علا الفارس : قليلٌ من الذوق
تستوقفني بعض السلوكيات في حياتي اليومية، ومحبتي لإيرادها وتسليط الضوء عليها هو من باب التعاون بيننا جميعاً لمعالجتها ومحاولة نبذها، عن أن تكون ظاهرة متكررة، وحتماً كلٌ منا يشاهد ويسمع في يومياته كذلك، وبطبيعة الحال، فإن الحديث عن الجانب الأخلاقي أمرٌ محمود في جانبه النظري؛ لكن النفوس تختلف في ميدان التطبيق.
دعتني الحالة الصحية يوماً لزيارة المستشفى من ألم شعرت به، فهرعت وصاحبتي لأقرب مستشفى وسط حالة من الألم أعيشها، وما إن وصلت حتى ارتميت على سرير الطوارئ لتلقي الكشف الطبي، ووسط أجهزة الفحص الطبي والممرضات اللطيفات، إذا بالطبيب المنتظر يحضر لإجراء الواجب الطبي، وهنا المفاجأة التي تناقضت فيها مشاعري ما بين الألم والبكاء، وما بين الضحكة اللاشعورية، فما الذي حصل؟ سألني الدكتور.. هل أنتِ علا التي تظهر في قناة إم بي سي؟ قلت: نعم، قال: هل يمكن آخذ معك صورة؟! وفي هذه اللحظة نظرت إلى الطبيب وأنا أتألم، وقلت يا دكتور الله يسعدك هذا مو وقته، خلها في وقت ثاني في غير هالظرف العصيب، فرأيت منه إلحاحا غريبا للحصول على طلبه.
وهنا وقفة ترتبط باستشعار مشاعر الآخرين وما يثيرها ويغضبها، وهنا أذكر قاعدة نبوية جليلة في نظري، هي دستور أخلاقي للتعامل مع الآخرين، وهي قول نبينا عليه السلام: “عامل الناس كما تحب أن يعاملوك”، فإذا أردت أن تعرف أن هذا التصرف قولاً أو فعلاً يسيء للآخرين؛ فما عليك سوى أن تضع نفسك مكانهم، وتنظر بعينك وقلبك وإحساسك إلى هذا الفعل، وما هي ردة الفعل التي يمكن أن تخرج بها.
دعونا نتعاون لنعالج سقطاتنا ونقوّم أخلاقنا.. فأي شخص يظهر على الشاشة هو أيضا كائن بشري له مزاج وصحة وحالة تتحكم في مزاجه.. كل المسألة وباختصار أن الأمر يحتاج إلى تقييم بعض الأشخاص للمواقف بشكل صحيح، وبقليل من الذوق..
وصاحب النياق كيف