رسائل كلينتون
أخيرا بعد طول ترقب نشرت وزارة الخارجية الأميركية أمس أكبر مجموعة على الإطلاق من رسائل البريد الإلكتروني التي بعثتها أو تلقتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، لكن نحو 150 منها حُجب جزء منها أو كلها لاحتوائها – كما قيل – على معلومات سرية. وأثارت قضية استخدام هيلاري كلينتون حساباً بريدياً إلكترونياً خاصاً في مراسلات تتعلق بعملها حين كانت وزيرة للخارجية سجالاً في واشنطن، انعكس على حملتها للانتخابات الرئاسية عام 2016.
رغم أن سفيرة واشنطون في طوكيو كارولين ابنه الرئيس الأسبق جون كنيدي وقعت في نفس الخطأ بسبب استخدامها بريداً إلكترونياً شخصياً في مراسلات تضمنت معلومات مهنية حساسة، إلا أن التركيز الإعلامي الآن منصب على هيلاري كلينتون التي تخوض معارك انتخابية شرسة، ويسعى خصومها إلى إلحاق الضرر بحملتها الانتخابية بكل السبل، ومن بينها إثارة قضية خرقها للنظم واللوائح الخاصة بمراسلات واتصالات كبار المسؤولين، التي يجب أن تتم عبر البريد الرسمي الخاضع للتأمين ضد اطلاع حكومات معادية للولايات المتحدة على المحتوي، وبعد انتهاء التكليف الوظيفي، وضمن إجراءات معينة تتحولت المراسلات إلى ملكية مشاعة للشعب الأمريكي.
ومنذ تفجير هذه القضية المثيرة للجدل في واشنطون حول استخدام وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بريداً إلكترونياً شخصياً في مراسلات مهنية أثناء توليها الوزارة والسيدة كلينتون تصر على أن المراسلات التي قامت بها عبر بريدها الإلكتروني الخاص لا تحوي أسراراً خطيرة، ولكن الكثيرين لا يهتمون بمحتوي الرسائل، وإنما بخرق الوزيرة للوائح واستخدامها البريد الإلكتروني الخاص في المراسلات الرسمية.
أرسلت هيلاري كلينتون وتلقّت 62320 رسالة إلكترونيّة خلال السنوات الأربع التي كانت خلالها وزيرة للخارجيّة بين 2009 و2013 انطلاقاً من بريد إلكتروني خاص، وشَرَحَت أنّ استخدامها هذا العنوان وليس عنواناً حكومياً رسمياً يعود ببساطة لـ (دواعي السهولة)، مشيرة إلى ضرورات استخدام هاتف ذكي واحد.
اضطُرَت هيلاري كلينتون هذا الأسبوع إلى الموافقة على السماح لـ (مكتب التحقيقات الفدرالي) بالوصول إلى الخادم الخاص الذي يحتوي على رسائلها الإلكترونيّة بعدما رفضت ذلك على مدى أشهر. وفي ما يأتي عرض مقتضب للوقائع المعروفة والأسئلة التي لا تزال مطروحة في هذه القضيّة.
ونزولاً عند طلب وزارة الخارجيّة سلمت الرسائل الإلكترونية التي تعدها رسميّة وعددها تحديداً 30490 رسالة. وتعد كلينتون أنّ الرسائل الإلكترونية المتبقية وعددها 31830 هي محفوظات خاصة، مشيرة إلى أنّ الخادم الذي يحفظ بريدها الإلكتروني أفرغ بعد تسليم نسخ ورقية عن هذه الرسائل الإلكترونية الرسميّة.