عالم خال من التوتر
يبدو أن رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي وهو يمارس رياضة اليوغا في أول يوم عالمي لها أمس الأحد أصبح صافي الذهن وهادئ البال فأطلق لأحلامه العنان عندما قال خلال مشاركته أكثر من 30 ألف شخص في حدث ضخم لممارسة اليوغا في قلب العاصمة نيودلهي: “بالنسبة للكثيرين، اليوغا مجرد تدريب، وهذا اعتقاد خاطئ. اليوغا تتعامل مع العقل والجسد والروح”.
وأضاف: “اليوم نحن لا نحتفل بيوم فحسب بل نقوم بتدريب العقل. نحن نعمل من أجل عالم خال من التوتر”
ما هو محض أماني وأحلام هو قوله (عالم خال من التوتر) ممارسة اليوغا قد تزيل التوتر النفسي لأنها تدعو إلى التأمل والصفاء الذهني ولكن عالمنا يعاني من توتر من نوع آخر.. يعاني من الحروب وازدواجية المعايير في السياسة الدولية.. يعاني من الأزمات الاقتصادية والبيئية المهددة بفناء البشرية.
كيف يمكن للعالم أن يصبح خاليا من التوتر والتوترات الحدودية قائمة والهند وباكستان نموذجا؟ وكيف يمكن للعالم أن يصبح خاليا من التوتر وداعش وأخواتها يعثن فسادا في الارض وإرهابا وتقتيلا؟، والعراق وأفغانستان غزتهما أمريكا التي غذت التوتر في العالم بسياساتها الخارجية الرعناء ثم تركتهما نهبا للتطرف والتشدد الديني وللطائفية المذهبية والعرقية البغيضة.
رئيس وزراء الهند وهو يطلق دعوته إلى عالم خال من التوتر ينطلق من الحقائق العلمية حول اليوغا التي تساعد في إزالة التوتر فهي بحسب الخبيرة الألمانية في اليوغا آنا تروكيس في حديث لموقع (دي دبل يو) الإخباري الألماني، لقد أثبت العلم أن اليوغا تساعد في شفاء جميع الأمراض التي يسببها الإجهاد أو الضغط أو التوتر النفسي، معظم الأمراض في الوقت الحالي تكون مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالتوتر النفسي اليومي. الحياة تضغط على الإنسان فيتوتر نفسيا، وهذا التوتر النفسي يؤثر علي كافة مستويات جسمه، مثلا: علي القلب والأوعية الدموية وجهاز المناعة. وقد تطورت استراتيجيات اليوغا منذ آلاف السنين وأصبح بإمكان الإنسان توظيف هذه الاستراتيجيات لمواجهة التوتر النفسي في الأوقات العصيبة.
إذن، ما بدا لنا في الأول أضغاث أحلام لرئيس الوزراء الهندي في رؤية عالم خال من التوتر بسبب قتامة الواقع المعاش وانسداد آفاق الحلول لمختلف الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية والبيئية في العالم، ليس كله محض أحلام فالتجارب والعلم أثبت بأن اليوغا يمكنها أن تساهم في خفض حدة التوتر لدي ممارسيها وتلقائيا سينخفض التوتر في العالم، ولكن ما نحتاجه مثلما اعتمدت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي لليوغا ليتها تبدأ جلساتها للبت في أمهات القضايا العالمية بإخضاع زعماء العالم الموتورين والمتوترين إلى رياضة اليوغا.