حسين حسن ابراهيم : الخرطوم القذرة
(1)
رغم كل الدلال الرسمي لها ولاهلها لدرجة تقديم الرئيس اخلص رجاله هدية لها .. تظل الخرطوم عاصمة رسمية للقذارة، وتظل (شامة)، سوداء من الاوساخ وسط كل مدن العالم.
وتمد الخرطوم لسانها القذر لتؤكد حتى سقوط المشروع الحضاري للانقاذ .. والذي من بين غاياته “النظافة من الايمان”..
مسؤولون عندما يسألون لماذا كل هذه القذارة والاوساخ التي وصلت مرحلة لاتطاق تأتيك اجاباتهم هذا من سلوك المواطنين .. المواطن يقذف قارورات البلاستيك في الشوارع ..اذا الناس هم السبب وراء قذارة العاصمة…
نعم انهم الناس لانهم ارتضوا ان يكون مسؤولون مثلكم يحكمونهم.
(2)
احد المسؤولين يستحي من وضع المسؤولية على المواطنين الابرياء، ولكن يضعها على الجزء الاكثر براءة (موظفي وعمال النفايات) ويقول ان هؤلاء غير هميمين بشكل كاف لانجاز مهمتهم.
اذا كان من يعمل تحت امرتك – عزيزي المسؤول – وانت تدري انه غير هميم فلماذا تتركه يواصل عمله..؟
لماذا لا تحاسبه ..؟ هل بات حال البلاد فوضى لهذه الدرجة؟ المسؤول يعلم المقصرين ويكتفي بالشكوى منهم حين يسأل عن التقصير …؟؟
واذا كانوا غير هميمين وانت لم تحاسبهم، لماذا لم تعالج الاسباب التي ادت لتقليل همتهم..؟؟
هم يعملون في اصعب ظروف.. هل وفرت لهم الحماية والتأمين الصحي والاجتماعي ..؟؟ ولها وفرت لهم الملابس الملائمة لعملهم .. ؟؟
..وهل ..وهل .. الكثير من الاشياء التي تجلب الهمة المفقودة …؟؟
بس كيف تأتيكم انتم ايها المسؤولون الهمة ..رغم انك كل الخدمات والامكانيات والامتيازات متوفرة لكم (وبالتقيل).
(3)
المسؤول الكبير يقول لمسؤولي الولاية بشكل صريح وواضح لو وقفتم ساعة واحدة خلال اليوم لمتابعة امر النظافة لتغير شكل الخرطوم الكالح ..
ولجفت الاوساخ التي باتت كما الزرع في جسد كل ساحة وشارع وسوق بمدن الولاية الثلاث.
المعتمدون اكثر الناس الذين يفترض ان يكون عملهم في الميدان ووسط الناس، ولكنهم بعيدون لايرون ..
اعمت السلطة عيونهم حتى من رؤية القذارة في كل مكان حولهم.
نأمل انه بعد صدور قرار بوضع الامر بين يدي وزير الصحة مأمون حميدة ان يجد مخرجا، فبلادنا والخدمة فيها باتت تعتمد على الرجال وليس على المؤسسات، ولذلك ازدادت قذارتها.
ينصر دينك تلخيص للحاصل بالبلد