في حوار الصراحة.. صقر السودان “حامد بريمة”
{ قبل أن ندخل في الحوار نقول إنه أفضل عشرة لاعبين في أفريقيا.. تم اختياره ضمن عشرة لاعبين بالقارة السمراء بواسطة الاتحاد الأفريقي (كاف) ومجلة (فرانسيس فوتبول) المتخصصة وذلك في العام 1989، عقب إحراز المريخ لـ”كأس مانديلا”، وكانت المجلة قد صممت في غلافها صورة لكابتن المريخ “سامي عز الدين” وهو يحمل كأس الكؤوس الأفريقية.. وقد أشاد به عدد من الوكالات العالمية وأذكر منها “رويترز” و”بي بي سي”، مؤكدة أنه حارس أفريقيا القادم، وكتبت عنه الصحف النيجيرية بخط عريض: (الحرية تأتي لمانديلا في السودان).
{ حارس المنتخب الوطني الأول لفترة طويلة
احتكر حماية عرين السودان لفترة طويلة بفضل أدائه الجاد ومستواه المتطور وظل هو الحارس الأول للمنتخب الوطني في مناسبات عديدة سواء أكان من خلال المشاركات الرسمية أو حتى في المباريات الودية، ووجد قبولاً كاملاً من جماهير الكرة السودانية كافة لأنه نجم يحترم نفسه لتكون له قاعدة كبيرة بفضل أدائه الثابت في حماية عرين المنتخب الوطني الأول.. و”بريمة” عملاق بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ.
{ الصحف التونسية وصفته بصقر أفريقيا
عندما شارك المريخ في بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري وواجه الترجي التونسي كانت كل الترشيحات تشير لهزيمة تاريخية للمريخ، لكن الأبطال الأشاوس استطاعوا أن يهزموا الترجي (2/1) في الخرطوم، وفي تونس الخضراء قدم العملاق “حامد بريمة” واحدة من أجمل مبارياته واستطاع أن يحمي عرين المريخ لأكثر من (75) دقيقة ولم ينجح الترجي في الوصول لشباكه إلا عن طريق ركلة جزاء ظالمة لتخرج الصحف التونسية في اليوم التالي وتصف العملاق “حامد بريمة” بـ(صقر أفريقيا)، مؤكدة أنه يعدّ واحداً من أميز الحراس في القارة السمراء.
{ سر تحولك من الدامر إلى الخرطوم؟
– ذهبت للمشاركة في مناسبة زواج، وكنت وقتها ألعب داخل الملعب كمهاجم وتحولت بفريق المشتري برابطة الصحافة غرب.. ولعبت حارساً، ومنها، وبمناسبة زيارتي للدامر للمشاركة في مناسبة زواج لعبت موسماً بها.
{ ما هو الفريق الذي انطلقت معه موهبتك؟
– انتقلت للمريخ من فريق المشتري بالصحافة.
{ مدربون ساهموا في تكوين موهبتك؟
– أنا لم أكن ألعب حارس مرمى، كنت ألعب رأس حربة، لكني تعرضت لكسر، والفضل يرجع إلى “هاشم سليم” الذي حضر من عطبرة إلى التحرير و”شريف ساتي” (الملاكم) الذي ساهم في تدريبي و”صلاح سكران” و”عبد الفراج” الذي كان يعمل بالسلاح الطبي وساهم أيضاً في تدريبي.
{ علاقتك بالسلاح الطبي؟
– كنت عسكرياً بالسلاح الطبي، ولهذا وجدت المساعدة من بعض الزملاء بالسلاح.
{ أول موسم لك في المريخ؟
– كان موسماً حافلاً بالنجوم، وأذكر كان أمامي “الهادي سليم” و”إسماعيل” من كسلا، وبفضل التدريبات المتواصلة أتيحت لي فرصة المشاركة، وأذكر أنني لم أجلس احتياطياً، وبعد أن لعبت أساسياً لم أخرج من التشكيلة حتى نهاية عهدي بالكرة.. وكذلك لعبت بالمنتخب العسكري بالسلاح الطبي والمنتخب الوطني.
{ ندرة حراس المرمى إلى ماذا تعزوها؟
– خبرة تدريب الحراس في السودان لم تزرع حب اللعبة لحراس المرمى، وبما أن وظيفة حراس المرمى لم تكن الوظيفة المطلوبة داخل الملعب من قبل اللاعبين، وبكل أسف المدربون المشرفون على التدريبات لم يغرسوا فيهم حب اللعبة (الحراسة)، ولو فعلوا ذلك لكان بالسودان عدد من الحراس المميزين.
{ اللجوء إلى الخبرة الأجنبية في الحراس؟
– الذين يهاجمون الخبرة الأجنبية في حراسة المرمى قد أختلف معهم، ولا بد أن نلتفت لهذه الظاهرة التي تتسبب في ندرة الحراس لأن حراسنا الموجودين اليوم يحتاجون لتأهيل، لكننا نجهل هذه الجزئية ولا نفكر في الحراس ومدى جاهزيتهم عندما نقرر إقحامهم ومشاركتهم في مناسبة مهمة أو بطولة.. لذلك ظللنا نلجأ للأجانب عندما نفكر في إحراز بطولة، وتعدّ هذه أسهل الطرق وهي الاستعانة بالخبرة الأجنبية في مجال حراسة المرمى، وبكل أسف لم يكن لدينا حراس صغار وأنا من خلال مشاهدتي لمباريات في الروابط لم يلفت نظري حارس بعينه ناهيك عن الدرجات العليا.. لذلك ظلت أنديتنا تستعين بالحراس الأجانب.
{ هل تستفزك هذه الخطوة؟
– بالعكس، لأن الحراس لدينا قليلون ولا بد من استجلاب حراس ممتازين من أجل كسب المباريات والمحافظة على الشباك.
{ شبيه “حامد بريمة” هل هو موجود؟
– ربما يكون موجوداً لكن لم يكتشف بعد، فلا بد من تجهيز الملاعب حتى تكون جاهزة ولائقة بالتدريب.. فالملاعب كلها تراب.
{ لماذا اعتزلت وأنت صغير؟
– أنا لم أعتزل لكن شُطبت عبر الصحف، ومسحوا تاريخي بجرة قلم وبخبر صغير قرأته مثل غيري، وهذا ما حدث.. وبكل أسف أقول لم أتسلّم قرار شطبي حتى اليوم وكتفوا بخبر في إحدى الصحف، وكان بمقدوري مواصلة اللعب وهناك الكثير من الأمثلة عن حراس المرمى الذين يلعبون حتى اليوم، وحراسة المرمى الخانة الوحيدة التي لا تتأثر بالسن، وهنالك عدد من الحراس المتقدمين في السن ما زالوا يواصلون عطاءهم في عدد من الدول إلا عندنا في السودان، وبكل أسف إدارات الأندية تتعامل مع الحارس بالسن وتستغني عن الحراس مبكراً، وأنا شطبت قبل أن أدخل في الثلاثين من عمري.. وهذه مشكلة.
{ لدينا عدد من الحراس الكبار المميزين ولم نستفد منهم؟
– نعم.. هناك عدد كبير من المدربين الممتازين للحراس، لكن عدم وجود الملاعب المهيأة هو المشكلة.
{ هل فكرت في العمل بالمريخ؟
– نعم.. عُرض على أن أدرب حراس المريخ ووافقت على الفور وفي تلك الفترة كان يشرف على تدريب الفريق “فاروق جبرة” و”جمال أبو عنجة”، وعندما ذهبت إلى المكتب التنفيذي بالخرطوم(2) فوجئت بأن العقد موقع من قبل إدارة المكتب التنفيذي قبل أن أوقع عليه ووافق على شروطي ومتطلباتي.. ورفضت ذلك وقررت الهجرة خارج السودان، وكان ذلك بمثابة صدمة حقيقية عشتها ومن أقرب الأقربين بكل أسف.
{ بمتابعتك لحراس المريخ.. ماذا تقول؟
– “جمال سالم” حارس ممتاز جداً ومتمكن، لكن هناك عيباً كبيراً فيه، وهو عدم توجيه زملائه المدافعين الذين يقفون أمامه خاصة في الكرات الثابتة والركنية التي أصبحت تشكل مشكلة حقيقية له، وبالتالي يهتز أيضاً خط الدفاع.
{ حارس مرمى لفت انتباهك؟
– معظم الحراس في دوري المجموعات قدموا أداءً طيباً خاصة حارسي المريخ والهلال، اليوغندي “جمال سالم” والكاميروني “مكسيم فجو” حارس مرمى الهلال، الذي أعتقد أنه الأفضل في الساحة إلى الآن وقدم مستويات طيبة ومباريات ممتازة، وساهم بقدر كبير في ما وصل إليه الهلال، ويعدّ “مكسيم” سر تأهل الهلال لمرحلة دور الأربعة وللنهائي إن شاء الله.
{ في رأيك لما يعاني المنتخب الوطني من أزمة في الحراس؟
– الحارس الوطني يعاني من إيجاد فرصة له في اللعب، وهو يظل دائماً احتياطياً.. فالتدريبات لم تكن كافية للحارس.. حراس المنتخب “المعز محجوب” و”أكرم الهادي” و”محمد إبراهيم” و”حافظ” و”مرتضى” جميعهم حراس مميزون، لكن حراس القمة بكل أسف يعانون من جلوسهم في كنبة الاحتياطي، والحارس تحديداً دائماً يحتاج إلى المشاركة في المباريات وهو اللاعب الأساسي، والتدريبات وحدها ليست كافية.
{ الفرق بين التدريب هنا وفي قطر؟
– التدريب كله واحد.. لكن الاختلاف في الملاعب المجهزة.. فالملاعب المفتوحة بها هواء نقي.. وفي السودان يلاحظ أن الملعب الذي نتدرب عليه هو نفس الملعب الذي تؤدي فيه مبارياتك.. وهذا هو الفارق بيننا وبينهم.
والتدريبات هناك تتم في صالات ومن ثم الانتقال إلى الهواء الطبيعي، وهذا يساهم بقدر كبير في تنمية ورفع شأن حراس المرمى.
{ كيف كان يتدرب “بريمة”؟
– في فترة لم يكن لدينا مدرب حراس وكنت أتدرب وحدي في الرمل ومياه البحر.. وكانوا يتهمونني بالتهرب من التدريبات وأنا لم أتهرب يوماً ولم أخش التدريبات، وأذكر عندما كنت أتدرب على بحر الشجرة ورماله أيضاً بحكم وجودي بالقرب منه، ويشهد على ذلك الأخ “هاشم ملاح” عضو قطاع الرياضة بنادي الهلال، وكان يقول لي أنا شاهد عيان على تدريباتك المنفردة.. وفي مرات كثيرة كان يتدرب معي “الهادي سليم” لأنه لا يوجد مدرب للحراس بالمريخ، وبعد ذلك جاء مدرب الحراس “عبد العزيز عبد الله” وكذلك “هشام السليني”.
{ اتهمت بأنك بعت الكرة لـ”النقر” في مباراة هلال مريخ؟
– كانت هذه الواقعة في مباراة بطولة بين الهلال والمريخ، وأذكر في تلك المباراة نال الهلال البطولة واتهموني بالتساهل فيها لصالح الهلال عندما لعب “النقر” الكرة خلفي والكرة اصطدمت بـ”التاج حسن” الذي انتقل للمريخ من فريق بري ووقعت خلفي، وكان “منصور سبت” موجوداً لحظتها خلفي ولم أستطع إخراجها، واتهموني بهذا بإيعاز من المشجعين والمجلس استجوبني وشرحت له وجهة نظري وتداعيات ما حدث وأبعد وأغلق الملف بعد ذلك، والمباراة انتهت بهدفين لكل فريق إن كانت انتهت بفوز المريخ كان المريخ سينال البطولة، ودخلت المباراة بفرصة واحدة والهلال دخل بفرصتين وكان من الطبيعي أن يكون التعادل بهدف “النقر” لصالح الهلال، وتحسرت في تلك الليلة على تلفيق هذا الاتهام الباطل.
{ ماذا تقول عن مشاركة الهلال والمريخ أفريقياً
_ المريخ تأهل بجدارة واستحقاق وهو الأقرب لتاج البطولة، وأيضاً الهلال سيتأهل على حساب فريق سموحة المصري، وأتمنى أن يتأهل الفريقان للمباراة النهائية.
{ لماذا ندرة الحراس؟
_ أنا مع التجنيس إذا استفادت منه المنتخبات الوطنية، ويقيني أن ندرة الحراس سببها التجنيس.
{ حارس تتنبأ له بمستقبل واعد؟
_ الحارس “جاهد محجوب” حارس مرمى مريخ الفاشر وهو هديتي لجماهير المريخ وهو الأفضل في الساحة الآن.
{ إذا طلب منك الهلال تدريب حراسه هل ستوافق؟
_ لن أتردد في الموافقة.. في الماضي كنت هاوياً ولم أتلق التأهيل اللازم أما اليوم فقد تلقيت عدداً من الدورات التأهيلية الكبيرة وأصبحت مدرباً محترفاً، ولن أتردد لقبول عرض الهلال وجاهز متى ما طلبني، وكذلك جاهز لتدريب حراس المريخ.
{ ختاماً.. هل يمكن أن نتصفح بطاقتك الشخصية؟
_ “حامد بريمة عيسى توتو”.. من مواليد مدينة السجانة.. متزوج من السيدة “سارة ميجو”.. لي ثلاثة أطفال (سوهندا، بريمة وسعيد)، وأولادي لا علاقة لهم بالكرة.. مدرب حراس براعم الوكرة صالات.. تلقيت عدداً من الكورسات العديدة في تدريب الحراس وحصلت على شهادة (CBA)، وكذلك حصلت على شهادتين آسيويتين في قطر.
المجهر السياسي
اللاعب السوداني الوحيد الذي كان يمكن ان يحترف عالمياً
كلامك سليم شديد
بريمة كان من أميز الحراس وقتها وكانت مفتوحة أمامه الفرصة للإحتراف لكن عندنا حالة خوف من الإحتراف الأفارقة بدون تردد يمشوا أوربا وإحققوا نتايج وإغيروا جيل كامل في بلدن
مثل ويييا وبيله غانا وكانو وروجييه ميلا
ناس بتعمل علاقة بين الناس وعلم بلادها فقط بالكرة
من كان يعرف عن لايبيريا قبل جورج وييييا
لمن وقعت فيها حرب أهليه كان وييييا وجه بلاده في العالم بالمناسبة نزل إنتخابات في بلده وأيده الكثيرون
تسلم ا أمريكي
الله الله عليييك يا حامد قسما ان الذهب لا يصدا وان حامد وهو من اميز حراس السودان و الوطن العربي وافريقيا نفتخر ونعتز بانه واحد من القلائل الذين مارسوا الكرة وابدعوا داخليا وخارجيا في وقت كانت اللعبة الشعبية في السودان تتدحرج الي الهاوية وبرغم من ذلك سطر اسمه في تاريخ القارة السمراء واحد من افضل رياضي القارة للعام 1989
شعبية حامد تعدت حدود الوطن الكبير فاصبح حامد علي شفاة كل الاخوة الخليجين وخصوصا بالامارات حيث ان للاعب عدد مقدر من المعجبين وتحديدا بعد الفوز بكاس دبي لان هذا الكاس كان لحامد الدور الكبير في احرازة بنسبه تتعدي 99%
لله درك يا بريمه ونتمني نشوفك مدربا شامخا بنادي المريخ
مناشده للسيد جمال الوالي ان ينسق مهرجان كبير لتكريم حامد لرد جزء يسير من بطولاته مع النادي فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله