حسن اسماعيل : الله المستعان
أعرفُ أنني في الطريق إلى الدخول في إجازة طويلة مع قاعدة كبيرة من الناس، ربط بيني وبينهم أثير هذا العمود الراتب الذي أدخلني بفضل من الله قلوب الآلاف ولله الحمد والمنة، كثيرون اعتدتُ أن أفتح الإيميل والواتساب والفيس بوك فأجدهم في الانتظار بالتحايا الزاكيات والتمنيات النضيرة، ثم النصح والتصحيح وطلب التوفيق.
كثيرون عرفناهم من خلال هذا المنبر جعلوا من أنفسهم مصادر دائمين للمعلومة ومراسلين صبورين للخبر، وفي أحيان كثيرة كنت أقول للأصدقاء إنني لست وحدي الذي يكتب هذا العمود بل في أحيان كثيرة تكتبه أقلام القراء بملاحقهم ومعلوماتهم وآرائهم.
طالت قامتي بكل قارئ “بلقاني” في الطريق العام، وهو يكشف لك عن مكانك عنده ثم لا تملك إلا أن تحني رأسك وهو يمطرك بالدعاء الخصيب والتمنيات النضيرات.
الآن حان الوقت ربما بمشيئة أقدار الله وتدبيره أن ننتقل من موقع المساهمة بالرأي والنقد والنصح إلى موقع مشاركة المسؤولية وتحملها تنفيذياً، والمساهمة من داخل الميدان العملي في تقديم ما يمكن تقديمه رفعة لهذا البلد ورفعاً ومعالجة لكثير من التحديات والأعباء التي تثقل كاهل الإنسان السوداني في هذه الولاية.
واحدة من المداخل المهمة التي تم من خلالها طرح ونقاش وقبول هذا التكليف هو محاولة وضع كل ما نسديه من نصائح وملاحظات في محك التنفيذ ثم الامتلاء بروح الحماسة لتقاسم المسؤولية، تاركين التراكم النظري في النقد والملاججة وصولاً لحدود المقولة (أدوا الجمل وده الجمال).
المحطة الجديدة تضعنا تحت امتحانات عديدة أهمها مقايسة المصداقية في كل الذي كنا نقوله، ونطالب به مع الذي يجب أن نفعله، الآن ونحن في هذا الموقع وأهم شيء في هذا هو عدم الضيق بالرأي الذي سيحيط بنا في رحلة التكليف هذه، ثم كل المطلوبات التي كنا نرفعها في وجه المسؤولين أصبح لزاماً أخلاقياً أن نطبقها اليوم.
نحن أمام ثلاثة تحديات، أولها أن ننجح في إرضاء ضمائرنا وربنا من قبل فيما تحت يدنا من أمانة ومسؤولية، ثم أن نقدم نموذجاً للتنفيذي الناجح، ثم نموذجاً للمسؤول السياسي الساعي لبناء حزب قوي وفاعل هو حزب القيادة الجماعية.
لن نغيب عن القارئ هكذا فجأة بل رويداً رويداً، حينما نغرق في بحر المهام وتلاشي ساعة الجلوس للقول.
بالتوفيق يا صديق