رئيس هيئة علماء السودان يترافع
شدد رئيس هيئة علماء السودان البروفسور محمد عثمان صالح على أن أي خطيب مسجد يخرج عن الأطر الذي حددها المنهج الدعوي يعتبر متفلتاً، واعتبر صالح في حواره مع (الصيحة) أي إمام يدعو للفتنة أو للخروج عن الحاكم أو التطرف الذي يخرج صاحبه عن الاعتدال يعد “متفلتاً”، وطالب خطباء المساجد بالالتزام بقواعد المنهج الإسلامي الصحيح وعدم الإساءة للآخرين وعد الإساءة للآخرين “تحت طائلة التطرف والخروج عن منهج الدعوة”، منوهاً إلى أن الأصل يقتضي وضع جميع المساجد تحت إدارة الدولة. وفي ما يلي أبرز ما ذكره صالح في السطور التالية.
* كيف ترى قرار مجلس الدعوة بإعفاء بعض أئمة المساجد المتلفتين بحجة أنهم انحرفوا عن المسار العام، وكيف يمكن أن يتفلت أئمة المساجد؟
– في الحقيقة أنا لم استمع لهؤلاء الأئمة ولذلك لا أستطيع الحكم بأن أحكم على شيء لم استمع إليه، ولكن التفلت يأتي عند الخروج عن منهج الدعوة الذي حدده الله عز وجل مثل “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..”، وهذا هو الأسلوب ومضمون الدعوة هو ” وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” وهذا ما جعل واضحاً أن هنالك ثلاثة أساليب للدعوة وثلاثة أطر أخرى للدعوة.
* ماذا إذا خرج الإمام عن تلك الأساليب الدعوية؟
– بالطبع يمكن أن تسميه متفلت، أما إذا التزم بهذه اللوائح ونصح الأمة سواء كان من الراعي والرعية في إطار الأطر الثلاثة التي ذكرتها فإن الإمام بذلك يصبح غير متفلت، أما إن خرج عنها فهو بذلك يعتبر متفلتاً.
* كيف يكون الخروج عن اللياقة إثناء خطب الجمعة، هل يكون عبر إطلاق دعوات تحريضية من قبل خطباء المساجد؟
– لا يمكن أن تحدد ذلك إلا إن كنت قد سمعت خطيب المسجد بنفسك، ولكن كما أسلفت فإن موضوعات الداعي هي الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أن أسلوب الدعوة فهو يتمثل في “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ”.
* هل لمستم في الآونة الأخيرة خروجاً لبعض أئمة المساجد عن تلك المسارات الدعوية التي حددت لهم؟
* في الحقيقة أنا شخصياً لم المس ذلك في المسجد الذي أؤدي فيه الصلاة، ولكن هنالك حقيقة بأن أي إمام يدعو للفتنة أو للخروج عن الحاكم أو يدعو إلى التطرف الذي يخرج صاحبه عن الاعتدال فأنا اعتقد أنه يمكن أن نسميه متفلتاً أيضاً.
* كيف تنظرون للمساجد التي تتبع لكيانات دينية والتي يتبني أئمتها أفكار كيانتهم، ألا يمكن أن يترتب على ذلك حدوث فتن مع الجماعات الأخرى؟
– الأصل هو أن تكون جميع المساجد تحت إدارة الدولة وهذا هو المطلوب ولكن واقعنا الاجتماعي في هذه الفرق والتمزقات فنحن لا نجبر أحداً على أن يكون تحت إدارة الدولة، ولكن في ذات الوقت يجب عليه الالتزام بقواعد المنهج الإسلامي الصحيح ولا يسيء للآخرين، لأن أي إساءة للآخرين تكون تحت طائلة التطرف والخروج عن منهج الدعوة.
* هل وجدتم لبعض الأئمة خروجاً عن منهج الدعوة أو دعوة لأمور لا تتماشى مع نهج الدين الإسلامي؟
– هنا يكون دور المجلس الأعلى للدعوة حتى يوقف العبث أن كان هنالك عبثاً
كيف تنظر للظاهرة التي كثرت في الأونة الاخيرة بتناول بعض أئمة المساجد لقضايا السياسية في خطبهم خاصة؟
* الدين والسياسة شيء واحد، والسياسة نفسها هي عبارة عن حراسة للدين وتقوم على حراسته وإبعاد الفساد وإبعاد الأمر الذي يقع فيه المخالفة للأمر والمعروف ولا نفصل بين الدين والسياسة، ولكن السياسة تؤخذ بحقها ومنهجها السليم الصحيح الذي كان عليه السلف الصالح.
هل أنت مع حديث مجلس الدعوة بأنه نصح أؤلئك الأِئمة بعدم الانحراف عن مسارهم وينصحوا أولي أمر المسلمين؟
* لو كانت النصيحة بحق للحاكم وللمحكوم فالإمام له مطلق الحرية في أن يسدي بالنصيحة، ولكن هنالك فرق بين النصيحة والفضيحة لأن النصيحة هي أن تطالب بأسلوب طيب وتنبه إلى منهج طيب وعلى ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا من غير أن تسمى كما أن الفضيحة هي أنك تقصد الإساءة إلى الآخرين وهذا ممنوع شرعاً.
* مقاطعة- هل الوقوع في طائة تلك الأشياء التي ذكرت أنها ممنوعة شرعاً يمكن أن تعرض الخطيب لعقوبات ومحاسبة واتخاذ إجراءات ضده؟
بالطبع، فهنالك قانون وشرعية وهنالك عقوبة دنيوية وأخروية، والدين إنما يؤخذ بالمقاصد.
* في ما يتصل بالإجراءات التي اتخذها مجلس الدعوة بإعفاء أولئك الأئمة هل ستقتصر على هذا الامر أم يمكن اتخاذ عقوبات إضافية واخضاعهم للمحاسبة؟
ذلك يتأتي وفق النظام والقانون.
الصيحة