عالمية

كيري يدعم مصر ويدعوها لإشراك “القوى السلمية”

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم الأحد، في القاهرة، أن بلاده ستدعم مصر عسكريا واقتصاديا, لكنه دعا في المقابل إلى إشراك كل القوى السياسية “السلمية” في الانتخابات البرلمانية القادمة, وتعزيز حرية التعبير وحقوق الإنسان.
وقال كيري، في مستهل جلسة الحوار الإستراتيجي الأولى بين بلاده ومصر منذ عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز 2013، إن الشعب الأميركي ملتزم بدعم الأمن والرخاء الاقتصادي للشعب المصري.

وتحدث في هذا الإطار عن المصالح المشتركة بين البلدين في مجالي الأمن ومكافحة ما وصفه بالإرهاب, مؤكدا في هذا السياق على دعم بلاده مصر في مواجهة الهجمات في شمال سيناء.

وكانت واشنطن سلمت قبل يومين سلاح الجو مصري ثماني طائرات من طراز إف 16 بعد أسابيع من تسليم البحرية المصرية زوارق حربية. وفي مارس/آذار الماضي استأنفت واشنطن مساعدتها العسكرية لمصر, والتي يبلغ حجمها سنويا 1.3 مليار دولار, وذلك بعد فترة شابها بعد “التردد” إثر الانقلاب الذي أطاح بمرسي.

وفي تصريحاته الذي أدلى بها خلال جلسة الحوار بمقر الخارجية ثم مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري, قال كيري إن بلاده ستوفر تدريبا عسكريا للجيش المصري, وذكّر بالمساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن للقاهرة والمتمثلة بطائرات إف 16, ومروحيات “أباتشي” والزوارق البحرية الهجومية.

وعبر الوزير الأميركي عن تقديره تسهيل مصر عبور الطائرات والمرور بقناة السويس “لدعم عمليات مكافحة الإرهاب”. يُذكر أن آخر جلسة للحوار الإستراتيجي بين البلدين تعود إلى عام 2009 في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وبعد اجتماعه بنظيره المصري ضمن الحوار الإستراتيجي, التقى كيري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وبعد مصر يتوجه كيري إلى العاصمة القطرية الدوحة للقاء نظرائه في مجلس التعاون الخليجي سعيا لطمأنتهم بشأن الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى الكبرى منتصف الشهر الماضي مع إيران.

المشاركة السياسية
وفي تصريحاته بالقاهرة، حث وزير الخارجية الأميركي السلطات المصرية على تبني إستراتيجية متكاملة لمكافحة “الإرهاب” لا تقتصر على الجانب الأمني, والانفتاح على المعارضة, لتفادي انخراط الشباب الغاضب في العنف.
كما أكد وزير الخارجية الأميركي ضرورة مكافحة الإرهاب, لكن كيري حذر سلطات مصر من الخلط بين من يمارسون “الإرهاب” وبين من يسعون للمشاركة في الحوار السياسي.

وقال في هذا الإطار إنه اتفق ونظيره المصري على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر, وعلى أهمية ضمان إجراء انتخابات برلمانية “حرة ونزيهة وشفافة” هذا العام, معبرا عن ثقته في أن هذه الانتخابات لن تستثني أيا من “الأطراف السياسية السلمية”.

ولم يتضح ما إذا كان كيري يدعو ضمنا إلى إشراك الإخوان المسلمين في العملية السياسية والانتخابات. وكانت السلطة -التي جاءت بعد الانقلاب- قد أعلنت أن تلك الجماعة “إرهابية” وحظرتها, وألقت بالآلاف من أعضائها في السجون بدعوى ضلوعهم في “العنف والإرهاب”.

وقال وزير الخارجية المصري إن هذه الانتخابات ستكون خلال الخريف القادم, وكان السيسي قال إنه ستجرى قبل نهاية العام, دون تحديد موعد لها.

وفي تصريحاته بالقاهرة، تحدث كيري عن بعض التوتر في العلاقة بين البلدين في ما يتعلق ببعض المسائل, في إشارة إلى ملف حقوق الإنسان, وقال إنه حث الجانب المصري على احترام حرية التعبير, خاصة قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة.

من جهته، قال وزير الخارجية المصري إن بلاده ملتزمة بتحسين وضع حقوق الإنسان, لكنه اعتبر أن بعض الدول الديمقراطية العريقة ليست خالية من الانتهاكات. وأضاف أنه لا توجد خلافات كبيرة بين البلدين لكنه قال إن هذا لا ينفي وجود تباين “طبيعي” حول بعض المسائل.

إيران وليبيا
وتحدث وزير الخارجية الأميركي أيضا عن ملفات إقليمية في مقدمتها الاتفاق النووي بين الغرب وإيران, والعملية السياسية في ليبيا.

وقال كيري إن تطبيق الاتفاق بين طهران ومجموعة “5+1” (أميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، وألمانيا) والذي أبرم الشهر الماضي سيجعل مصر والمنطقة أكثر أمنا.

وفي ما يتعلق بليبيا, قال إنه لا يمكن السماح لما سماها “مجموعات مفسدة” أن تقوض عملية السلام هناك, مضيفا أنه بحث في القاهرة سبل دعم أكبر لخطة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا.


الجزيرة