إجابات السؤال عن الحال.. (الحال) يغني عن السؤال! .. تتصدرها اجابة: (الحمد لله ..زهج وملل)
أصبحت عبارة (والله زهج وملل) من أكثر العبارات التي تتردد على ألسنة السودانيين مؤخراً، وذلك حال سؤالهم عن حالهم وأحوالهم، الأمر الذي جعل البعض يتساءل عن سر ذلك الاتفاق الكبير في تلك العبارة واستخدامها كرد (جماعي) لحال ربما كان أفضل مما يتوقع أولئك،
فاطمة ذات الثلاثين عاماً تعمل بمركز تحفيظ للقرآن الكريم قالت: يحاصرني شعور بالملل عندما أعيش حياة فراغ بحياتي أو في حالة يقل عملي واجلس بدون عمل، ولا توجد أماكن مخصصة لنا لكسر الروتين فكل الأماكن مختلطة وأنا لا أحبذ الاختلاط مع الجنس الآخر لذلك وفي بعض الأحيان أحاول أن أشغل نفسي بأي شئ حتى لا يعود ذلك الشعور ليسيطر علي مرة اخرى.
أحمد الطاهر يعمل بالأعمال الحرة قال: أن الشباب يطلقون تلك العبارة مرتكزين على أسباب بسيطة جداً مثلاً عدم الرد على الهاتف أو إيقاظهم من النوم أو ضغوط العمل وأضاف (القائهم لعبارة والله زهج وملل يكون بدافع التقليل من حجم متعة البرامج المتوفرة لديهم)، ويواصل: الفتيات يعانين أكثر من كسر الروتين والخروج من حالات الملل بسبب محدودية حركتهم والتقاليد التي تحكم مجتمعنا حيث لا يسمح لهم بالخروج الا لأماكن معينة.
سمية الهادي ربة منزل، قالت: ليس لدي وقت لأشعر بالملل أو الزهج بسبب الأعباء المنزلية ولا يوجد لدي وقت أصلاً ليسيطر علي ذلك الشعور. مؤكدة أنه ناتج عن فراغ في الحياة ليس الا، ناصحة كل من يشعر به أن يشغل نفسه بعمل في المنزل يساعد به أهل بيته من جانب ومن جانب آخر يقلل من حالة الملل والرتابة.
د. هند عبد الرازق خبيرة علم النفس، أكدت أن الفراغ هو السبب الرئيسي والأساسي في انتشار العبارة، خاصة في فئة الشباب لأنهم لا يضعون خططاً واضحة لحياتهم ودائماً يحاولون التقليد ويتوقعون أن ينجحوا كما نجح الآخرون ولا يهيأون أنفسهم للخسارة أو يضعوا احتمالات لها وبذلك يصابون بالإحباط، أما بخصوص طلب الجامعات فان سبب مللهم هو عدم توفر الأنشطة الثقافية داخل الحرم الجامعي وتحولها إلى أنشطة سياسية مما جعلهم يهتمون بمواضيع تافهة ليس لها علاقة بنظام حياتهم ليتمكنوا من ملء الفراغ وساعات اليوم ليس الا وهذا نتج عنه عدد من المشاكل الاجتماعية داخل الجامعات ومن المفترض أن تكون هنالك حملات توعية لهم.
صحيفة السوداني