معركة وزارة المعادن..!!
الضجة الإعلامية الكبرى التي أثيرت حول الشركة الروسية صاحبة امتياز العقد الملياري لإنتاج الذهب.. ما كان لها أن تحدث لو أن وزارة المعادن أحسنت إدارة الملف الإعلامي..
الأمر لا يحتاج إلى أي غلاط.. كل الذي حدث أن أستاذنا الصحفي الكبير المعروف السر سيد أحمد ألقى بحجر في بركة ساكنة.. طرح سؤالً منطقياً.. قال إذا مشروع ذهبي بهذا الحجم العملاق لماذا لم تهتم وكالات الأخبار الأجنبية ببثه؟
في الحال اتجهت الرياح للبحث عن اسم الشركة الروسية صاحبة الحظ السعيد.. لكن يبدو أن التضارب في اسم الشركة عرقل محرك البحث الشهير (قوقل) في الإيفاء بإجابة تحسم الجدل..
ثم فجأة ظهر الدكتور محمد أحمد صابون، الخبير السوداني في روسيا، وأجج الموقف كله باستقالة نفتها وزارة المعادن وقالت هو أصلاً ليس في لائحة مستشاريها أو العاملين بها حتى يستقيل.. وقالت الوزارة إنها تعاقدت معه لشهر واحد ونفضت يديها عندما أحست بأنه غير قادر على الإيفاء بالمطلوبات التي شملها التعاقد.
وبين هذا وذلك أنبرى مدير الشركة الروسية للحملة الإعلامية وأكد صدقية كل المعلومات حول الشركة واستكشافاتها العظيمة.. وتحدى الجميع بأن يصبروا فقط ستة أشهر (والميه تكضب الغطاس) على رأي المثل الشعبي..
كل هذه الأزمة ما كان لها من داعٍ لو أن وزارة المعادن عقدت المؤتمر الصحفي الذي دعتنا له أمس ثم ألغته بصورة مفاجئة قبل أقل من ساعة من موعده.. وبذريعة أن الدكتور الكاروري وزير المعادن سافر فجأة.. وهي حجة لا تبدو مقبولة إلا إذا كان الوزير غير راغب في التناول الإعلامي للقضية في الوقت الراهن..
كان سهلاً جداً على وزارة المعادن. أو حتى وزارة الإعلام أن تصدر بياناً من ورقة واحدة تجيب فيه على الأسئلة التي سرت في الوسائط الإعلامية المقروءة والأثيرية.. حتى بلا حاجة لمؤتمر صحفي.. ثم بعد ذلك لن تحتاج الصحافة إلا لعناء الصبر لفترة قصيرة لن تتعدى الستة أشهر و(بيان بالعمل) لتنضج المعلومات تحت حرارة شمس الحقيقة..
بكل يقين خبر سار لكل شعب السودان أن تكون كل هذه الاحتياطات الذهبية تحت أرضه.. لأن مجرد بث نبأ وجودها كاف لتسهيل كثير من المعاملات المالية الدولية التي قد تنهض بالاقتصاد السوداني.. وبهذا تصبح معركة وزارة المعادن سهلة للغاية لأنها تلعب مع (الرياح) رياح الأماني الشعبية في وجود هذه الثروة الطبيعية الهائلة..
لكن مع كل مافي سلة وزارة المعادن سلكت المسار الخطأ.. فنصبت مدفعيتها تجاه الدكتور صابون وأمطرته براجمات ملتهبة كلها تنحصر تحت عنوان: (الاغتيال المعنوي).. وهي بالتأكيد ليست معركة الشعب السوداني.. هي معركة وزارة المعادن وحدها..
على كل حال.. لا أتمنى أن يكون مثل هذا الملف سلاحاً في ميدان الرماية السياسية.. فلا أصدق أن هناك سودانياً يتمنى أن تكذب أحلام الذهب لمجرد الكيد في حزب المؤتمر الوطني..
انا كمواطن سوداني لا يهمني د.صابون او غيره , انا يهمني ما اعلنته الوزارة في مؤتمرها الصحفي فهي المسؤولة عن ما اعلنته و ليس هو .
السؤال للمرة التانية :(( على أي أساس تم تحديد احتياطي الذهب بالمربعات المذكورة و الذي يفوق احتياطي العالم اجمع و ماهي المسوحات و الدراسات التي تمت و من اعتمدها من الخبراء السودانيين ؟؟ ))
لو إفترضنا أن الحقيقة ليست كاملة .. ألا يمكن أن يكون نصف ما أثير حقيقة ؟
ليس بالضرورة أن يكون المكتشف من المشروع الذهبي بهذا الحجم العملاق حتى ولو كان أقل من المعلن بالنصف سينهض بإقتصادنا شبه المنهار عليه لن يصبر المواطن أكثر من ستة أشهر ليعرف الحقيقة وهي مدة ليست بالطويلة مقارنة بما صبر على الأمل . وغداً لناظره قريب