عبد الباقي الظافر

قروشنا..!!

في نهاية اخر ليلة من شهر أكتوبر ٢٠٠٨ كان السناتور الامريكي باراك اوباما يتلقي اخبارا سيئة من صعيد عمته زيتونة ..المهاجرة الكينية كانت تقيم في مدينة بوسطن بصورة غير شرعية بعد ان رفضت سلطات الهجرة قبولها كلاجئة سياسية..ولكن الحاجة زيتونة تفاعلت مع حلم ابن اخيها في الوصول الى البيت الابيض..جمعت كل ما في حوزتها وكان نحو( ٢٦٥ ) دولارا ثم ارسلتها كتبرع لحملة اوباما..الاعلام اليقظ انتبه لحالة التسلل..استيقظ باراك اوباما واجتمع مع مساعديه وقرروا رد المال غير الشرعي مع اصدار بيان يفصل الواقعة وينكر علم باراك بالتبرع او الأوضاع غير القانونية لعمته زيتونة اوباما.
قبل سنوات اجريت مع استاذي عثمان ميرغني لقاءا صحفيا مع الشيخ احمد عبدالرحمن القطب التاريخي في الحركة الاسلامية..شيخ احمد اعترف يومئذ ان المؤتمر الوطني يرضع من ثدي الدولة كسائر الأحزاب الحاكمة في العالم الثالث او كما قال الشيخ..في لقاء اخر أجريناه مع الاستاذ عبدالرحيم حمدي لصحيفة الصيحة وبحضور المهندس الطيب مصطفى..خازن المال الأسبق اعترف ان حزب المؤتمر الوطني استلم اموال من خيريين اجانب في مشارق الارض وذلك دعما للمشروع الجهادي القائم وقت ذاك.
قرات امس بتمعن في الزميلة اليوم التالي الخبر الذي أورده الصحفي النابه حسن محمد علي..تفاصيل الخبر تتحدث عن حالة تذمر في صفوف الحزب الحاكم بسبب ايقاف صرف المستحقات والحوافز المالية..يواصل الخبر سرد الايقاع الحزين ويؤكد ان أعضاء بارزين في المركز تغيبوا عن الاجتماعات بسبب غياب حافز الاجتماعات..أورد الخبر ان أعضاء الحزب الحاكم في الشمالية كانوا ينالون حافز عمل بعد انجاز المهام التنظيمية..فيما في القضارف كان نائب رئيس الحزب يصرف مرتبا مقداره خمسة الف جنيه..وهذا المبلغ اكبر مما يتقاضاه مدير جامعة الخرطوم عن عمله كأستاذ واداري وباحث .
كنت دائماً استغرب عندما لا اسمع بأمين مالي بين أعضاء الأمانة العامة للحزب الحاكم..ولم اسمع ان مؤتمرا عاما حاشدا قد ناقش ميزانية الحزب الكبير رغم ان هذا الإجراء مطلوب من رابطة طلاب اصغر قرية في ربوع السودان ..بل ان أعضاء بارزين في الحركة الاسلامية بقامة مبارك الكودة أكدوا انهم لم يدفعوا اشتراكات لحزبهم اثناء قيامهم بأعباء الوظيفة الحكومية ..السؤال من اين يمول الحزب الحاكم نشاطاته الراتبة التي يستخدم فيها الطائرة والفارهات من السيارات..بل الان شرع في بناء برج ضخم يسر الناظرين .
الجمع بين الوظيفة الحزبية والأخرى الحكومية يجعل الجيب واحد..بمعنى اذا أراد الاستاذ ابراهيم محمود تفقد نشاط الحزب في ولاية شمال دارفور هنا سيتحرك الشيخ بصفته الحكومية..المصدر الأكبر في تمويل الحزب الحاكم يأتي من الشركات التي تعمل من وراء ستار..هذه الشركات تجد امتيازات ومعلومات لا تتوفر للمنافسين الآخرين ..المهم في النهاية ترفد الحزب الحاكم بما يحتاجه للعيش في رغد وهناء.
بصراحة..اذا أراد المؤتمر الوطني اصلاح الحال في السودان فليتبرا من قروشنا..اذا انعدمت الامتيازات سينفض سامر المريدين..عبر هذه الطريق ربما تختلف المصائر ويبعد الوطني من سيناريو الاتحاد الاشتراكي الذي كان عظيما حتى سقطت مايو وانكشفت سوءات حزبها الحاكم.