بين تغريد الرشق ونتنياهو
وجد الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني أصداءً واسعة، وطفق المحللون والمعلقون يكيلون المدح والقدح على حد سواء على هذا الاتفاق على نحو غير مسبوق، حتى ظننا أن العالم بات قسمين ما قبل ومما بعد الاتفاق، واللافت أن الجميع يؤكدون أن له ما بعده وأنه سيغير خريطة المنطقة، ولكن ليس هناك اتفاق حول إلى اين سيتجه هذا التغيير المنشود بعد الاتفاق. الزميلة تغريد الرشق من صحيفة الغد الأردنية كتبت على حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) فور إعلان الاتفاق ما معناه أن الولايات المتحدة خدعت العرب بهذا الاتفاق، وهي التي ظلت تخوفهم بالبعبع الإيراني ليشتروا منها ترسانة السلاح لمواجهة المد الإيراني، طبعا تحليل تغريد يتطابق مع تحليل نتنياهو ولولا أنني أعرف تغريد شخصيا بأنها تتنفس كراهية لإسرائيل، وتتمنى أن تصبح شمس الغد وإسرائيل غير موجودة على الخارطة، لقلت إنها تقف في صف نتنياهو الذي عارض الاتفاق منذ أن كان جنينا في رحم مفاوضات جنيف، بحجة أنه سيمنح إيران القوة والاعتراف الدولي لتواصل التهديد، وتابع العالم أجمع رحلته المثيرة إلى الجدل إلى الكونغرس التي تحدى خلالها باراك أوباما وخاطب أميركا والعالم منددا بالاتفاق المحتمل.
وبعد التوقيع على الاتفاق صرَّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد بأن إيران “حصلت على اتفاق الأحلام” في المفاوضات مع الولايات المتحدة وخمس دول كبرى أخرى. وقال نتنياهو في تصريحات في برنامج (واجه الأمة) الذي تبثه قناة (سي بي إس) الإخبارية الأميركية أن إيران أصبحت الآن “أكبر مشكلة أمنية” تواجهها إسرائيل.
الكثير من الدول العربية عبرت بالتصريح والتلميح للولايات المتحدة عن عدم الرضا عن الاتفاق مع ايران وحذر المدير السابق للاستخبارات السعودية بندر بن سلطان من أن هذه (الصفقة النووية) ستخلق الفوضى في المنطقة، وسارعت واشنطون إلى إيفاد وزير الدفاع الأميركي إلى الشرق الأوسط لطمأنة حلفاء أميركا في المنطقة، حيث قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إن خيار العمل العسكري لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية لا يزال قائما على الرغم من الاتفاق النووي، وفي ذات الاتجاه الأميركي الحريص على بث الطمأنينة لدى الحلفاء، شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري على أن إيران ما تزال عدواً، ولم تتحول إلى حليف أو صديق..
بين تغريد الرشق ونتنياهو هل تجمع مصائب تداعيات هذا الاتفاق أكبر عدوين في التاريخ، هذا ما أشار إليه شبتاي شافيت الرئيس الأسبق لـ (الموساد) أن إسرائيل باتت أكثر تحمسا تجاه تبني قضية مشتركة مع الدول العربية التي أصابها القلق إثر انفتاح الغرب على خصمها المشترك.