محمود الدنعو

على ضفتي السين


والعالم بعد مذهولٌ من حفلة الشواء التي أقامها تنظيم (تمرد اليهودي) الإرهابي لحرق الطفل الفلسطيني الرضيع علي دوابشة وأفراد أسرته في قرية دوما الفلسطينية من هول الصدمة جراء هذه الأعمال الوحشية تتزين ضفتي نهر السين في فرنسا برايات (يوم تل أبيب على ضفتي السين) المقرر له غداً الخميس، مما أثار جدلاً واسعاً في المجمتع الفرنسي الرافض في أغلبه لإعطاء الدولة التي تحرق الرضع أحياء وترتكب الفظائع، هذه الفرصة للترويج السياحي على ضفتي نهر السين الذي يعد من أهم المعالم في باريس. جزيرة (ايل دو لا سيت) الواقعة بقلب النهر تضم أماكن سياحية مهمة مثل كنيسة نوتردام وهنالك 37 جسراً في باريس فوق نهر السين. طول النهر 776 كيلومتراً, ينبع نهر السين من منطقة بورغوندي ويصب في القناه الإنكليزية (المانش). هنالك رحلات بحرية عديدة للسواح تمر عبر النهر. على جوانب النهر هنالك العديد من المحال التي تبيع التذكاريات والكتب.
إذن موقع بهذه الرمزية الجمالية وبهذه القيمة السياحية الكبرى، كيف يسمح لمصاصي الدماء والمتلذذين بشواء أجساد الأطفال أن يروجوا لبضاعتهم الخاسرة على ضفتي هذا النهر، حيث تنتظم العاصمة باريس منذ نحو أسبوع موجه من الجدل عبر وسائل الإعلام حول إقامة هذه الفعاليات من دولة الاحتلال الإسرائيلي في قلب باريس، ورغم النداءات الكثيرة بإلغاء تنظيم هذه الفعالية، إلا أن بلدية باريس الجهة المنظمة تصك أذنيها، وتعرض عن كل هذه الأصوات وتتمسك بمنح إسرائيل ترويجاً سياحياً لا تستحقه كدولة احتلال، وأكبر منتهك لحقوق الإنسان، ونشر مجموعة من الناشطين في فرنسا عريضة على الانترنت تطالب بإلغاء هذا اليوم، خصوصا أنه يأتي بعد أيام على مقتل رضيع فلسطيني حرقاً في هجوم نفذه مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة.
والانتقاد الأول صدر من النائبة عن باريس دانيال سيمونيه (حزب اليسار) التي نددت بـ (وقاحة) و(بذاءة) هذا اليوم “بعد عام بالتمام على مجازر قطاع غزة التي ارتكبتها دولة إسرائيل وجيشها، فيما تكثف الحكومة الإسرائيلية سياساتها الاستيطانية مع المآسي التي نعرفها”. وأعربت سيمونيه عن “خوف كبير من أن يكون يوماً سيئاً جدا”، وطالبت السلطات البلدية بإلغائه أو (إعادة تنظيم) الفعاليات، الأمر الذي دعا إليه أيضا نواب اليسار المتشدد والشيوعيون.
ودعت (تنسيقية الدعوات من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط) إلى التظاهر (طوال يوم) الخميس “في حال عدم إلغاء هذا الحدث المخزي”، متحدثة عن “دعاية مشينة لدولة (إسرائيل) الإرهابية” على ضفاف نهر السين.
اذن علي بلدية باريس التي تتولى رئاستها الاشتراكية آن هيدالغو مراجعة قرارها هذا فهذا الفعل المشين لا يتناسب وعاصمة النور !