محمود الدنعو

هدنة في شهر رمضان


رمضان شهر الصيام والقيام نعم هو ليس من الأشهر الأربعة الحرم، وهي ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب، التي يحرم فيها القتال – إلا ردًّا للعدوان – ولكنه شهر التسامح والغفران. ربما لم تدر هذه المعاني لشهر رمضان بخلد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون حين دعا الأطراف اليمنية، إلى فرض هدنة إنسانية مع بداية شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى “مساعدات إنسانية عاجلة”.
الأمين العام للمنظمة الدولية أراد استثمار الشهر الذي يتوجه فيه المسلمون بكلياتهم إلى الله عز وجل يتقربون إليه بالصوم والصلاة والصدقات، ولذلك خاطب فيهم الحمية الدينية في هذا الشهر وحتى مع رد وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، في بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية في جنيف إنّ “ما يحدث في اليمن من قتل وتدمير من قبل مليشيات الحوثي داخل المدن اليمنية، لا يفرق بين رمضان وغير رمضان”، ولكن يجب أن لا تمر دعوة بان كي مون لدهنة في شهر رمضان مرور الكرام، بل يجب أن لا تكون قاصرة فقط على ما يدور في اليمن فما أحوج الناس إلى هدنة في شهر رمضان في سوريا والعراق ونيجيريا وأفريقيا الوسطى وكل المناطق التي تشهداستمرارا للقتال خلال الشهر الكريم.
في العراق وبلاد الشام حيث ينشط تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش يحتاج الناس إلى هدنة رمضانية حتى يصوموا رمضان دون خوف من ملاحقة التنظيم لهم.. وتتداول وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام بالمزيد من الاندهاش والسخرية فتاوى منسوبة إلى التنظيم بمناسبة شهر رمضان تنص على منع التنظيم النساء من الخروج أثناء ساعات الصيام في شهر رمضان، كما أمر التنظيم بإغلاق المحال في آخر 10 أيام قبل عيد الفطر المبارك.
أما التي ترغب في الخروج من النساء في المناطق التي تسيطر عليها داعش فعليها أن تصوم عن الأكل والشرب والخروج من المنزل حتى صلاة المغرب موعد انتهاء صيام اليوم ثم بعد ذلك لها أن تخرج في جنح الظلام على أن يكون معها مرافق من اقاربها الذكور، الفتوى المثيرة للجدل تمنع النساء من الخروج في النور وتبيح لهن الخروج ليلا، ولو مع محرم علما بأن الذئاب البشرية في رمضان تخرج ليلا لاصطياد فرائسها.
سوريا التي تمزقها الحرب لعدة سنوات مر عليها أكثر من رمضان وهي على ذات الحال المنوال، في هذا البلد المنكوب بحرب أهلية لا تزال الحاجة ماسة لهدنة رمضانية تسكت فيها أصوات المدافع حتى ترتفع أصوات المآذن لتخبر بموعد الإفطار وحتى يخرج الناس إلى المساجد لأداء صلاة التراويح في رمضان.