حوارات ولقاءات

المحبوب عبد السلام : لم اتوقع أن يتخلى أمين حسن عمر وسيد الخطيب عن الترابي

قال القيادي البارز بالمؤتمر الشعبي “المحبوب عبد السلام” ان علاقته بالأمين العام للحزب د. حسن الترابي لم تعد حميمية كما كانت وأن المناخ السياسي والاجتماعي السائد والتحول الذي طرأ على الحزب أثر على تلك العلاقة، وقال انه أوقف زياراته الخاصة للترابي، وقال ان لذلك أسباباً واشارات لكنه رفض الافصاح عنها، برنامج (فوق العادة) الذي تبثه قناة الشروق ويقدمه الاستاذ ضياء الدين بلال أثار العديد من النقاط المثيرة مع المحبوب فالى مضابط الحوار:

كتبت كتاب (الحركة الاسلامية دائرة الضوء وخيوط الظلام) والذي أثار كثيراً من الجدل هل فعلاً انت كتبت هذا الكتاب وأنت غاضب؟
كتبت بعد المفاصلة بعشر سنوات، ويمكن أن يعبر عن انفعال وليس عن غضب انه انفعال وانا ذكرت ان هذا الصراع وانني لست محايداً وانا طرف في هذا الصراع ومنحاز لطرف فيه.

هل يمكننا القول بأنك كتبته بانفعال غاضب؟
لا الانفعال نفسه كان في المقدمة الي كتبتها قبل فترة طويلة من كتابة الكتاب، ولم تكن جزءاً منه، ولكن الكتاب نفسه يمكن أن يكون فيه بحث حقيقي وموضوعي وأنت قلت “أثار جدلاً” وهي عبارة جيدة وأعجبتني ولكن لم يثر الجدل بحيث ينبغي أن يتجادل الناس حول الكتابة داخل المؤتمر الوطني، حيث لم يرد على الكتاب بكتاب، ولا بندوات، ولكنه منع.

أود أن أعرف الروح التي كتبت بها الكتاب هل هي روح السياسي المتعارك مع الآخرين أم هي روح الموثق التاريخي للتجربة أو الحقبة؟
أنا كتبت حقائق ظلت خافية، ومواقف تمت تعميتها، بصورة متعدمة وقوية جداً وأنا قصدت أن اكشف هذه المواقف وأحلل الكثير من الحقائق.

هي محاولة تشويهية لصورة المؤتمر الوطني من طرف مخاصم؟
هذا هو الذي حاولوا أن يصرفوا به الناس عن قراءة الكتاب، مثلاً انا قرأت لكثير من الصحفيين الذين كانوا يوالون المؤتمر الوطني، يشيرون الى أن هذا محض افتراء ونشر للغسيل القذر ولكن جوهر الكتاب لم يناقش.

كأن الكتاب كان حملة استهداف لعلي عثمان محمد طه من خلال اظهاره بمظهر انه وراء كل ما حدث؟
هذه من الاشياء التي أحببت أن أوضحها والتي غطى عليها الاعلام واعماها تعمية شديدة نسب كل الاشياء للشيخ الترابي، ولكن الشيخ علي عثمان كان حاكماً مطلقاً لعدد من السنوات، وانا أردت لمصلحة الحقيقة ولمصلحة التاريخ والحركات الاسلامية الاخرى أن أبين هذا التناقض بين الذي يملك “السلطة التنفيذية” وبين الذي يملك سلطة الالهام.

ان قلنا لك بتجرد عال قدم لنا نقداً ذاتياً للكتاب بعين القارئ والمتابع بعد مرور هذه السنوات؟
هذا النقد الموضوعي الذي يتعلق بمضمون الكتاب وما آلت اليه تجربة الحركة الاسلامية عامة وتجربة الاحياء الاسلامي كلها، وقبل أيام كتب الظافر الحركة الاسلامية التي أمينها العام الشيخ الزبير لا تستطيع أن تفتح حساباً مصرفياً لأنها غير مسجلة في أي جهة في الدولة وهذا مأزق في تقديري وكما عبر عنه الاخوان المسلمون في مصر فان هذه الحركة أكبر.

أليست لديك أي ملاحظات نقدية عليه بعد كل هذه السنوات؟
أكيد، انت اذا كتبت عموداً في الصحيفة اليوم تكتب غداً عموداً افضل منه وأنا كتبت الكتاب كنت سأكتبه بطريقة أفضل، مثلاً فيما يتعلق بجوانب مهمة لم نولها ما تستحق من البحث، مثلاً ثورة التعليم العالي هذه لم نوفها حقها في الكتاب.

هل انت قدمت نفسك كشاهد ملك على التجربة لتبرئة ذاتك أو تنظيمك أو الشيخ الترابي؟
هو طبعاً شاهد الملك لا يتبراً، ولكن ينجو من العقوبة، وانا يمكن أن أكون مسؤولاً عن أشياء في الانقاذ.

مثل؟
لسيت مسئولية كبيرة مثل المسائل المتعلقة بالاعلام تحديداً، نحن في فترة من الفترات كان ينبغي أن يكون موقفنا أشد وضوحاً فيما يتعلق بحرية الاعلام وحرية الصحافة، وفي المؤتمر الاول للاعلام كنا منحازين لأن تكون هناك صحيفة مملوكة لحزب واحد، وأن نضيق على اصدارات الصحف.

صحيفة السوداني