لم يسلمن من ضربات آلة التكسير.. نساء في كسلا يفتتن الصخر بثمن بخس
أجبرت قسوة الظروف وصعوبتها، النساء في كسلا على تكسير وتفتيت الصخر من أجل المعيشة، فارقن الراحة وأقبلن يهشمن الحجارة من أجل الرزق الحلال..
(1)
حليمة كرشيما، امرأة في عامها الـ(55)، تظهر على ملامح وجهها آثار الشقاء وبرغم قسوة المهنة تستقبلتني بعباراتها المرحة، جلست إليها لتحكي لي قصتها مع تحطيم الحجارة، لتستخدم كمواد للبناء، وقالت: “أنا أعمل زهاء الـ(27)عاما في تكسير الصخور ولم أجد البديل بعد وفاة زوجي، ولي (9) من الأبناء في مراحل مختلفة وبعيد اعتناقنا الإسلام تركنا بيع الخمور، واتجهنا للرزق الحلال، هو قاس وصعب ولكنني مرتاحة لنيل اللقمة بالحلال، ورغم أن آلة التهشيم ثقلية وشاقة ولكن الرضا بالمقسوم عباده”.
(2)
آمنه هبيلا، هي إحدى النساء اللائي يكسرن الصخور من أجل توفير لقمة العيش لأبنائها، فهي تعمل منذ (15) عاما لمساعدة زوجها المريض ومن أجل أطفالها. واضطرت لتغطية وجهها للوقاية من التراب المتناثر جراء التكسير وكان قد سبب لها حساسية دائمة، وبجانب المعاناة في العمل توجد معاناة أخرى تتمثل في عدم جدوى الدخل، إذ أن سعر جالون الحجارة يتراوح بين (2-3) جنيهات، والدخل اليومي لا يتعدى (40) جنيها، وغالبا ما تكون حركة السوق بطيئة، وأحيانا تمر عليهن أيام دون أن يبعن شيئا.
(3)
الطفلة جميلة إبراهيم، ذات الـ(14) عاما تركت المدرسة مرغمة لتغوص في هذه المهنة الشاقة رغم طفولتها، لمساعدة والدتها التي لزمت الفراش الأبيض جراء هذا العمل، ولجميلة إخوة صغار، جميلة فكرت مرارا قبل الخوض في عمل والدتها لكنها بمجرد وصولها للشهر الرابع تأقلمت على الوضع بالرغم مما واجهته من معاناة.
ومن بين العاملات أيضا الحاجة عشة كرتكيلا، وابتسامتها تعني الكثير، لكنها تخفي آلاما في يدها، ودماء تقطر من أنفها جراء ما تعرضت له من ضربات آلة التكسير ما يجبرها على التوقف عن أداء عملها
اليوم التالي
لعنة الله علي من كان سبب في ضنك العيش
يللا يا ناس ديوان(قصور) الزكاة ورونا حق الله بمشي وين! قبلما تمشوا انتوا لي الله!!!