عيد بلا تفويج !
روى لي أحد الأصدقاء رحلته أمس من مدينة النهود إلى الخرطوم.. أسطورة ما يسمى بـ(التفويج) .. وهي اختراع سوداني يعبر عن حالة طفرة للخلف.. محيرة ومدهشة.
التفويج لمن لا يعلمون. هو عملية تجميع عشرات السيارات قد تصل إلى مائة سيارة في طابور طويل في الطريق السريع. فتسير أمامهم سيارة شرطة المرور ومن خلفهم أخرى لضمان تحرك المجموعة في شكل قافلة واحدة تضمن عدم التخطي أو السرعة.. لتجنب حوادث المرور الكارثة في طرقنا السريعة المتوحشة الضيقة الوعرة..
الفكرة كانت تستخدم زمان في السبعينات.. ومفهومة بظروف ذلك الزمن البعيد.. لكن حتى هذه اللحظة في العام 2015.. لا يزال على المسافرين في الطرق السريعة في السودان أن ينتظموا في هذه الطوابير المتخلفة المهلكة للزمن والعمر معاً..
بعد وصول القافلة إلى مدينة كوستي كان المشهد موغلاً في السريالية.. عدة آلاف من المسافرين في هذه القافلة هبطوا دفعة واحدة على الكفتيريا الفقيرة في الطريق السريع.. صفوف طويلة أمام الحمامات رجالاً ونساء وأطفالاً مرضى وأصحاء .. لا ماء لا طعام يكفي هذه الآلاف…
مثل هذا لا يحدث إلا في السودان..
شرطة المرور السودانية من أكثر الجهات الحكومية استهلاكاً للتكنلوجيا.. زرت مقر الرئاسة ووحدة المراقبة المركزية في الخرطوم وهي تستخدم أحدث التكنلوجيا لمراقبة كل أطراف وقلب العاصمة على مدار الساعة.. بل وتملك طائرة عمودية تستطيع أن تحلق في العاصمة وترصد كل حركة وسكون فهي على مدار الساعة..
لماذا لا تنقل شرطة المرور هذه التكنلوجيا إلى الطرق السريعة فتراقبها بالرادار وتضبطها بالكاميرات .. هذا أوفر للشرطة وأكثر أماناً للمسافرين وأقرب لروح العصر من هذه الصورة الموغلة في التراجع الحضاري.
صحيح قد لا يكون منطقياً الحديث عن إعادة تأهيل هذه الطرق لتكون بالمواصفات العالمية المعهودة.. فذلك أمر ليس في خاطر الحكومة ربما لعشر سنوات قادمات.. لكن التكنلوجيا متوفرة وسهلة وفي متناول الجميع.. تستطيع وحدة المراقبة والتحكم المركزية في شرطة المرور مراقبة الطريق السريع من الخرطوم حتى الأبيض بل وكل طرق السودان بمنتهى الحزم والدقة.. فنمير أهلنا ونزداد كيل بعير..
المعاناة التي يتكبدها المسافرون في هذا التفويج المرهق الذي يحشرهم في كل مدينة في مرافق ضيقة ومتآكلة علاوة على الزمن الضائع في رحلة التفويج.. لا يستحقه شعبنا الجميل الصابر.. فهو الذي يدفع ثمن هذه التكنلوجيا وهو الأحق بأن ينعم بالسفر المريح في كل أرجاء الوطن بلا كدر .
ليت شرطة المرور تجعل عيد الأضحى القادم.. عيداً بلا تفويج.. وبلا حوادث أيضا.
كلامك صحيح مية فى المية اخونا /عثمان مرغنى والعالم كله لا يوجد مثل هذه الحالة ونحن نتأخر اليوم الدنيا إنفتحت على مصراعيها وصارت التكنلوجيا من أهم ألا شياء المستخدمة .
ونحن فى حالنا وواقفين فى مكا ننا نتحدث عن تفويج وفى طرق عفا عنها الزمان ولم تجد هذه الانقاذ استحداث لهذه الطرق برغم من التحصيل المتواصل وبرغم من الزيادات الغير مبرره إطلاقا .
الله المستعان . العلم من حولن يتقدم ونحن نتراجع.