سلفا كير يحذر قواته من إجراءات عقابية حال خرقهم لوقف إطلاق النار
حذر رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميادريت العسكريين في الجيش الشعبي من تعرضهم لإجراءات عقابية حال انتهاكهم لوقف إطلاق النار الذي وقعه في جوبا برعاية منظمة (ايقاد)، وكشف الرئيس بأن هناك بعض ضباطه الذين يقومون بإجراءات تهدف لعرقلة اتفاق السلام من خلال الاستفادة من تحفظات حكومته على الاتفاق، وقال سلفا كير خلال مخاطبته لمجلس شيوخ قبيلة الدينكا بأن أي ضابط مهما بلغت رتبه معرض للمساءلة حال انتهاكه لوقف اطلاق النار. وتأتي تصريحات سلفا كير عقب كشف بعثة الامم المتحدة بأن طائرات حكومية قامت بغارات على مواقع المعارضة المسلحة في ولاية اعالي النيل. في السياق نفسه قال وزير الاعلام بدولة جنوب السودان مايكل لويث بأن أحد المراكب العسكرية لم يتعرض لهجوم المعارضة، بل انفجر بسبب اهمال احد الجنود المدخنين مما تسبب في الانفجار.
جوبا تطلب
طلب رئيس هيئة الاركان بدولة جنوب السودان الجنرال بول ملونق من الولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة توفير عناصر لمراقبة وقف إطلاق النار حتى تشكيل فريق المراقبين الاقليمي العسكري، وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي العقيد فيليب اغوير بأن الآلية مطلوبة من امريكا والامم المتحدة لسد الفجوة الناجمة عن اتفاق ايقاد، واتهم المتحدث القوات المنشقة عن رياك مشار بالهجوم على مواقع الحكومة، حيث أشار المتحدث بأنهم من مفسدي السلام، مطالباً منظمة ايقاد بضمهم لمعالجة مظالمهم.
انشقاقات جديدة
ضربت انشقاقات جديد المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان التي يقودها رياك مشار، حيث انشق قائد ثاني حامية ولاية وارب العميد انجلو منوت مجوك وانضم الى فصيل قوات الشعب المسلحة لدولة جنوب السودان التي يقودها اللواء مابور مكوي، وقال الناطق الرسمي باسم الفصيل العميد لوال دينق أكوت في تصريح هاتفي لـ«الإنتباهة» بأن مجموعة من الضباط انضموا الى فصيل قوات الشعب المسلحة على رأسهم العميد قرنق ياي والعميد وليم ملوال ياك والعميد بول ميار والعقيد مطر دينق، بالاضافة الى (180) عسكرياً جميعهم انضموا الى فصيل الشعب المسلحة وانشقاقهم عن قوات مشار جاء بعد تأكدهم من ضعف قيادة دكتور رياك مشار وعدم تحقيق مطالب الثورة التي خرجوا لاجلها. واضاف قائد المجموعة بأن انضمامهم يرجع ايضاً بأنهم لايجدون التسليح الكافي للقتال ضمن صفوف المعارضة، حيث طالبوا كثيراً بان يتم دعمهم بالتعيينات والتسليح، لكنهم لم يجدوا استجابة. لذلك قرورا الانضمام الى فصيل قوات الشعب المسلحة للاستمرار في الثورة وتحقيق مطالبهم السياسية والعسكرية، كما أوضح المتحدث الرسمي بأنهم قرروا الاتحاد مع مجموعة اللواء بيتر قديت واللواء قارتكوث جاتكوث، وانهم حالياً بصدد الترتيبات اللازمة خاصة في ما يتعلق بالاوضاع الميدانية. واشار المتحدث بأن الاتفاقية التي وقع عليها كل من سلفا كير ومشار، لم تضع وضعهم في الحسبان خاصة انها لن تحل المشاكل الادارية والسياسية والامنية بدولة جنوب السودان، هذا غير أن الاتفاقية لم تضع ولايات بحر الغزال الكبرى في اجندة التفاوض، حيث كانت محصلة الولايات (صفر).
اتفاقية تسوية فاشلة
قال وزير الإعلام والمتحدث باسم حكومة جوبا، مايكل مكوي لويث، بأن هنالك بنوداً داخل مسودة الاتفاق المقدمة من الإيقاد بشأن تسوية الأزمة في جنوب السودان تم تعديلها من قبل المعارضة المسلحة بقيادة مشار، وذلك خلال الندوة السياسية التي نظمتها صحيفة (الوطن) بجوبا، مشيراً إلى أن نسبة المعارضة في السلطة أكبر من نسبة الحكومة وبالتالي تقاسم السلطة غير عادل. و وصف لويث الاتفاقية بالفاشلة، زاعماً أن اتفاق نيفاشا أفضل من هذا الاتفاق. ويشار إلى أن مكوي قد غادر مقر احتفالات توقيع الاتفاق في جوبا والذي حضرها رؤساء الإيقاد، ومن ناحية أخرى طالب القيادي بحزب الحركة الشعبية، ورئيس البرلمان السابق بجنوب السودان، السيد اتيم قرنق طرفي النزاع باحترام وثيقة السلام الموقعة، مؤكداً أن هنالك فجوة في الثقة بين الطرفين، مشيراً إلى أنه ثمة تحديات تواجه تنفيذ الاتفاق -على حد تعبيره- وذلك بسبب عدم توافق الطرفين في بعض البنود وخاصة المتمثلة في نزع السلاح من حاضرة جنوب السودان جوبا، بينما اتهم مدير منظمة تمكين المجتمع أدمون ياكاني أطراف الصراع بتمزيق البلاد في إطار مصالحهم الشخصية الضيقة بعيداً عن النظر في مصلحة الوطن.
خرق وقف إطلاق النار
كشف الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي العقيد فليب أقوير عن هجوم نفذه المعارضون على قرية طوك ومنطقة بالقرب من المطار، مشيراً إلى أن القوات المهاجمة هاجمت المقاطعة، كاشفاً عن مقتل أحد المواطنين وجرح البعض، بجانب فرارهم من المنطقة لسماعهم أصوات الأسلحة التي كان يستخدمها المتمردون كالرشاشات والمدفعية والهاونات. وقال أقوير بأن قوات رياك مشار قامت بخرق اتفاقية السلام بعدم تنفيذ قرار وقف إطلاق النار الذي ورد كأول بند في الاتفاقية، مؤكداً التزام قوات الجيش الشعبي بوقف إطلاق النار بقوله ما قاله المعارضون بأن قواتنا قامت بالهجوم عليهم غير صحيح. وفي السياق ذاته كشف النائب البرلماني عن دائرة الرنك دينق قوج ايويل، عن هجوم للمعارضين على قرية ضوك التي تبعد 30 كيلو شمال شرق الرنك، وأوضح بأن الهجوم كان على مدنيين (مزارعين). وتابع ندين بشدة هجوم المعارضون على القرية والذي قتل فيه المزارع دينق أكوك وجُرح 5 آخرون؛ واعتبر قوج هذا الهجوم عدم التزام من المعارضين بوقف إطلاق النار، وأن ذلك يدل على عدم قدرة رياك مشار في السيطرة على قواته، مطالباً مجلس الأمن والمجتمع الدولي والايقاد بمحاسبة المعارضين؛ كما طالب الحكومة والجيش بالقيام بدورهم تجاه حماية المدنيين. ويرى نائب رئيس تحالف منظمات المجتمع المدني شارلس إوبج، بأن ما قامت به قوات رياك مشار بالهجوم على مناطق بملكال يعتبر خرق لاتفاقية السلام الذي أبرم مؤخراً بين الحكومة والمعارضين، موضحاً بقوله كان هنالك عدم تركيز عند التوقيع على اتفاقية السلام، لأنها أتت بضغوطات خارجية بتحديدها لسقف زمني معين لتفيذها؛ متابعاً حديثه لذلك كنا نتخوف بأن يأتي ناتجها بشيء غير متوقع كما حدث بملكال، والذي يعتبر خرقاً واضحاًًًًً للاتفاقية، ولن نقبل به على الإطلاق. وزاد: لقد وقّعنا لأننا نريد السلام لذلك ندين هذه الهجمات بقوة لأنها غير جيدة بحق المواطن فنحن حريصون على أن يتماسك النسيج الاجتماعي الذي فقده المواطنون بسبب الحروبات. وتوقع أوبج حدوث انهيار لعملية السلام إذا تواصلت عملية الانتهاكات وأن ذلك سيعيد الأطراف إلى نقطة الصفر وبدء التفاوض من جديد.
ومن جانبه يقول الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية- التغيير الديمقراطي محجوب بيل، بأن الانتهاكات التي قد حدثت بملكال قد سببها أشخاص مجهولون غير داعمين لعملية السلام. وأضاف قائلاً لم يتم إثبات هوية المهاجمين لأن هنالك اتهامات بين الطرفين الحكومة والمعارضة لذلك لانستطيع أن نتهم أحدهما. موضحاً بقوله بالنسبة لما قد حدث بملكال فإني أراه ليس بالشيء الكبير ويمكن أن يصبح تحدياً في تنفيذ عملية السلام بجنوب السودان، لأن الحكومة والمعارضة قد اتخذتا قراراً بوقف إطلاق النار، ولكن هنالك أناس غير راضين بالسلام ويمكن أن نقول بأنهم المتسببين في حدوث هذه الانتهاكات. وطالب بيل الطرفين بمراجعة قياداتهما العسكرية ومتابعة تنفيذهما لقرار وقف إطلاق النار لتثبيت التقدم نحو تحقيق السلام، مضيفاً بأن هنالك مجموعات بالجيش بين الطرفين لايريدون السلام، لذلك يتطلب هذا الأمر المتابعة الدقيقة. فيما بدأ عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي إسماعيل سليمان، حديثه قائلاً المشاكل بجنوب السودان بدأت من عام 2014م ومستمرة ليومنا هذا، لأن الطرفين بالحكومة والمعارضة لا يلتزمان بتنفيذ أي اتفاق يوقعانه وأشار إلى أن الطرفين مسؤولين عن عدم الالتزام بالاتفاقية وعليهما تحمل مسؤولية ذلك.
ويرى سليمان أن عدم الإلتزام بالاتفاق سيؤدي إلى عدم استقرار البلاد باعتبار أن عدم الالتزام بنقطة البداية سيصعب تنفيذ بقية البنود، لافتاً إلى أنه لا يرحب بالعقوبات وأن طرفي النزاع سيتحملان مسؤولية عدم الالتزام بوقف إطلاق النار. من جهته يرى الكاتب الصحافي سوكيري لافوني بأن هنالك عناصر لدى كلا الطرفين يعاندون عملية السلام، ويضيف قائلاً هذا في حد ذاته يعتبر عاملاً هداماً لعملية السلام إن كانت إرادة الطرفين السياسية غير قوية. مشيراً إلى أن هذه الانتهاكات لا يمكن أن تؤثر في تنفيذ اتفاقية السلام، ولكنها مجرد إشارات موجهة لكل الجهات كتحدٍ يقف في طريق تحقيق السلام -على حسب تعبيره – وطالب لوفوني القيادات العسكرية بتنفيذ وقف قرار إطلاق النار، وتابع هذا انتهاك في الوقت بدل الضائع؛ وتعتبر حادثة عابرة، ويمكن أن يستمر تنفيذ عملية السلام.
المثنى عبدالقادر
صحيفة الإنتباهة