محمود الدنعو

قمة حكومة العالم السرية


بعد فشل حكومات العالم العلنية في إيجاد حلول للقضايا التي تهدد الكون راهنا من تغيرات مناخية إلى أزمات مالية إلى قضايا الإرهاب والسلم والأمن الدوليين فهل تنجح حكومة العالم السرية حيث اختتمت أمس الاثنين في النمسا قمة مجموعة نادي بيلدربيرغ وتضم المجموعة رجال سياسة وأعمال ويطلق البعض عليها اسم “حكومة العالم السرية”، وناقشت المجموعة خلال اجتماعاتها قضايا الإرهاب والعلاقات الدولية والتكنولوجيا.
يذكر أن هذه المجموعة كانت انطلقت في العام 1954 بمشاركة من 70 شخصية من أثرياء العالم ومن أصحاب النفوذ والسلطة في اجتماعها الأول الذي كان عبارة عن حلقات دراسية دامت ثلاثة أيام. ويعود اسم المجموعة إلى فندق بيلدربيرغ في قرية أوستيربيك في هولندا حيث عقد فيه أول اجتماع، ويمثل الأوروبيون ثلثي أعضاء المجموعة والبقية من الولايات المتحدة.
وتقدم مجموعة بيلدربيرغ نفسها على أنها اتحاد ممثلي النخب السياسية والمالية والتجارية في أوروبا، ويجتمع أعضاء المجموعة سنويا في أحد الفنادق الفخمة في منتجع سياحي لمدة 3-4 أيام، يناقشون خلالها أهم المسائل في مجالات المال والسياسات العسكرية والاجتماعية.
وأمام المجموعة أجندة واسعة من الموضوعات من بينها مسألة الأمن في الفضاء الإلكتروني، وكذلك العولمة، والشرق الأوسط، وبريطانيا، والانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة وبريطانيا وعلاقاتها مع أوروبا وغيرها من القضايا التي تؤرق بال العالم اليوم.
ويبقى السؤال هل تستطيع هذه الحكومة السرية للعالم وضع حد للأزمات التي تعصف بالكوكب وتكاد تنهي الحياة على ظهره أم أنها تمكن لنفسها فقط فهي حكومة من الأثرياء والنخب السياسية في العالم تجتمع لتبهج وتسلي نفسها بالعصف الذهني لحل قضايا لا تتأثر بها مباشرة.
ولكن لماذا هذه الحكومة سرية؟ لأنها غير طبيعية، فهي تنادي بعدم معاداة السامية وتناصر الصهيونية وبالتالي فإنها غير طبيعية، ولن تفضي مقترحاتها إلى حل للقضايا الدولية خصوصا في الشرق الأوسط طالما هي تنطلق من مناصرة الصهيونية وليس من مناصرة الفكر الحر والعمل الديمقراطي عبر العالم.
القمة التي يشارك فيها صناع قرار ومتنفذون وخبراء بمجالات السياسة والاقتصاد والإعلام وشركات الأسلحة وكبار الرأسماليين من 22 دولة، تثير مجددا الجدل حول هذا المؤتمر النخبوي الذي يعتبره منظموه منتدى لتبادل المعلومات والخبرات حول أهم القضايا العالمية، بينما يصفه منتقدوه بأنه حكومة سرية تحرك الأحداث وتصطنع الأزمات العالمية من وراء ستار لخدمة الاقتصاد الغربي.
والقمة التي وصفها الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو العام 2010 بأنها حكومة سرية تدير العالم لصالح الغرب المسؤول عن انتشار الحروب والفقر بين الشعوب، لا تزال ثير الكثير من الجدل والقمة الحالية شهدت مشاركة جيم ميسينا رئيس حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لباراك أوباما والمستشار الحالي للمرشحة الجمهورية بالانتخابات القادمة هيلاري كلينتون وهو ما يظهر أن النخبة العالمية تؤيد انتخاب كلينتون.