محمود الدنعو

في العشرة الأواخر من رمضان


في العشرة الأواخر من رمضان ينصرف المسلمون الصائمون إلى قيام الليل وصيام النهار، وفي هذه الأيام يكون المسلم أقرب إلى الله أو هكذا يجتهد من أجل الوصول إلى تلك الغاية النبيلة إلا بعض ممن يرفعون شعار الإسلام، وهو منهم بري يسفكون الدم الذي حرمه الله إلا بالحق ولكنهم يمارسون سفك الدماء بالحق والباطل، ويكفي أن تتابع في العشرة الأواخر من رمضان نشرات الأخبار في وسائل الإعلام كافة لتتحسر على الصورة الشائهة التي تتراءى أمامك عن المسلمين بعضهم ركعاً سُجداً في صلوات التروايح والتهجد، وبعضهم يصمون ويفطرون على دماء الأبرياء ظانين أنهم بذلك يقميون شريعة الله في الأرض ويرفعون راية الإسلام فوق الجماجم والركام.
في شرق أفريقيا تظهر الصورة القاتمة من خلال هجوم مسلحون يُشتبه بانتمائهم إلى حركة الشباب المتشددة بشكل متزامن، على فندقين في العاصمة الصومالية مقديشو، ويهيلي وسياد، الواقعين في وسط مقديشو قرب مقر الحكومة المحصَّن. ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص بينهم 4 مهاجمين. وذكر مصدر أمني أن مهاجماً على الأقل نفذ عملية انتحارية عبر الاندفاع بسيارته المفخخة في اتجاه الحواجز الأمنية لأحد الفندقين اللذين يخضعان لمراقبة شديدة ويرتادهما رجال الأعمال وموظفو الحكومة ونواب. وأعقب ذلك إطلاق نار وإلقاء المهاجمين قنابل يدوية. وأعلنت الحكومة الصومالية أن 12 مسلحاً من حركة الشباب قُتلوا خلال الهجومين.
وفي أفريقيا غربا تبنت حركة (بوكو حرام) النيجيرية المتشددة هجومين انتحاريين وقعا الأول في السوق المركزي في العاصمة التشادية أنجامينا والثاني في ماديوغوري النيجيرية، وفق ما ذكر موقع (سايت) الذي يراقب التنظيمات المتطرفة. وقال الموقع، ومقره في الولايات المتحدة، إن التبني الذي صدر عبر (تويتر)، مُوقّع باسم (الدولة الإسلامية، ولاية غرب أفريقيا)، وهو الاسم الذي اعتمدته (بوكو حرام) منذ أن أعلنت ولاءها لتنظيم (الدولة الإسلامية) (داعش) في مارس الماضي، وبثت (بوكو حرام) في تبنيها صور الانتحاريين، قائلةً إنهم “ضربوا أوكار الكفار في غرب أفريقيا”.
في اليمن رغم الهدنة الإنسانية قتل 66 شخصا في اشتباكات بالقرب من عدن خلال اليومين الأخيرين. وأكدت الحكومة اليمنية يوم الأحد، مقتل 30 من مقاتلي الحوثي و5 من جانب التحالف، وكان يفترض أن تستمر الهدنة التي أبرمت بوساطة الأمم المتحدة أسبوعا حتى يتسنى توصيل المساعدات الإنسانية بعد أكثر من 3 أشهر من القصف الجوي، لكن لم تظهر أي بادرة على الالتزام بهذه الهدنة التي دعا لها الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي نفس اليوم قتل بالعراق 35 شخصا، في تفجير سيارات ملغومة وهجمات انتحارية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).