حذار من إضاعة الدرقة
* كنا سنقبل تشدد الحكومة في تمسكها بحوار الداخل، لو أنه كان متاحاً ميسوراً.. وفي متناول اليد.
* التمسك بضرورة أن يكون الحوار (سودانياً خالصاً)، وأن يجري في الداخل سيكون مقبولاً، لو أن الجهة التي قدمت الدعوة، وطلبت من خصومها أن يحضروا لمحاورتها، أتبعت مبادرتها بتقديم ضماناتٍ كافية، وإجراءات عملية، تستهدف تهيئة مناخ الحوار، والقضاء على بذور الشكوك، وإعادة بناء جسور الثقة بين الطرفين.
* تزامن إطلاق مبادرة (حوار الوثبة) مع وعودٍ كبيرةٍ، وقراراتٍ مهمة، أبرزها إطلاق حرية العمل السياسي للأحزاب، وفك أسر المعتقلين السياسيين، وتعزيز حرية الصحافة، مع دعوة الحركات المسلحة لحوار الداخل، وتوفير الضمانات اللازمة لها كي ترمي بسهمها مع الراغبين في السلام.
* من يرصد مراحل تلك المبادرة سيلحظ أن الحكومة لم تتبع مبادرتها بأي إجراءات عملية تدعم الدعوة، ولم تبذل أي ضمانات مقنعةٍ، تستهدف إقناع حملة السلاح بجدية المبادرة، وصدق مقاصدها، والتأكيد على أنها يمكن أن تقود لإبرام اتفاقٍ شامل، يعالج الأزمة السياسية، ويرمي بظلاله الإيجابية على الأزمة الاقتصادية، ويطفئ نيران الحرب، ليعفي السودانيين من دفع فاتورتها المنهكة.
* لم يكن منظوراً أن ترمي الحركات سلاحها من فورها، وتهرول إلى الخرطوم لمجرد أن الحكومة دعتها إلى المشاركة في حوار الداخل!
* الانتقال من الميدان إلى طاولة المفاوضات لن يتم بين يومٍ وليلة.
* نتساءل عن مسوغات الحديث عن ضرورة أن يكون الحوار (سودانياً خالصاً)، ونستفسر عن مبررات التشدد في الاستغناء عن دور الوسطاء، علماً أن ثقافتنا السودانية تثمن دور (الجودية) في كل مناحي الحياة.
* لعبت الجودية (الدولية) دوراً مهماً في إنجاح كل اتفاقيات السلام التي أبرمتها الحكومة مع خصومها، ودعمتها معنوياً وسياسياً ومادياً، ولا أدل على ذلك مما فعلته قطر في اتفاقية سلام الدوحة، وما بذلته الكويت لصندوق إعمار الشرق، فلمَ تتشدد الحكومة في الاستغناء عن دور الأفارقة في دعم مسيرة الحوار الوطني؟
* لماذا تنظر إلى مساعيهم الرامية إلى جمع الفرقاء في أديس بعين الريبة؟
* ألم يقفوا معها في أشد الملفات سخونةً وحرجاً؟
* ألم يدعموها في وجه محكمة الجنايات الدولية إلى درجة رفض الاعتراف بها، والدعوة إلى مقاطعتها والخروج منها؟
* ألم يستضف الاتحاد الأفريقي عشرات الجولات بين الحكومة وحملة السلاح في المنطقتين، سعياً إلى تقريب وجهات النظر، وحل الأزمة بالتي هي أحسن؟
* الموقف المتعنت لن ينتج إلا صداماً عنيفاً للحكومة مع محيطها الأفريقي، لتفقد بذلك أكبر داعميها، وتهدر (درقتها) الكبيرة، في مواجهة مجتمعٍ دولي، ظلت تجأر بالشكوى من ترصده لها، وتآمره عليها.
* ستمضي المهلة التي حددها مجلس الأمن والسلم الأفريقي سريعاً، وستكتشف الحكومة أن حساباتها كانت موغلة في الخطأ.. ولات ساعة مندم.
كلام عين العقل وبالادلة والامثلة الواضحة …الله يوفقك ياستاذ / مزمل وماشاء الله سياسة وكورة وعين الحسود فيها عود.