام الزراعة والأمن الغذائي لإحياء الذكرى السنوية العاشرة لتبني البرنامج الأفريقي الشامل للتنمية الزراعية”، حيث سيتم خلال القمة بحث سبل تحويل مسار الزراعة في القارة الأفريقية وتسخير الفرص من أجل تحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة في القارة.
ولكن باستثناء الشعار سيكون الأمن شأن كل القمم الأفريقية السابقة وربما اللاحقة هو الشغل الشاغل للقارة الأفريقية التي لا تغيب عن قممها الملفات الساخنة وسيكون لجنوب السودان الدول الأحدث في القارة والأحدث اضطرابا نصيب الأسد من المناقشات كون ملف الأزمة في جنوب السودان بيد مجموعة الإيقاد حيث مقر القمة، ونحجت جهود الإيقاد في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وتم إطلاق سراح بعض المعتلقين قبل يوم من القمة مما يمهد الطريق أمام القمة للتأكيد على وساطة الإيقاد ودعمها من أجل التوصل إلى تسوية سلمية بين الفرقاء في جنوب السودان.
أمام القمة كذلك ملف جمهورية أفريقيا الوسطى التي تشهد حربا طائفية بين مسلمين ومسيحيين، والتي راح ضحيتها مئات القتلى، ورغم استقالة الرئيس السابق وانتخاب الرئيسة كاترين سامبا بانزا وخلال المرحلة الانتقالية فإن مستقبل الاستقرار الأمني والسياسي في أفريقيا الوسطى لا يزال محفوف بخطر الانزلاق مرة أخرى إلى أتون الحرب الأهلية، ويتطلب من القمة الأفريقية الراهنة قرارات فاعلة تصب في صالح إعادة الاستقرار إلى أفريقيا الوسطى وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دعا قبل يوم من انعقاد القمة الدول الافريقية إلى “تقديم الدعم المالي والبشري لقوة الاتحاد الأفريقي في جمهورية أفريقيا الوسطى”.
قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي التي سبقت قمة الرؤساء دعت إلى تشكيل قوة أفريقية مشتركة لضبط الأمن وفرض الاستقرار في بلدان القارة التي تشهد توترات أمنية وعلى رأسها جنوب السودان وأفريقيا الوسطى. وشدد رئيس المجلس حاليا ألفا كوندي على إكمال ترتيبات إنشاء وتكوين تلك القوة الإفريقية “الجاهزة للرد الفوري على الحالات العاجلة”.
ويظل تكوين القوة الأفريقية الجاهزة والرادعة هو العاصم للقارة من الاضطرابات الأمنية المتكررة، حيث لا تزال القوة الأفريقية التي تنتشر في العديد من بؤر التوتر والنزاع بالقارة تفتقر للعدة والعتاد اللازمين للقيام بمهامها.
وفي سياق التحديات الأمنية التي تواجه القارة لابد من أخذ تصريحات مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر ماخذ الدراسة والتمحيص حيث قال المسؤول الأميركي قبل يوم واحد من انعقاد القمة: أن أفريقيا جنوب الصحراء أصبحت (حاضنة) للجماعات المتطرفة.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي