حوارات ولقاءات

نائب رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر يُقلّب صفحات العُمر

بسبب “أولاد البحر” دخلت “خور طقّت” بـ “شنطة حديد” وسكيني في ضراعي

في خور طقّت تعرفت على آلة العود والكمنجة “الكدارة” لأول مرة

الرسوم في خور طقّت كانت (15) جنيهاً والجنيه كان يساوي (3) دولارات

نحن أول دفعة تم اختيارها للكلية الحربية في حكومة عبود

أول طلقة خرجت في الجنوب بعد تمرد “55” كانت في “فشلا” عام 1963م بقيادة “جوزيف لاقو”

بعد انتفاضة اكتوبر قمنا – ولأول مرة – بتسليح سلاطين أعالي النيل لمساعدتنا في القضاء على التمرد

حوار: صابر حامد

في هذه السلسلة من الحوارات، نحاول أن نسلط الضوء على الجوانب الخفيَّة في حياة بعض الذين ترسّخت أسماؤهم في الذاكرة الجمعية للشعب السوداني، سواء بالإشراقات أو الإخفاقات.

ونسعى من خلال ذلك إلى تتبع سيرة من أسهموا ــ سلبًا أو إيجابًا ــ في حركة المجتمع والسياسة، وبالطبع نهدف إلى تقليب أوراق حياتهم المرتبطة بالجانب العام، دون أن نتطفّل على مخصوصاتهم، حال لم تكن ذات علاقة مباشرة بالشأن العام. دافعنا في كل ذلك أن نعيد كتابة الأحداث والتاريخ، بعد أن تكشّف الكثير من الحقائق المهمة، حول كثير من الوقائع التي أثرّت في المشهد السوداني.

أ- أولاً: مرحباً بك في صحيفة (الصيحة) في هذا الشهر المبارك، ونريد أن نتعرف عليك؟

أنا سعيد أن ألتقي بقراء صحيفة “الصيحة” في هذا الشهر الكريم، وأتمنى أن يكون شهر خير وبركة ورخاء على الشعب السوداني. وأنا من مواليد العام 1939 ولدت ونشأت في دار المسيرية الزرق التي تقع في المنطقة الجنوبية الغربية من كردفان الكبرى وعاصمتها لقاوة. وفي العام 1946 دخلت مدرسة لقاوة الصغرى ووقتها لم تكن هناك مدرسة أولية في لقاوة. وفي عام 1947 تم ترفيع مدرسة لقاوة الصغرى إلى مدرسة أولية، وكنا أول دفعة فيها، بعدها امتحنت للمرحلة الوسطى في مدرسة الدلنج الريفية، في عام 1949م.

ب – بداية حدثنا عن بعض تفاصيل مدرسة الدلنج الريفية؟

بصورة تفصيلية أقول، إن غرب السودان كله لم يكن به سوى أربع مدارس وسطى فقط هي: “النهود الأهلية والأبيض الأميرية والأبيض الأهلية والدلنج الريفية”، وأنا درست الوسطى في مدرسة الدلنج الريفية التي كانت تجمع كل أبناء المديرية وتعرفت على كل أبناء المديرية، وعندما كنت في أولى؛ كان آدم محمود موسى مادبو في السنة الثالثة، وايضا كان معنا مولانا جبر الله خمسين من أبناء النهود.

ت – تُرى كيف اخترت مدرسة الدلنج الريفية بدلاً من عدة مدارس في ذلك الوقت؟

تم إخطاري بأن هناك عدد من المدارس الوسطى في المديرية مثل “الدلنج الريفية الوسطى والأبيض الأميرية وبخت الرضا”. وما إن سمعت اسم الدلنج الريفية حتى قلت إن هذا اسم جميل جداً فاخترتها، ونحن نعتبر أول دفعة من أبناء قبيلة المسيرية تتلقى التعليم في ذلك الوقت.

ث – ثم ماذا بعد أن بارحت مدرسة الدلنج الريفية؟

ثمة تفاصيل كثيرة في مدرسة الدلنج الريفية، لا أذكرها جيدا، لكنني انتقلت منها لمدرسة “خور طقّت” الثانوية في العام 1954م وهناك وجدت طلابا يختلفون معنا في العادات والتقاليد، هم طلاب الولايات الشمالية وطلاب الخرطوم، وهي مناطق كان الوعي فيها مبكراً، وأتذكر جيدا أن كل واحد منا كان يحمل “شنطة حديد”، وكنت أحمل سكينا في “ضراعي”، لأنه كانت لدينا فكرة غير حميدة عن أبناء “البحر”.

ج – جرت بينكم وأبناء الشمال العديد من اللقاءات بالمدرسة فهل تغيرت نظرتكم تجاههم؟

جميلة جداً تلك الفترة التي قضيتها مع أبناء الشمال في مدرسة “خور طقّت”، وبمجرد أن تعرفت بهم, تغيرت نظرتنا تجاههم وصرنا نتعامل معهم بل أصبحنا أصدقاء، ومن الأشياء التي لم نكن نعرفها من قبل ووجدناها لدى أبناء الشمال مثل آلة “العود” و”الكدارات” والأحذية الرياضية، وكانت “خور طقّت” تمثل كل السودان حيث كانت هناك ثقافات مختلفة كأن يأتي أبناء دارفور بـ “خمس طويرة” وأبناء الشمالية بالبلح.

ح – حينما تأتي الإجازة أين وكيف كنت تقضيها؟

حياة الطلاب كانت ممتعة، وكان الناس ينظر اليهم بتقدير خاص، وكنا عندما نذهب للإجازة نجد الاحترام والتقدير الكبيرين من الأهل، وكانت تخصص لنا مقاعد في السينما عندما نذهب الأبيض، وكنا نحن أبناء دارفور وكردفان نأتي للمدرسة في وقت مبكر لأننا نأتي بـ “اللواري”، وأبناء الخرطوم والمناطق الشمالية يأتون بالقطار قبل يوم من بداية الدراسة، وعندما نأتي للمدرسة ولا نجد أبناء الخرطوم نعيش في جو من الكآبة لأنهم كانوا يملأون المدرسة فرحاً من خلال العزف والغناء، لذلك كنا ننتظر وصولهم بلهفة كي يعود للمدرسة بريقها. والمدارس القومية علمتنا التربية الوطنية التي نفتقدها الآن.

خ – خلال اليوم الدارسي بـ “خور طقّت” هنالك تفاصيل كثيرة حدثنا عنها؟

خور طقّت كانت عبارة عن نظام دقيق في كل شيء، واليوم الدراسي فيها يبدأ الساعة السابعة صباحاً، بعدها نذهب للفطور، وهو دائماً إما “عدس أو فول وجبنة وطاسة لبن”، وبعد الإفطار يكون هناك لقاء يومي لناظر المدرسة مع الطلاب لتوجيههم وتنويرهم، ومن ثم نعود للدراسة لتستمر حتى موعد الغداء الساعة الثانية ظهراً، بعدها نخلد للراحة وعند الساعة الرابعة عصراً نذهب للرياضة لتمتد حتى صلاة المغرب. بعدها نذهب للمذاكرة حتى موعد العشاء في الساعة الثامنة مساء. وبعدها يكون الوقت مفتوح للقهوة والونسة حتى العاشرة موعد النوم.

د – دخلت المدرسة في وقت مبكر فكم كانت رسوم الدراسة حينها؟

دعني أحدثك أولاً عن الفرق الكبير بين الوقت الراهن، وبين تلك الأيام، حيث كانت الرسوم في ذلك الوقت عبارة عن (15) جنيهاً، والجنيه وقتها كان يساوي ثلاثة دولارات. وكان هناك مجلس يُسمى مجلس ريفي المسيرية يتكفل بدفع رسوم المدرسة بدلا عنا، لأننا كنا أول من دخل التعليم في القبيلة.

ذ – ذلك عن الرسوم، فماذا عن أطرف المواقف بمدرسة “خور طقّت”؟

ذكريات “خور طقّت” لا تُنسى أبداً، وهناك عدد من المواقف العالقة في ذاكرتي، منها أننا جئنا للمدرسة نحمل خلفية سيئة عن أولاد “البحر” لذلك كل منا كان يملك سكيناً، وأذكر أن أول يوم في المدرسة وضعت شنطتي وكنت أرتب سريري، قمت بإخراج السكين من الشنطة ووضعتها “أسفل المخدة” فكان هناك أحد أبناء أم درمان ينظر إلي مستغرباً وقال لي: “الأخو إسمك شنو”، فقلت له بلغة جافة: “فضل الله ود برمة”. بعدها قال لي: “يا أخونا فضل الله نمشي نشرب شاي سوا”. فقلت له بتعرفني من وين؟ عشان نمشي نشرب شاي سوا”.

ر – روايات كثيرة تتحدث عن تفريخ “خور طقّت” للكوادر السياسية، فمن كان معك حينها من السياسيين المعروفين اليوم؟

راجت حينها العديد من الافكار السياسية، لكنني لم أكن أنتمي لأي حزب سياسي، مع أنني كنت في اتحاد الطلاب، وأذكر من السياسيين الذين كانوا معنا في مدرسة خور طقّت، نائب رئيس المؤتمر الشعبي عبدالله حسن أحمد وكان صديقي، ومن الحزب الشيوعي يوسف حسين وعلي خليفة والمرحوم فاروق كدودة وكان صديقي جدا.

ز – زينت اسمك برتبة عسكرية رفيعة، فكيف كان دخولك الى الكلية الحربية؟

زيادة فترة الدارسة في الكلية الحربية من عامين إلى ثلاثة أعوام، وزيادة عدد الطلاب الذين يتم اختيارهم للكلية من (30) إلى (60) طالباً، أسهم في دخولي الى الكلية الحربية، فقد كنت ضمن أول دفعة تم قبولها في حكومة عبود، وكان ذلك في العام 1959م. وتخرجت من الكلية في الأول من يناير 1962 برتبة ضابط في القوات المسلحة، وتم نقلي الى اللواء العاشر في شندي، ومنها اخترت العمل في مدينة واو، برفقة عدد من الضباط ووصلناه عن طريق “الوابور” في 22 فبراير 1962م.

س – سارت الأمور كما تشتهي، فكيف وجدت الوضع في الجنوب حينها؟

سؤالك أعادني الى فترات جميلة، فقد كان الوضع في الجنوب حينها في غاية الهدوء، بعد أن انتهت آثار تمرد توريت، إلا من بعض تحركات قادة التمرد.

ش – شيء من التنقل المستمر في حياتك كيف كنت تتواصل مع أسرتك في ظل هذه الظروف؟

شاءت الأقدار أن أكون مترحلاً من مكان إلى آخر، بسبب الدراسة والعمل وكنت أتواصل مع أسرتي بمنطقة لقاوة من خلال التلفونات اللاسلكية. وأذكر أن الضابط الذي يقودنا قبل أن نذهب للجنوب وصانا بخلق علاقات طيبة مع ثلاثة أفراد هم: “صاحب التلفونات والخطوط الجوية والدكتور” ذلك أن صاحب التلفونات عندما تريد الاتصال بأسرتك يقوم بالاتصال لك مباشرة ، والطبيب إذا اتصلت عليه في أي وقت يأتيك.

ص – صف لنا طبيعة عملكم في الجنوب في ظل الاستقرار النسبي للوضع هناك؟

صحيح قد لا تكون هناك مهام قتالية، لكننا كنا نخرج من حين لآخر في أطواف من أجل إظهار قوة الجيش. وفي كل هذه الأطواف كنت أحرص جداً على الخروج من أجل معرفة المنطقة لذلك استطعت أن أتعرف على كل منطقة أعالي النيل.

ض – ضريبة الوطن جعلتكم في فوهة التمرد؟

ضمير المتمردون الجنوبيين طيلة هذه الفترة كان يقظا، ويبدو أنهم كانوا يخططون في السر لتمرد جديد. وأول طلقة “خرجت” في الجنوب بعد تمرد 1955م كانت في منطقة “فشلا” في الحدود بين السودان وإثيوبيا في أعالي النيل ، وهذا يعتبر التمرد الذي اندلع في العام 1963م بقيادة “جوزيف لاقو” ، وكان كل قادة هذا التمرد من قادة التمرد الأول الذين تم سجنهم وقام عبود بعد توليه الحكم بإطلاق سراح كل السجناء لفتح صفحة جديدة .

ط – طبيعة اندلاع التمرد الثاني في “فشلا”؟

طبعاً فشلا تقع في الحدود بين السودان وإثيوبيا وكانت بها نقطة تفتيش وتقع في منطقة الأنواك وتتبع لمركز ريفي بور وكانت بها نقطة بوليس بها (10) جنود قام المتمردون بالهجوم على النقطة واستولوا عليها وأسروا الشاويش وزوجته، وقمنا بتحريك فصيلتين إحداهما من المركز “البيبور” بقيادة الملازم محمد الحاج علوي وفصيلة أخرى تحركت من “أكوبو” بقيادة الملازم الحاج عبدالوهاب وكان ذلك في الخريف وكان التحرك صعباً للغاية ، وصلت الفصيلتين لفشلا وقامت باسترداد نقطة التفتيش من المتمردين وأرجعت المفتش وزوجته.

ظ – ظل الوضع متوتراً أم عاد لطبيعته بعد هذه الحادثة؟

ظروف المنطقة في ذلك الوقت كانت معقدة جداً وكنا نتنبأ بحدوث تمرد في أي وقت، لذلك في أكتوبر من العام 1964م جاءنا المرحوم حسن بشير وقال لنا “استعدوا سنقوم في الصيف بعمليات عسكرية واسعة من أجل القضاء على التمرد نهائياً والعمل على قطع الإمداد منهم” ، إلا أنه في أكتوبر 1964م قامت ثورة أكتوبر وتغير النظام.

ع – عاب كثيرون على الانتفاضة أنها قطعت الطريق على إنهاء التمرد بعدما كان “عبود” عازماً على ذلك؟

عند قيام ثورة أكتوبر في العام 1964م استفاد المتمردون من أجواء الحريات المتاحة آنذاك، لذلك ولأول مرة في تلك الفترة قمنا بتسليح سلاطين أعالي النيل من أجل مساعدتنا في القضاء على المتمردين وكانت هذه أول مرة يكون السلاح خارج أيدي القوات المسلحة في العام 1964م .

غ – غلطة كبيرة – في نظر الكثيرين – تلك التي أقدمت عليها الحكومة بتسليح السلاطين؟

الانتماء للحكومة وللوطن في ذلك الوقت كان ضعيفا لدى البعض، وهو ما قاد لتسليح السلاطين لأن الولاء حينها كان للأقوى لذلك تسليحهم جاء لغرض الموالاة للحكومة ومنعهم من الانضمام للمتمردين، وتسليحهم كان بأمر القيادة العليا وذلك لأن القوات وقتها كانت قليلة والأراضي واسعة إضافة للمحافظة على السلاطين.

ف – في تقديرك هل تسليح السلاطين في ذلك الوقت كان صائباً؟

فعلاً – لا قولا – كان تسليحهم صائباً لدرجة كبيرة لأنه حافظ على انضمائهم وولائهم للدولة، ورغم المخاطر المترتبة عليه، إلا أن المخاوف من انضمامهم للمتمردين كان السبب الأقوى في تسليحهم، وكما قلت لك في ذلك الوقت الولاء دائماً للأقوى الذي يوفر لك الحماية.

ق – قرأت أن هناك بعض المراسلات جرت بينك وأحد المتمردين فمن يكون؟

قادت ظروف بعينها لأن يرسل لي “قاي توت” قائد التمرد بعد ثورة أكتوبر في منطقة أعالي النيل، خطابات من حين لآخر باللغة الإنجليزية، وكان يكتب في خارج المظروف باللون الأحمر وحين فتحت المظروف وجدت مكتوب عليه “مستر فضل الله الموت في أرض الوطن حياة “. وعندما فتحت الخطاب وجدت مكتوباً فيه: “يوم ما سوف أضرب الردمية بتاعتك دي وأقتلك وأحرقك.. ولو كنت محظوظاً جداً سوف أنثر رماد جثتك وحينها سيصل الرماد لأهلك في الشمال”.

ك – كيف كنت ترد عليه؟

كالعادة كلما يرسل لي خطاباً أرد عليه وفي هذه المرة قلت له:” أنت راجل جبان لو أنت حقيقة تريد ذلك لا تأتي إلى هنا وتقتل النساء والأطفال الأبرياء، دعني آتي إليك في موقعك ونتقابل رجل لرجل”.

ل – ليتك تحدثني عما حدث بعد هذه الخطابات شديدة اللهجة؟

لعبت الخطابات دورا كبيرا في تحريك الأحداث، وبعدها قام المتمردون بمهاجمة منطقة “فاقوير” واستولوا على “بندقية” السلطان التي قمنا بتوزيعها له، وحينها كانت التعليمات المفروضة عليّ هي عدم التحرك من فنجاك وكان معي (26) جندياً فقط ، لأن هناك معلومات عن تمرد في صفوف البوليس خاصة وأن كلهم كانوا من الجنوبيين. وبالرغم من أنني كنت ممنوعا من مغادرة فنجاك لكننا غادرنا نحو فاقوير لاستعادة بندقية السلطان من المتمردين وصلنا في الخامسة صباحاً.

م – ما هي تفاصيل مهاجمتكم للمتمردين في فاقوير؟

من خلال مهاجمتنا للمتمردين في فاقوير وجدنا عدداً من الوثائق التي توضح تحركاتهم وقمنا باسترداد عدد (4) بندقيات منهم، وعدنا لفنجاك وعندما قمت بفتح جهاز الاستقبال اتصلت بنا القيادة في ملكال متسائلين عن أسباب إغلاق الجهاز فقمت بإبلاغهم بكل التفاصيل ، وجد الأمر رضاءً كبيراً منهم.

ن – نود أن تحكي لنا قصة انتمائك لحزب الأمة القومي؟

نأيت بنفسي عن العمل في الخدمة المدنية من خلال دخولي الكلية الحربية وتخرجي برتبة ضابط وانخراطي في العمل النظامي حتى انتفاضة 1986م بعدها نزلت للمعاش وكنت في المجلس العسكري الانتقالي، وبحسب قانون القوات المسلحة أي فرد يعمل في العمل السياسي لايحق له الرجوع للقوات المسلحة ونزلت المعاش برتبة فريق، وانتميت لحزب الأمة كإرث تاريخي لأن كل أهلي من طائفة الأنصار وقال فيهم المهدي :”إن المسيرية هم أبكار المهدية” .

ه – هل كان انتماؤك للحزب من هذا المنطلق فقط؟

هذا الإرث التاريخي الذي حدثتك عنه لم يكن وحده سبباً في انتمائي لحزب الأمة، بل قمت بتقييم الأحزاب السياسية وقتها وكان أكبر حزبين هما حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي وكانت قواعد حزب الأمة من الزراع والرعاة وقواعد الحزب الاتحادي من التجار والموظفين، وأنا كل أهلي من الرعاة والمزارعين ومن هذا المنطلق انتميت لحزب الأمة كي أستطيع أن أقدم شيئا لأهلي.

و – ولكن هل طرح الصادق المهدي وقتها كان مقنعاً لك للانضمام لحزبه؟

واهم من يظن أن طرح السيد الصادق وقتها لم يكن مقنعا لي أو لغيري، فقد كان طرحه يقوم على فكرة “الأصل والعصر” وهذا كان في العام 1986م.

ي – يرى كثيرون أن السياسيين ليست لهم علاقة بالمطبخ، هل أنت كذلك؟

يعود هذا الأمر إلى ثقافة الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه، وأنا نشأت في منطقة من العيب أن يدخل الرجل المطبخ ناهيك عن كونه يقوم بإعداد وجبة، لذلك ليست لي علاقة بالمطبخ، وذهبت في عدة دورات خارجية مع زملائي الضباط كانت توكل إلى فقط مهمة “غسيل العدة” لأني لا علاقة لي بالمطبخ نهائياً.

الصيحة