دماء على خدود جميلة!!
السيد آدم الفكي والي جنوب دارفور؛ تلقفت وكالات الأنباء أمس وبسرعة كلماته الغاضبة التي أفرغ فيها غبنه من الحال التي وصلت إليها عاصمة ولايته.. مدينة نيالا الجميلة..
الوالي آدم الفكي حسب ما نسبت إليه الأنباء قال (سنقتل المتفلتين.. ولا نخشى الأمم المتحدة..).. و أشهر عزمه حفر خندقِ يطوق مدينة نيالا ولايسمح بالدخول أو الخروج منها إلا عبر 7 بوابات محروسة..
وتجدني أتفهم غضب الوالي بعدما كابدت مدينة نيالا ويلات الانفلات الأمني وصل حدّ إعلان حظر التجول من الساعة العاشرة مساء.. و خفّف قليلاً في رمضان ليكون من منتصف الليل..
لكن مع ذلك من الأجدر أن يدرك الوالي أن كلماته هذه ستتطاير في الفضاء وتدمي سمعة السودان (المنهكة أصلاً).. وقد تعمق جراحات نيالا و الولاية بل والسودان أجمع..
لا حاجة للوالي أن يقول أنه يقتل المتفلتين.. لأن القانون (وخاصة في حالة الطوارئ كما هو الوضع الآن في ولايته) يحدد قواعد الاشتباك Rule of engagement
الذي تعتمد عليه القوات النظامية في التصدي لأي مظاهر انفلات أمني.. ولا تنتظر القوات النظامية قراراً أو تعليمات باطلاق النار في الحالات التي تتطلب ذلك.. فما من حاجة لمثل هذا الإعلان..
ويتكفل القضاء السوداني بمحاكمة المتفلتين وفق القانون الجنائي بلا حاجة لتوجيهات السيد الوالي.. بل ربما يخدش وجه العدالة أن ينثر الوالي كلمات تبدو في مظهرها وكأنها توجيه للقضاء.
ربما أراد السيد الوالي استخدام أساليب الحرب النفسية وتوجيه رسالة قوية رادعة للمتفلتين.. لكن مثل هذه الرسائل تحتاج إلى صياغة جيدة ودقيقة حتى لا تتحول هي نفسها إلى (مهدد أمني).. مثل الرصاصة التي ترتد من فوهة البندقية على حاملها..
بل ربما كان الأوفق أن يترك مثل هذا الخطاب شديد اللهجة لمستوى أقل من الوالي حتى يظل المنصب الأعلى محفوفاً بخاصية الجمع والتآلف و الكلمة الطيبة..
على كل حال.. فكرة الخندق حول المدينة مجربة هنا في أمدرمان.. وطواها النسيان.. لكن الأجدر الاستثمار أكثر في خندق السلام.. نيالا مدينة جميلة مترفة بالخيرات ومحزن للغاية أن تتحول إلى محمية بالخنادق وحظر التجول و Shoot to kill .. من الممكن أن تعود نيالا أجمل مما كانت يتمتع سكانها بخيراتها ويتنعمون السلام والوئام الذي كانت عليه في الماضي..الأمر لا يحتاج إلا لعزيمة وتوكل على الله..
السلام قليل التكلفة والحرب باهظة الثمن.. لماذا لا ندفع تكلفة الحرب لبناء السلام.
السودانين حكومة ومعارضه عشان يعرفو مشكلتهم الحقيقييه بنكون حصلنا اليمن ولا ليبيا
فال الاله ولا فالك، تُفّها من خشمك.