حسن اسماعيل : أركو مناوي.. خسئت
قبل هذا قلنا إن الله ابتلى دارفور بكثير من الرزايا ووضع في طريقها الكثير من العقبات والتحديات نتضرع إليه كل يوم أن يرفعها ويزيحها عنها إنه هو السميع العليم.
من بين تلك الرزايا والبلايا هم أولئك القادة الذين يتصدون ويفرضون أنفسهم كممثلين للقضية الدارفورية، أولئك الذين يتاجرون بملف دارفور ويتبضعون به في سوق الأجندات الخارجية ويتزيدون به كلما حرضتهم أنفسهم بذلك، يدخلون به القصر الجمهوري في مناصب سيادية كبرى ويتركون نازحي الاقليم خلف ظهورهم في المعسكرات يتقلبون في رياش الوظيفة ويحصدون امتيازاتها ويعدون عائدها المادي ثم يحرضهم مزاجهم مرة أخرى على الخروج وتبني قضايا الناس رافعين شعار النضال هذه المرة.
بعد هزائم وانقسامات متتالية ضربت جسم حركة مناوي وبعد أن تمدد أفق الحيرة أمام ناظري الرجل وتصخم الفراغ والتخبط وأخذ على الرجل كل جنبات عقله خرج علينا ملوحاً بالمناداة بحق تقرير المصير لدارفور.
هذا الفاشل قصير النظر كأنه لا يرى بأم عينيه ما يحدث الآن في جنوب السودان بعد أن انبرت لقيادته ثلة من النخب البلهاء الطموعة التي لا تحركها إلا شهوة الجلوس على مقاعد الحكم، لم تنظر وهي تقرر في أغنى بلدان افريقبا أبعد من أرنبة أنفها فانزلقت وزلقت كل الجنوب في مستنقع آسن تعاف حتى الجرباوات أن يلتقطن رائحته.
كم لمني أركو مناوي في دارفور حتى ينام على قفاه ويطالب بتقرير مصيرها ؟ يأتي رقم كم ضمن مثقفيها وعلمائها وحكمائها ونظارها وعمدها حتى يصعد مثل فأر طريد ويطالب بتقرير المصير ؟ وهل كل من فشل في مشروعه السياسي والعسكري يسن سكينه وبقطع جزءًا من البلد يساعده في ذلك أشرار العالم وقطاع طرقه وجزاروه ؟
وهل كل من ينهزم في طريق ما يعود بثقل وأعباء الهزيمة ليعمم ويعلق هزيمته الشخصية هذه في عنق البلد كلها ؟
لمثل الذي تفوه به مني اركو مناوي ظللنا نحذر من مغبة العمل العسكري ومن مغبة النفخ فيها والمشي وراءها لأن انتصارها إن تم سيتم بكلفة باهظة وأن هزيمتها ستكون بمثل هذه الشروخ والمخازي التي بدأ هذا اليائس التفوه بها.
إذا الوطن لم يسع الجميع فالمطالبه بتقرير المصير حق مشروع.
مني واحد من ستة ملايين دارفوري فل الحق في وجهة النظر وله الحق في الرأي كيف يدار السودان وكيف تحكم دارفور بنفس القدر الذي دفعك للكتابة وبكل غلظة ،، وهي وجهة نظر لا تفرض علينل رايك ولا علي مناوي اليوم طالب فرد وغداء عشرة وبعد سنين 50% من الدارفوريين حيطالبوها بتغرير المصير وبعد ذلك يبقي من يتزلفون لحكام الشمال وادعياء العروبة …