عبد الباقي الظافر

رسالة الى عزيزي الإرهابي..!!

يوم الخميس الماضي كان المسلمون يترقبون مقدم ليلة القدر ..مسلم آخر كان يمر على قاعدة عسكرية في ولاية تينيسي الامريكية .. بعدد من الرصاصات كان محمد يوسف عبدالعزيز يقتل خمسة من الأنفس ثم يلحق بهم متأثرا بإصابات متعددة.. عَل اثر ذلك خرج الإعلام يتحدث عن مسلم أمريكي يقتل عددا من مواطنيه..الإعلام صاحب الغرض وغير صاحب الغرض كان يذكر الناس بسلسلة من الأحداث المشابهة تورط فيها مسلمون بدءا من هجمات سبتمبر ومرورا بأحداث أخرى متفرقة.
في مكان اخر وفي ذات الشهر الفضيل كان الرئيس باراك أوباما يدعو عددا من قادة المسلمين لحفل إفطار راتب في البيت الابيض..أوباما تحدث في الحفل عن أمة المسلمين..وأن المسلمين جزءٌ من النسيج الاجتماعي في امريكا..من جهة بعيدة كانت استطلاعات للراي تشير إلى أن نحو ١٥٪ من الأمريكيين يعتقدون أن رئيسهم يضمر الإسلام بين جوانحه ..رغم ذلك فاز هذا الرجل الذي جاء من ظهر أب مسلم بدورتين في البيت الابيض.
أدينا صلاة الجمعة في أحد مساجد نيويورك الكبرى ..لاحظت أن الشرطة الامريكية ترفع بعض القيود التي تفرضها قوانين حركة المرور وذلك بسبب كثافة المصلين ..أحد أصدقائي اكد ان الخدمة الاستثنائية تصل الى شعائر صلاة التراويح حيث يوجد عدد من العسكريين لتنظيم الحركة وحفظ الأمن خارج المسجد ..في ولاية فرجينيا أخبرني احد السودانيين انهم يستأجرون كنيسة لأداء صلاة الجمعة..وهنالك عدد من المحسنين المسلمين اشتروا كنائس مهجورة وحولوها لمساجد..المركز الاسلامي التركي الآن تحفة معمارية تزين وسط مدينة نيويورك.
في المكان الذي نتجمع فيه لإفطار رمضان ويقع في ميدان فسيح في قلب مدينة فلادلفيا زارنا شاب زنجي كنت قد سردت بعضا من قصته في عمود سابق..حنيف كان يطلب منا أن نهديه جِلْبابا اسلاميا..حنيف واحد من مئات الآلاف وربما ملايين الأمريكان السود الذي يستشعرون أن الاسلام يميزهم ..لاحظت أنه في عدد من أحياء السود الفقيرة ينتشر الحجاب وأحيانا البرقع..كل هؤلاء يمكن أن يكونوا رصيدا للإسلام .
في تقديري أن العنف الذي يقوم به بعض الشباب الغاضب يعيق انتشار الاسلام في أماكن تنتظر نور الإسلام.. الآن الذين يحبون الاسلام دون فهم أو تروٍّ يقدمون ذات الخدمة التي يسعى لها أعداء الاسلام.. تنميط الاسلام في ثياب العنف يهزم مقاصد الشرع الاسلامي التي بنيت على حرية الاعتقاد والمساواة..بل إن أول دستور كرّس لقيم المساواة في إطار مجتمع متعدد كان صحيفة المدينة التي أعدها الرسول الأعظم ،عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ،لإدارة مجتمع المدينة المتباين بل إن رسولنا الأكرم كان يقوم على خدمته في وقت ما غلام يهودي.
بصراحة..مطلوب من هؤلاء الذين يفجرون أنفسهم ليقتلوا الأبرياء ان يتذكروا واقعة ان الرسول صلى الله عليه وسلم أصابه بعض الحزن وهو يري جنازة يهودي وعبّر عن ذلك بقوله: (نفس أفلتت مني إلى النار) وفي رواية عليها توافقٌ أكبر قال لأصحابه المتعحبين (أليست نفسا؟ ).