ابراهيم دقش : ماذا لو سقطت الحكومة الآن؟
من حقي أن أضحك.. فشر البلية ما يُضحك، فقد صرح الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني بأنهم غير (مستعجلين) على إسقاط النظام القائم في البلاد.. ولا أريد أن أدخل في مجادلة (بيزنطية) مع حزب (أيدولوجي) كان ملء السمع والبصر في أفريقيا والشرق الأوسط ذات يوم حتى سعى لحتفه بظلفه في 1970م، وذلك تاريخ ليس من (عندياتي).. كما أنه ليس من أغراضي (منازلة) متحدثه الرسمي الذي أثبت تصريحه ذاك أنه فعلاً إستفاد من (تطور المجتمع) والنظرية الدالكتكفية ومبدأ (راس المال) لكارل ماركس، ولكنه بالقطع واليقين لم يتعمق في الحكومة (العميقة) أو الدولة إن شئت تسميتها في بلاد السودان والتي أنسبها لنظام الإنقاذ (1989 – 2015 م)، فالنفترض جداً أن الحكومة القائمة الآن بكل (مفرداتها) السياسية (وتفاصيلها) التنظيمية قابلة للسقوط عاجلاً أو آجلاً، والحزب الشيوعي إعترف بأنه ليس في عجلة من أمره لاسقاطها.. فهل لأنه يعلم علم اليقين أن الحكومة القائمة الآن تتكون من عشرين حزباً إن لم يكن ثلاثاً وعشرين، من ستة وسبعين أو ستة وثمانين حزباً سياسياً مصدق بها ومسموح لها بممارسة السياسة في بلاد السودان الرحيبة.. وداخلها تمثيل (مرئي) و(مخفي) لأكبر حزبين قطبين في السودان، الأمة القومي، والاتحادي الديمقراطي، ولا داعي للولوج في تفاصيل التفاصيل أو( الجدلية) الرهابية –من رهاب – وعضوية الحزبين الكبيرين تائهة ومتشتتة بين اتحادي (أصل) واتحادي (فصل) واتحادي (معاكس) واتحادي (مراجعة).. وبين حزب أمة وطني وفيدرالي وقيادة جماعية.. فمتى ينتهي ذلك الشتات حسب النظرية الماركسية ونصوصها وتجاربها – بما فيها الفاشلة في شرق أوروبا – وتحتكم عضويتها لمرجعية واحدة؟
ولنفترض جدلاً للمرة الثانية أن الحكومة القائمة آيلة للسقوط.. وهب أنها فجأة – لسبب أو آخر، ولخطأ أو سهواً – فمن ستجد أي حكومة إنتقالية أو (ثورية) أو قومية، في مفاصل الخدمة المدنية؟ وعلى من ستعتمد في إدارة البلاد؟
ولنفترض جدلاً للمرة الثالثة أن الحكومة الراهنة إنتهى أجلها – وحفرت قبرها بنفسها من خلال تشوهات وخلافات وسواها – فأي حكومة تخلفها على الحكم ستواجه (اقتصاداً) يسيطر عليه الإسلاميون، ولا تستطيع أي سلطة سمها أوتيت من قوة أن تسترد شيئاً منه أو أن تتمكن من إدارة اقتصاد البلاد بيسر وسهولة وسلاسة خاصة في وضع جغرافي وسياسي وجيوسياسي (ملتهب) في الجنوب وواقع (هش) في بعض الولايات.
ولنفترض جدلاً للمرة الرابعة أن الحكومة الراهنة فجأة إختفت من سدة الحكم.. فمن عنده برنامج (إنتقالي)؟.. ومن عنده (البديل) في وجه (هوجة) سياسية تعج بالأحزاب والحركات المسلحة من فاوض ومن وقع ومن رفض؟.
صدقوني إنها الفوضى ولا أدري هل اسميها (الخلاقة) كما قال هنري كيسنجر أو (الذكية) كما قالت تلميذته كوندليزا رايس؟.
انت راجل وصولي وتعرف من أين تؤكل الكتف يا دقش
فعلا
اذا سقط النظام غدا” فان مرتبك الدولاري المدفوع من اموال الشعب السوداني المعدم سيتم ايقافه و عندها ستبحث عن من يقبل ان تعمل معه !!.
إيخيييي عليك..
كنت إنسان محترم في يوم من الأيام…
أنت وإنقاذك في مزبلة التاريخ …