قياديون في الإخوان: التلويح بـ”حل الجماعة” كانت رسالة تهديد للسيسي
قال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، جمال عبد الستار، إن طرحه بحل الجماعة لم يكن إلا رسالة تهديد لعبد الفتاح السيسي(الرئيس المصري).
وفي تصريحات خاصة لـ(الأناضول)، نفى عبد الستار، وجود طرح حقيقي سواء بحل الجماعة أو تجميدها مؤقتًا، لافتًا إلى أن الأمر “لم يناقش على أي مستوى تنظيمي داخل الجماعة”.
وأضاف القيادي المقيم خارج مصر قائلاً “حديثي لم يكن طرحًا بحل الجماعة أو تجميدها، لكنه كان بمثابة تهديد للسلطات الانقلابية في مصر، بعد قتل 9 من قيادات الإخوان على يد قوات الأمن”.
واتهمت جماعة الإخوان في بيان أصدرته، الأربعاء الماضي، قوات الأمن المصرية باغتيال 9 قياديين عزل من أعضاء “لجنة الدعم القانوني والحقوقي والنفسي للمتضررين من أسر المعتقلين والشهداء بالجماعة” كانوا متواجدين في منزل بمدينة 6 أكتوبر غرب القاهرة، نافيةً كلام مصدر أمني قال إنهم كانوا مسلحين.
وتابع عبد الستار “على مدار عامين مضيا استطاعت الجماعة حماية شبابها من الوقوع في صراع دموي، والرسالة التي أردت توصيلها تتلخص في أن الإخوان إذا رفعوا يدهم عن الشباب، وعن الثورة، ستدخل مصر في حرب أهلية”.
وأوضح القيادي أن “غياب راية الإخوان تعني ظهور راية داعش من جهة، وراية الإلحاد من جهة أخرى، وهو ما يقف له الإخوان بالمرصاد، ويناهضونه بشدة”.
وأشار إلى أن “الإخوان فكرة أوسع من الهيكل التنظيمي، وليست جمعية استهلاكية يقرر صاحبها الإغلاق، بل هي منظومة فكرية ينتسب لها أعداد هائلة في الداخل والخارج”.
ومؤخرًا جاءت تصريحات ثلاثة من قيادات الإخوان بالتزامن، وكلها تصب في مطالبة الجماعة بحل التنظيم، أو تجميده بشكل مؤقت.
اقتراح عبد الستار، الذي جاء في لقائه مع فضائية “الشرق”(مصرية تبث من خارج البلاد)، مساء السبت الماضي، بـ”إعلان تعليق التنظيم فى مصر لمدة مؤقتة”، أيده في نفس اليوم أيضًا القيادي الإخواني المقيم بالخارج، أشرف عبد الغفار، في مقابلة مع فضائية “الثورة”(مصرية تبث من خارج البلاد أيضاً).
لكن عبد الغفار عاد ليوضح، في تصريحات خاصة لـ(الأناضول) الإثنين، أنه “فقط أراد من خلال اقتراحه طرح حل للخروج من المأزق الراهن مفاده، إذا قرر الإخوان الانسحاب من المشهد، حفاظًا لدماء شبابها، سيظهر فشل السيسي وانهيار منظومته بالكامل”.
وأضاف عبد الغفار، “كلامي جاء بمثابة رسالة لتفويت الفرصة على السيسي، الذي يدّعي أنه يفشل بسبب الإخوان”.
القيادي الثالث هو وصفي أبو زيد، الذي سرعان ما حذف تدوينة كتبها على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مفادها، “هذا هو الوقت المناسب لأن تعلن جماعة الإخوان المسلمين في مصر حلَّ تنظيمها مؤقتًا لاعتبارات تصب كلُّها في صالح تصاعد مقاومة الانقلاب وكسره”.
ما طرحه القياديون الثلاثة، لقي رفضًا من جانب إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان (يقيم بلندن)، بحسب بيان صدر عنه أمس الأحد، قال فيه، “ما صدر من تعليقات من جمال عبد الستار، مع تقديرنا واحترامنا لشخصه، حول اقتراحه بحل الإخوان بصفة موقتة، هو أمر لم يرد في تاريخ الجماعة قط، مع كل ما مر بها سابقًا من ابتلاءات ومواقف عصيبة”.
وأضاف البيان “كان الرد الطبيعي على مثل هذه الممارسات دومًا، التمسك بمنهج الجماعة والالتزام التام بصفها، والارتكان الجميل إلى الله”.
مصدر مطّلع على عمل عدد من مسؤولي اللجان المركزية لجماعة الإخوان في مصر، قال لــ(الأناضول)، مفضلًا عدم الكشف عن هويته، “الحديث بشأن حل الجماعة أو تجميدها لم يطرح على مسؤولي المكاتب الإدارية، أو الأعضاء في المحافظات، حتى القيادات التي نقل عنها هذا الكلام، عندما تمت مراجعتها، قالت إن حديثها فهم بشكل خاطئ”.
القدس العربي