تحقيقات وتقارير

التعبد بالسياسة وخدمة المواطنين “عبد الرحيم”… جنرال في “محراب” ولاية الخرطوم

يبدو أن والي الخرطوم الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، ينتوي تقديم نموذج جديد في إدارة الولاية، فالجنرال الذي جاء إلى كرسي الوالي من مقعد وزير الدفاع، أظهر حماسة كبيرة في حقن وزرائه بالأمصال الرافعة للمعنويات.. انظر إلى الجنرال تجده كثير الحديث عن أن حكومة ولاية الخرطوم تهدف إلى عبادة الله من خلال خدمة المواطنين وتقديم الخدمات لهم. بل أن عبد الرحيم سبق أن قال إنه سيعمل بمقولة “لو عثرت بغلة بالعراق لكنت مسؤولاً عنها”، في إشارة إلى أنه سيتبع نهج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في إدارة الولاية المشحونة بالمخاطر، والمحتشدة بالمعينات التي يمكن أن تسهم في نجاح مهمة الجنرال حال تم توظيفها بالصورة المثلى.

بلاغات مستعجلة

صداع مزمن

ظل مواطنو مناطق شمبات والحلفايا وأم دوم والشجرة في انتظار قرار حكومة ولاية الخرطوم بإعادة حقوقهم وتعويضهم عن الأراضي التي نزعت منهم، لكنهم لم يجدوا سوى مزيد من الوعود.

شبكات جديدة

تعاني مناطق الخرطوم من مشكلات كبيرة في شبكات الصرف الصحي التي أدمنت الانفجار مع اطلالة كل يوم، وظلت تملأ الطرقات وتسبب التلوث البيئي بما يهدد إنسان الخرطوم بالأمراض.

استغلال المواطن

يشكو مواطنو الولاية من استغلال أصحاب الحافلات لمعاناتهم في ساعات الذروة فيقومون برفع أسعار تذاكر المواصلات بشكل كبير دون أي تدخل من سلطات الولاية لحسم الطامعين من أصحاب تلك المركبات

الخرطوم: إبراهيم عبد الغفار

من المؤكد أن أولياء أمور المسلمين في زماننا هذا، لن يكونوا في عدل الفاروق عمر بن الخطاب “رضي الله عنه” الذي كان يفترش الأرض ويلتحف السماء وعليه بردته القديمة يجلس تحت شجرة وحيداً دون حراسة ينتظر كل حامل شكوى إليه ليعطيه حقه ويحكم بين الناس بالعدل في إمبراطورية تمتد من الصين إلى أسبانيا حتى انطبقت عليه مقولة (حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر).

الاقتداء بالنهج العمري

عقب تسميته والياً للخرطوم، أعلن الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين أنه سيسعى للاقتداء بالسيرة العمرية، وأن ينتهج نهج الفاروق رضي الله عنه، بل أن الجنرال عبد الرحيم قال إنه سيعمل بمقولة “لو عثرت بغلة بالعراق لكنت مسؤولاً عنها”. ويومها أشفق الناس إلى الوافد الجديد إلى ولاية الخرطوم، على اعتبر أن الحفر في الخرطوم أكثر من البشر، وهذا يعني أن البغال ممكن أن تتعثر على مدار الساعة.. الشاهد أن الجنرال عبد الرحيم لم يتوقف عند هذا الحد، بل قال لوزرائه الذين أدوا القسم أمس الأول، أن شعارهم هو أن يعبدوا الله بخدمة المواطن.

الأكيد هنا، أن الوالي عبد الرحيم يتوفر له من معينات الإدارة ما لم يتوفر في زمان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من آليات حديثة وأجهزة اتصال وكل المقومات التي من شأنها اعانته على تسير شؤون العاصمة من أجل راحة المواطن، فما المطلوب إذن لنجاحه في مهمته وتعهداته بالمضي على نهج الفاروق.

تحدي المياه

لكي يقتدي الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين بنهج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب “رضي الله عنه” ينبغي عليه أن ينشط لإنهاء مشكلات الولاية المتمثلة في أزمة المياه، فالولاية التي يشقها نهران من أعذب الأنهار في الأرض ما تزال أعداد كبيرة من أحيائها عطشى، مما اضطر مواطنوها الخروج في مظاهرات متوالية تطالب بقطرات الماء لكنها تعود أدراجها خائبة دون أي حلول لتلك الأزمة التي أرهت المواطن في المقام الأول وولاة أمرها. لذلك على والي الخرطوم أن يضع تلك المشكلات في سلم أولوياته في فترة توليه ولاية الخرطوم إلى أن يجد لها حلاً شافياً ويروي ظمأ العاصمة.

التعليم والصحة

ظلت مشكلة التعليم والصحة من أكبر القضايا التي ينادي المواطن بضرورة توفيرها بكافة الوسائل والسبل وأن تخصص لها ميزانية خاصة في ظل الزحف المستمر من قبل الولايات إلى العاصمة الخرطوم التي تحتضن عشرات الجامعات وآلاف المدارس ما يجعل طلابها في حاجة مستمرة لتوفير كل متطلبات التعليم وإنشاء المزيد من المدارس خاصة في أرياف الولاية، بالإضافة إلى توفير المستشفيات العامة والأدوية والعلاج المجاني وتلك المشكلات ليست فقط من أولى أوليات الوالي بل هي من أولى حقوق المواطن التي لا بد لها من التوفر.

تحدي الكهرباء

لم تكن الكهرباء موجودة في زمان الفاروق ولكن في زمانه كان الدنيا مضيئة بنور الحق والعدل، وسيجد عبد الرحيم نفسه مواجهاً بتلك المشكلة الكبيرة التي ظلت تلازم العاصمة الخرطوم والتي تعتبر من أكثر العواصم إظلاماً في غالبية أنحائها المتفرعة إلى ثلاثة مدن رئيسية، بل هناك مناطق كثيراً ما تبحث عن “نقطة ضوء” في هذا الظلام الدامس خاصة في فصل الصيف.

تحدي النفايات

كثيراً ما ظل منظر الخرطوم مثيراً للاشمزاز بسبب الأوساخ المتراكة في جنبات الشوراع التي ظلت تتكدس بالنفايات مما جعل مواطن العاصمة معرضاً لأخطار كثير مثل الأمراض المزمنة والخطيرة، ومشكلة النفايات هذه تحتاج إلى كثير من الجهد المتواصل لجلب وسائل جديدة وحديثة لإخراج تلك النفايات المتكدسة في شوراع العاصمة وأحيائها حتى تخرج الخرطوم في جلباب نظيف.

تحدي الموارد

عُرف عن ولاية الخرطوم أنها بمثابة حاضنة لبعض الموارد الكبيرة سواء أن كان في المجال الصناعي أو الحيواني أو الزراعي، لو كان تلك الموارد ظلت تتناقص بفعل الصراع بين الحكومة المركزية وحكومة ولاية الخرطوم التي تطالب بحقها الولائي، بينما تصر الحكومة المركزية – في بعض الأحيان – على إدارة موارد ولاية الخرطوم على اعتبار أنها ولاية قومية وعاصمة للسودان. ولعل هذا ما جعل الأراضي الزراعية والاستثمارية تظل نهباً للقرارات الحكومية، التي قضت ببيع كثير منها، وقامت بتحويل بعض الأراضي الزراعية إلى سكنية، الأمر الذي جعل الوالي عبد الرحيم محمد حسين يقرر وقف بيع الأراضي الحكومية.

تحدي الفساد والأمن

يُحسب للفريق أول عبد الرحيم محمد حسين أنه سريع الاستجابة إلى البلاغات التي تصله من الصحافة، فقد قام الجنرال بإيقاف أحد قادة الاستثمار بعدما أشارت صحيفة (السوداني) إلى أنه لا يملك شهادات ومؤهلات. وهذه خطوة مهمة تجعل الجنرال يجد الدعم في حربه على الفساد المالي والإداري، على عكس ما حدث في حادثة فساد مكتب والي الخرطوم السابق د. عبد الرحمن الخضر، التي ثبتت بالدليل القاطع وباعترافات المتورطين فيها أنفسهم، ولكن مع ذلك فإن العقاب لم يكن من جنس العمل، فقد تم منح المتورطين في الحادثة الفرصة لكي يتحللوا من المال العام الذي تكسبوه بطرق غير شرعية، وحين نقارن بين الحادثتين نجد أن الجنرال أحرز نقطة غالية وكبيرة في مخالفة صغيرة، بينما أخفق سلفه الخضر في فعل ذات الأمر الذي قام به الجنرال، الذي سيجد نفسه مطالباً بالحد من الفساد المالي والإدراي بمحاسبة كل من تسول له نفسه التعدي على المال العام.

كما أن المشكلة الأخرى التي ستظل تقلق عبد الرحيم هي مشكلة الأمن التي برزت خلال الفترة الأخيرة وظهور العصابات المسلحة التي تسمى “بالنيقرز” وظلت طيلة الفترة السابقة تروع مواطني الولاية وتقوم بعمليات نهب وسرقة ولذلك لا بد لوالي الخرطوم تكثيف الوجود الأمني لمنع أي جريمة قد تحدث في العاصمة حتى تنعم الخرطوم بالأمن كما كانت في السابق، وهنا أيضاً الفرصة مواتية للجنرال لتوظيف خبراته العسكرية والأمنية في هذا الجانب.

الصيحة

تعليق واحد