تسونامي التحصيل الإلكتروني.. هل يجرف مافيا الدولة العميقة؟
الإيصال الورقي لايزال يعمل في محليتين بالنيل الأرزق
سدود الأمية بالولايات توقف تسونامي التحصيل الإلكتروني
يستخدمون البصمة بدل الإمضاء.. موظفون لا يكتبون ولا يقرأون فكيف يتحصلون
حالة من الارتياح أصابت الرأي العام المحلي جراء صراحة نائب رئيس الجمهورية الفريق ركن بكري حسن صالح، وذلك أثناء حديثه في مؤتمر الإصلاح الإداري والذي قدم فيه الجنرال بكري حديثا شفافا كان أعمق في النفس مطالبات تفكيك الدولة العميقة، ويأتي مصدر الارتياح العام لكون أن الدولة راغبة في إصلاح الحال من خلال تجفيف المياه الركضة لفساد الدولة العميقة، وبما أن الحديث كان شفافاً ومخاطباً جذور الأزمة، ألا أن ينتظر فقط التنفيذ ومن هنا تلتقط (الصيحة) المبادرة دعماً لموجهات الدولة الرامية للإصلاح السياسي والإداري، وتبحر مع الرئيس ونائبه بكري في شراع واحد من أجل محاربة عصابات (العضة).
واستطاعت (الصيحة) من خلال ذلك التحقيق النزول إلى مواطن الخلل وبعض الحيل الإلكترونية، التي تحاول عرقلة مجهودات فكرة الدولة، سواء كان فنياً أو بشرياً، وكيفية ضمان إنجاح مشروع التحصيل الإلكتروني لكونه أكبر مشروع تشهده البلاد في تاريخها القريب والبعيد، وهو الطريق الوحيد الذي يقودها للحكومة الإلكترونية.
لا يقراء ولا يكتب
في هذه الجولة انتقلت (الصيحة) لعدد من الولايات لتتبع مسيرة التحصيل الإلكتروني والتي لا تزال تواجه كبرياء وعنفوان الإيصال الورقي، وتشير هذه الجولة إلى أن عدداً من الولايات لا يزال بعضها يشهد عملية تعطيل للخدمة جراء نقص أجهزة التحصيل، وأثبتت الملاحظة أن الولايات كانت تحتاج إلى قرون عديدة لتطبيق تلك الحصة الإلكترونية غير المفهومة لعدد كبير من موظفي ولايات دارفور والنيل الأزرق، وثبت (للصيحة) أن الدولة في الولايات تعتمد على موظفين لا يجيدون الكتابة والقراءة ناهيك ان تتحول ذهنيتهم إلى التعاطي مع أجهزة إلكترونية تحتاج إلى تقنية جديدة، وتعامل مع الحاسوب.
فإن العملية بالنسبة لهم أشبه بعملية (دخول الجمل في سم الخياط) كما أفاد مسؤول كبير لدى وزارة العمل فضل حجب اسمه.
وأوضح المصدر في حديثه (للصيحة) أن الولايات تعاني من خطر كبير عنوانه الجهل والأمية، وقال إن هذا الخطر سيستفحل أمره في المستقبل، وعزا ذلك إلى أن تجربة الحكم المحلي أفرزت أزمات كبيرة مفادها التكريس للدولة العميقة، وتعيين أولي القربى في المناصب الحساسة، والاعتماد على القبيلة في كثير من المناطق، وأشار الى أن تجربة تعيين الولاة من أبناء الولاية نفسها تعد من اكبر الكوارث والتجارب التي أخفقت فيها الإنقاذ ولفت إلى أن بعض الولايات أصبحت الوظيفة فيها حكراً على أبناء القبيلة ذات الأغلبية وأصبح الولاة يعينون المعتمدين والتنفيذيين الذين أولوا أمر إدارة الخدمة والعمل لموظفين ربما لم يتعد تعليمهم مرحلة الأساس وهناك من لا يستطيع أن يكتب اسمه ويلجأ في الغالب إلى البصمة إذا ما اضطر للتوقيع أو الأختام.
وأشار المصدر في هذه الحالة كيف تمضي عملية تطور تقني وتحصيل إلكتروني وحكومة إلكترونية ولتعلم المالية أن حجم التحديات أكبر من طموحها ورغبتها في التحصيل، على كل فإن الجولة الخامسة من التحصيل الإلكتروني تكشف عن جبال ومتاريس من الأمية ستقف عائقا ً أمام الولايات.
جريمة مركبة
هناك العديد من الإيصالات الورقية لا تزال يدفع بها القراء إلى (الصيحة) وذلك في تعدٍّ واضح وجريمة مركبة على المال العام، وكلما حذرت الدولة الموظفين من التلاعب بالنار ابتدع أصحاب (العضة) حيلة جديدة للتحايل على الحاسوب.
وكشفت بعض المصادر من ولاية النيل الأزرق أن محليات (قلي، وبوط والتضامن) بالنيل الأزرق، لا تزال تتحصل ورقياً في عدد من مراكزها، متعللة بأنها لم تتسلم حتى الآن أجهزة كافية من المالية، وقال مصدر مطلع أن الإيصالات التي تحصل عليها ورقياً صادرة عن محلية التضامن خاصة محطة قلي الحرارية بمبلغ وقدره (260) جنيها وهي عبارة عن رسوم كهرباء.
واشتكى شاهد عيان (للصيحة) أن الخدمة المدنية في ولاية النيل الأزرق هذه الأيام شبه معطلة وذلك جراء تبريرات ظل يطلقها بعض الموظفين الذين لا يرغبون في تطبيق مشروع التحصيل الالكتروني، وقال إن عدداً كبيراً من مراكز التحصيل تشتكي من خروج الخدمة من الشبكة والبعض يعزوها إلى نقص أجهزة التحصيل الإلكتروني.
القضارف تعطل الأجهزة بعد يومين
بما أن حكومة القضارف طمأنت إعلامياً على سير التحصيل الإلكتروني بوحداتها الإدارية والمالية إلا أن الأوضاع على أرض الواقع تشير عكس تصريحات دكتور حسن سليمان كوية وزير المالية بالولاية والذي أفاد في تصريح نشرته سونا قبل يومين أنهم اطمأنوا على سير تطبيق برنامج التحصيل الإلكتروني بالوحدات الإيرادية بالولاية، وبحثت الولاية ــ على حد قوله ــ الخطوات التي تمت في تنفيذ البرنامج، ولكن دون أن يتحدث عن أية عقبات تواجه التحصيل.
وأشار الضو إبراهيم الماحي تاجر محاصيل بسوق القضارف إلى أن المتحصلين لم ينفذوا حتى الآن التحصيل الاكتروني بطريقة كلية وأشار الى أن بعض الجهات في مناطق القلابات تطلب من التجار تسديد ضرائب الطرق بطريقة عينية أي تدفع القيمة المادية من قيمة المحصول، ولفت الى أن بعض نقاط التفتيش الضريبي تمتلك أجهزة ولكن غالبيتها لا تتوفر فيها الشبكة، بل إن جزءاً كبيراً منها تعطل بعد يومين فقط من العمل.
وفي السياق ذاته لفت محمد حامد جاد الرب مدير عام ديوان الحسابات بالقضارف إلى أن الديوان يقوم حالياً بجولة لمتابعة سير تنفيذ العمل في التحصيل الإلكتروني ومعالجة أوجه القصور وإزالة العقبات الفنية، والتقنية التي تواجه البرنامج مؤكدًا أن تطبيق البرنامج شهد استقراراً واضحاً بفضل الجهود المبذولة من الوزارتين الولائية والاتحادية.
وعلمت (الصيحة) من مصادرها أن ولاية القضارف من أكثر الولايات التي تواجه قصوراً في العمل وتمردًا داخلياً على التحصيل الإلكتروني، وعلمت (الصيحة) أن عقبات التحصيل الالكتروني في القضارف تتمثل أيضًا في تعطّل الشبكة ونقص أجهزة التحصيل.
كردفان.. فقط (300) جهاز تحصيل
جنوب كردفان هي الأخرى من الولايات الأكثر تحصيلاً في فصل الخريف خاصة فيما يتعلق بالموارد ذات الصلة بحركة الماشية وهي ولاية تربط ما بين الجنوب والشمال فيما يتصل بحركة البضائع، وعلمت (الصيحة) من مصادرها أن الولاية تلقت فقط (300) جهاز تحصيل إلكتروني في حين أنها تحتاج إلى أكثر من (500) نقطة تحصيل الأمر الذي يشير إلى أن هناك حوالي (200) نقطة تحصيل إما تستنزف الموارد وإما يتم التحصيل عبر الإيصال الورقي. والأخطر من ذلك أن جنوب كردفان لا توجد فيها شبكة انترنت في حوالي (80%) من مناطقها علماً بأن التحصيل الإلكتروني يعتمد كلياً على شبكة الانترنت.
الجديد في التحصيل
برضو مافي طريقه تاني نهائي للتحصيل الورقي والدفع الكاش هو سبب الفساد يجب من انهاء العمل بالكاش في المعاملات الحكوميه والماعاجبو يشوف ليهو عقد عمل واتخارج بدري بدري قبل النور ما يقطع وتاني ما يشوف حاجه .
إقتباس (من خلال تجفيف المياه الركضة لفساد الدولة العميقة،) هل يقصد الراكدة ياترى.
اثبتت عملية التحصيل الالكتروني بان الدولة تسبح عكس تيار المتحصلين ( جماعة العضة ) العاملين بمعظم ولايات السودان اذ انهم يمثلون تيارا متمردا ضد الاصلاح ويتعللون بكل ما يمكن من شبكة وقلة اجهزة وهلمجرا وعلى الدولة المضي قُدما في طريقها وأما عملية الجهل يعالج باحلال الخريجين في مجلهم وتحويلهم الى وظائف لا تحتاج الى استعمال التقنية حتى يتم تاهيلهم .
ناس العضة وجدو فرصتهم في العضة وبطريقة جديدة وخبيثة مشيت ادفع ايصال لقيت صف طويل والشمس والحر سلختنا سلخ جاء واحد من ناس العضة قال لي داير تخارج نفسك بسرعة ادفع 200 جنية قلت ليهو بدفع ليك 300 بس طلعني من هنا دخلنا مكتب فيهو موظف ومعاهو مكنة تحصيل 5 دقائق انتهيت طلعت برة قلت في نفسي دا العض ولابلاش الناس ديل شطار في تغير عملية النصب والاحتيال كل مرة بطريقة جديدة . شوف لو صاد ليهو 20 مواطن في اليوم دا شهرو يطلع بي كم ؟