أسانسير حضرة الوزير!!
عم أحمد عامل بسيط في الوزارة.. جاءني أمس وحملني أمانة أن أكتب لكم عن وزيره الجديد..
قال عم أحمد.. إنه كان في طريقه لأحد الطوابق العلوية في الوزارة.. كان يقف على استحياء خلف مجموعة من العاملين في الوزارة كلهم ينتظرون المصعد (الأسانسير) المخصص لجميع العاملين عدا الوزير الذي يحوز منفرداً على امتياز استغلال (الأسانسير) الثاني بلا مضايق له في صعوده أوهبوطه..
الزحام أرغم عم أحمد على الانتظار.. خاصة أنه في درجة عمالية لا تسمح له بتخطي الآخرين.. لكن فجأة جاء الوزير.. خلفه سكرتيره يحمل أوراقه.. متجهاً نحو (الأسانسير) الثاني المخصص له حصرياً.. تصوروا ماذا حدث؟؟
قال لي عم أحمد والدمع يبلل خديه الوزير رآني.. لم يتردد.. تقدم نحوي واقتادني معه إلى مصعده الخاص.. وسمح لي بالصعود معه وانزلني في الطابق الذي كنت اقصده..
عم أحمد جاءني خصيصا لأكتب له عن كريم خصال هذا الوزير (الهمام).. الذي اصطحبه في (أسانسيره) الخاص..!!
سألت عم أحمد.. كم مرة في اليوم يستغل الوزير (أسانسيره) الخاص؟؟ قال لي ربما مرة واحدة صعوداً.. وأخرى هبوطاً طوال اليوم.. وأحياناً تحجبه السفريات الداخلية أو الخارجية عن الحضور للمكتب.. فيظل (أسانسيره) مغلقاً لا تدنسه أحذية الموظفين..
قلت لعم أحمد حتماً وزيركم يستحق الذكر هنا.. كيف يسمح لعامل بسيط مثلك مرافقته في (أسانسيره) الخاص!!
لكني قبل كتابة هذا العمود أجريت مسحاً سريعاً (بالهاتف).. اتصلت بكل الذين أعرفهم في أي وزارة أو إدارة حكومية متعددة الطوابق. اسألهم.. هل وزيركم (يمتلك!) (أسانسيره) الخاص.. فوجئت بغباء سؤالي.. ردوا علىَّ بسؤال مضاد.. (يعني عاوزه يركب معانا الأسانسير)؟
وللدقة ما عدا وزارة واحدة قالوا لي ليس في الوزارة سوى (أسانسير) واحد.. يستخدمه الوزير فقط.. وهم – الموظفون- يتجشمون عناء صعود السبعة طوابق وأكثر من مرة في اليوم..
قبل عامين تقريباً تصادف دخولي إلى برج شركة (زين) للاتصالات في المقرن وكان وقت الذروة مع دخول الموظفين صباحاً طوابير طويلة اصطفت أمام المصعدين (ربما ثلاثة لا أذكر).. وقفت في الصف انتظر دوري.. فوجئت برجل يقف في الطابور يحيني باسمي.. التفت فإذا به الفريق الفاتح عروة رئيس الشركة (شخصياً) يقف في الطابور مع العاملين.. ولا (يملك!) (أسانسيره!!) الخاص..
قد يبدو الأمر شكلياً و(تافهاً) لكن صدقوني هو كبير وخطير يكشف علة كبيرة تتعدى (الأسانسير) إلى لب الخدمة المدنية..
الوزير الذي لا يحسن إدارة موارد وزارته يهزم نفسه مهما كان بارعاً.. الأمر ليس مجرد متعة (أسانسير) حصري.. بل (فهم)!!
والفهم .. قسم..!!
ألم يرى هؤلاء الوزراء البلهاء رئيس وزراء بريطانيا العظمى راكبا المترو (شماعة) و لا يعبأ به أحد؟؟؟؟ الما شاف البحر تخلعه الترعة… هؤلاء مستجدي النعمة الجدد
لا اري معني لذكر الاسما طالما احجمت من الاول ولكن ربما المقصود جعل المصعد دوما لخدمة كبار الزوار في الداخل والخارج والوزارة تتعامل مع وزارات في كل العالم تستقبل وزرا وغيرهم وما هو شعورك عندما يقف زائر ولا يجد ما يحمله لمكتب الوزير عندها انت ستقول وزير عجز عن توفير مصعد للزائرين ليس بوزير يعني من الاخير ما في شئ يرضي الناس اما ان كنت تقصد شيئا اخر اوافقك الراي جلهم من اهل المحسوبية والنفاق والله المستعان.
الوزير الذي لا يحسن إدارة موارد وزارته يهزم نفسه مهما كان بارعاً.. الأمر ليس مجرد متعة (أسانسير) حصري.. بل (فهم)!!
والفهم .. قسم..!!
كلام في الصميم يا استاذ عثمان ميرغني إلى الامام