محمد عبد الماجد

حسن إسماعيل يحتجب اليوم


«1»
> هل كان الفريق عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم بكل هذا الذكاء عندما جعل «انتقادات» تشكيل حكومته تذهب كلها نحو الوزير بالحكم المحلي حسن إسماعيل؟
> لقد انصرفت «المعارضة» كلها نحو «حسن إسماعيل».. لنثبت أن إشكاليتنا تبقى دائماً إشكالات «شخصية».
> لم نبلغ بعد مرحلة الفصل بين الشخص ومواقفه والشخص وأعماله.. ما زلنا ندور حول «الإطار» ونكتفي أحياناً كثيرة بالبرواز.
> ثم لا نغسل أيدينا بعد «الأكل»!!
> لقد ترك الناس والي الخرطوم «رغم الأمطار التي أغلقت الطرق والأفق معاً».. وتركوا التشكيل كله واتجهوا نحو «حسن إسماعيل».
> كثيرون لا يعرفون «نائب الوالي» في الحكومة الجديدة، وبعضهم ربما لا يعرف «الوالي» نفسه في ظل هذا الانصراف الكلي نحو وزير للحكم المحلي.
> المشكلة ليست في «حسن إسماعيل».. المشكلة ما زالت تقبع فينا… فينا جميعاً.
> الحكومة تستمد استمراريتها ــ لا أقول «قوتها» ــ من وهن المعارضة.
> لا أريد الدفاع عن حسن إسماعيل، فهو في موقف يجب الدفاع عنه.. ولا أريد الهجوم عليه.. «ما فيه يكفيه»، ليس من الأخلاق في شيء الانقضاض على شخص «لأن الجميع يهاجمونه».. وليس من الأخلاق أن نحكم على حسن إسماعيل وإن اختلفنا معه الآن قبل أن يتسلم مهامه… دعونا نحكم عليه بعمله لا بقوله.
> المشاركة في الحكومة ليست «جريمة» لهذا الحد.
«2»
> إن كان هنالك شيء يحمد عليه حسن إسماعيل في هذا الوقت… هو تحمله لكل الاتهامات التي وجهت له.. الرجل تنزل زاويته هذه الأيام تحت عنوان «يحتجب اليوم».. ليس مطلوب من إسماعيل التبرير أو الرد.. «قوله» الآن لن ينفعه في شيء.. نحن ننتظر أعماله وأفعاله لتحسب له أو عليه.
> الصبر على الأذى في مثل هذه المواقف.. من علامات السياسي المحنك والوزير المسؤول.
> صمته أجدى، هذا موقف لا يطيب فيه الكلام.
«3»
> الذي تعجبت منه.. أن كثيرين كانوا يعتبرون حسن إسماعيل «بطلاً» وهو الذي يعبر عنهم.. وهو الشريف والعفيف والمناضل.. كانت كل هذه الصفات في حسن إسماعيل عندما كان «معارضاً».
> نفس هؤلاء الناس عندما شارك حسن إسماعيل «وزيراً» في حكومة ولاية الخرطوم، انقضوا عليه ليمنحوه صفات وألقاباً عكس الألقاب والصفات التي منحوها له وهو معارض.
> إن كان حسن إسماعيل بكل هذا السوء.. لماذا كان عندكم قبل التعيين من زمرة الأنبياء والأنقياء والذين لا يأتيه الباطل بين يديه.
> الخطأ في التقدير هنا تتحمل وزره «المعارضة» لا حسن.. فإن تبدلت أو تغيرت «مواقف» حسن إسماعيل، فقد تبدلت «مواقف» المعارضة أيضاً في حسن إسماعيل في «24» ساعة.
> ظهور اتهامات ووقائع تدين إسماعيل حسن في المواقع الآن والتقليل من قيمته والتشكيك في نضاله في حقيقة الأمر يقلل حقاً في قيمة الذين يخرجونها… الذين لا يستطيعون أن يقولوا الحقيقة إلا إذا كانت في اتجاه الريح عليهم أن يصمتوا.
> في اعتقاد الكثيرين أن مشاركة حسن إسماعيل في الحكومة «ذنب» ــ لا يحتاجون إلى أن يعودوا إلى دفاتره القديمة لينبشوا فيها.
> وليس بعد «المشاركة» ذنب!!
> لذلك تشويه صورة حسن إسماعيل هو تشويه للنضال والحرية والمعارضة التي تقيس قدر الرجال بقربهم أو بعدهم من الحكومة.
> هو تشويه للمعارضة لا الحكومة.
> الذين يشاركون في الحكومة ليس بالضرورة أن يكونوا كلهم «منتفعين» وجميعهم يبحث عن مصلحته الخاصة.
> والذين هم في المعارضة الآن ليسوا كلهم «شرفاء».. فقد أصبح التبادل بين المعارضة والحكومة أسهل من تبادل «أرقام» الهاتف.
> وقد كدنا نقول إن «المعارضة» هي الفترة التي تسبق المشاركة في «الحكومة».
> أو هي اختبار «المعاينة» الرسمي للدخول للحكومة.
> أو هي «مكتب استقبال» للحكومة.
«4»
> ننتظر حسن إسماعيل أن يكون الصوت الآخر في الحكومة.
> الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لا يستطيع أن يلوم «حسن إسماعيل» على مشاركته حكومة هو جزء منها.
> أما الأمة القومي فإن «ابنهم» الذي هو في «القصر» الآن، لا يمثل هناك طريقة صوفية.
> وتبقى المعارضة بمختلف مشاربها إلّا قليلاً تبحث عن «مقاعد» لها في «القصر» أو حتى في «لجنة شعبية».
«5»
> حسن إسماعيل إن كانت هذه «قناعاتك».. فلن تهزك ريح.


تعليق واحد