د. سارة نقد الله : أنا شديدة في الحق و(وليداتي) مصورني بعبع.. هذه (…) قصة عدم وجود باب في منزلنا
استضاف برنامج (فوق العادة) بقناة الشروق الأستاذة سارة نقد الله الأمين العام لحزب الأمة القومي في حوار امتد لنحو الساعة، تناول الحوار محاور شتى بدءاً من حياة أسرة نقد الله الكبيرة، مروراً بالتجربة السياسية والعملية لسارة نقد الله وانتهاء بالوضع داخل الحزب، الحوار وجد متابعة عالية من المشاهدين واهتماماً من الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.
إطلالتك التلفزيونية عبر الفضائيات السودانية قليلة جداً، هل هذا نتاج موقف اعتراضي، أم عادي؟
من المفترض أن تكون لنا فرص في كل المنافذ القنوات الإعلامية، ولكن في بعض الأحيان “مقص الرقباء” يقطع جزء أساسي من الحديث فيجعله دون قيمة كبيرة، وتناقشت مع بعض القنوات في أنه إذا كان البث مباشراً استطيع أن أقول رأيي مباشرة دون تدخل.
أسرة الأمير عبد الرحمن عبد الله وهي اسم حاضر في السياسة السودانية وفي حزب الأمة اعطنا ملخص عن هذه الأسرة؟
عبد الرحمن نقد الله الكبير “جدي لأبي” من جزيرة “أربي” في الشمالية ورحل إلى مدني وهو من الشبان الذين انضووا للمهدية، وبعد معركة الشكاية واستشهاد الخلفاء الثلاثة، رحلت أسرة الأمام المهدي وكل الأسر الأنصارية، ومن بينها أسرة جدتي لأبي وهي “صفية بنت مزمل” رحلوا إلى جزيرة الفيل، وفي ذلك الوقت كان عبد الرحمن نقد الله شاباً، هو والعم “شقدي الكبير” ألوا على انفسهم رعاية الأسرة الكبيرة لأن الأسرة فيها الإمام عبد الرحمن الذي كان عمره (11 إلى 12 عاماً) فرعياً هذه الأسرة العريقة ويمكن يكون هذا هو السبب الذي جعل جدي يجد حبوبتي “أم الحسن” ابنة حبوبه صفية بنت “مزمل” ويتزوجها، وبعد ذلك انتقلت الأسرة إلى أم درمان، ونقيم في ودنوباوي وأسرتي – ما شاء الله – فيها عدد من البنات، وعبد الرحمن نقد الله عنده أربعة أولاد وثلاث بنات، والتربية الأنصارية عموماً فيها شدة وانشغال قليل جداً بالدنيا وانشغال كبير بالآخر، ومثلما اسماها الإمام الصادق “التربية الروحية” والرحم الروحي بين الأنصار أقوى من الرحم الخلقي.
هل تعرفين شيئاً من اللهجة النوبية؟
للأسف الشديد ولا حرف (ضاحكة)
عندما تأتي سيرة الأمير نقد الله تطل على الذاكرة صورة المنزل المفتوح بدون باب؟
البيت أصلاً كان للضيوف، وفي ذلك الوقت كان التعليم محدوداً في العامة وكان جزء كبيراً من المنزل مخصص للطلاب والبيت مليء بالضيوف، والطلاب ينزعجون من هذه المسألة لأنهم يتضايقون في “المراتب والأسرة” ووالدي – عليه الرحمة – عائداً من دار الأمة وجد مجموعة من الضيفان خارج البيت بالخارج راقدين على الأرض وعندما استيقظ صباح اليوم الثاني استدعى أحد أبناء ودنوباوي وهو نجار اسمه عبد الله بغار، وطلب منه الوالد خلع هذا الباب الخشبي الكبير، ومنذ ذلك الوقت لم يركب مرة ثانية إلى الآن.
الصورة الذهنية المرسومة عن أسرة الراحل عبد الله نقد الله فيها حدة في المواقف زائدة وفيها انفصالية، هل صحيح أنها السمة الغالبة داخل الأسرة؟
الشدة في الحق، ولكن هم أناس رقيقين والله، مثلاً الأمير الكبير رغم قوة شخصيته واشتهاره بذلك لكنه رجل رقيق جداً.
انت أيضاً قيل أن فيك كثير من الحدة؟
شوية بالذات في المجال الأكاديمي (وليداتي وبنياتي مصورني كدة في شكل بعبع)
حدة في الجانب السياسي؟
في المواقف السياسية نحن مع الحق، ومثلما قلت الحق نسبي وليس لدي رمادي “يا ابيض يا اسود”.
هل قوة الشخصية أثرت لحد ما في صعودك داخل حزب الأمة؟
حزب الأمة مظلوم شديد في وصف الناس له بأنه تقليدي ولكن حزب الأمة وبالذات الإمام الصادق المهدي فتح المجال أمام المرأة للمشاركة، وبالتالي كل زول قدر عطائه وبلائه يمضي للأمام.
هل شعرت انك ضحيتي من أجل السياسة؟
أنا قنوعة جداً بما أقوم به من دور في السياسة والتعليم أو داخل الأسرة.
داخل أسرة الأمير نقد الله قيمة التضحية دائماً عالية وانتم لديكم جدة فقدت أربعة من أبناءها الشهداء؟
نعم الحبوبة صفية بنت مزمل ود نصر الله ودفحل، أربعة من إخوانها وبالتالي أسرتنا بمثلما قلت لك هي جهادية، والأنصار عموماً حياتهم مرتبطة بالجهاد المدني.
هل تسمحين لنا بالاستفسار عن صحة الأمير عبد الرحمن؟
عبد الرحمن هو من الرموز الوطنية وهو من القياديين في حزب الأمة ولديه علاقات ممتدة وحمية في المجتمع السياسي والمدني السوداني وربنا يواليه بالعافية، وقصة مرضه أثرت على قطاع كبير جداً من أهل السودان وهذا تبين في حضورهم في مركز القلب أثناء فترة إقامته الطبية والمتابعة، وسبحان الله هو في الثلاثين من مايو الماضي أكمل اثنتي عشر سنة في غيبوبة تامة وبغيابه وطيلة هذه الفترة عن المشهد السوداني عموماً يفترض أن يكون وجوده قد تراجع عند السودانيين ولكن سبحان الله محل ما نمشي في أي منطقة أو مناسبة تجد عدداً من الشخصيات، نساء ورجال يسألون عن صحته.
بعض الناس حاولوا يجدوا تفسيرات بأن الأمير تعرض لغبن سياسي كبير أدى إلى تدهور وضعه الصحي؟
والله سبحان الله نحن غايتو مفوضين أمرنا لله ولكن هو في الـ(9سنوات) الأولي من حكومة الإنقاذ تعرض لتعذيب نفسي وجسماني عال جداً، وهناك ناس يقولون هن الذي حدث له نتيجة لذلك.
وهناك أناس يقولون أنه نتيجة غبن سياسي لأن السيد الصادق المهدي فضل عليه الراحل عبد النبي على أحمد في مسألة الأمانة العامة؟
يا سبحان الله طبعاً ما حدث الكلام ده، والأمير عبد الرحمن نقد الله ليس من ناس المناصب ويمكن أن يخدم ويؤدي دوره من أي مكان، الأمر الثاني، هو زول ديمقراطي ويؤمن بالديمقراطية وتلك كانت ممارسة ديمقراطية.
هل شعر بالإحباط؟
نعم ولكن ليس من هذه، بل لأنه كان يعتقد أننا لازم نمضي في طريق تصعيدي مع الإنقاذ.
لكن هناك قول بأن الصادق المهدي انحاز لجانب عبد النبي في ذلك الصراع؟
سيد صادق حتى لم يصوت، وهو دائماً يضع ورقته فاضية، حتى لا يحسب بأنه يدعم جهة ضد جهة، وسيد صادق يؤمن بالممارسة الديمقراطية.
(مقاطعة) انت ألم تشعري بالغبن في تلك اللحظة؟
والله يعني – حبة زعل – ولكن لو نحن أصلاً ناس ديمقراطية يفترض أن نقبل والديمقراطية هي التي تحسم في النهاية لطرف على حساب طرف
صحيفة السوداني