مناورات عسكرية وسياسية
يثر الموقف الروسي الداعم لنظام بشار الأسد في الصراع الدائر في سوريا جدلاً واسعاً لا سيما هذه الأيام، حيث كشفت موسكو عن عزمها إجراء مناورات عسكرية قبالة السواحل السورية هذا الشهر، وهو ما اعتبرته المعارضة السورية ومن خلفها الولايات المتحدة دليلاً جديداً على تورط روسيا، وتدخلها كطرف في الحرب السورية، وأن المناورات ما هي إلا خطوة نحو التدخل المباشر، ويأتي ذلك بعد الكشف عن أن موسكو سترسل نظاماً صاروخياً متقدماً مضاداً للطائرات إلى دمشق. وقالت مصادر غربية إن روسيا لن تكتفي بإرسال النظام الصاروخي، بل إن القوات الروسية هي التي ستشغل نظام (إس.إيه22) وليس السوريون، وهو دليل آخر على التدخل المباشر المصادر الغربين نفسها أشارت إلى أن الولايات المتحدة لديها دلائل على أنه رغم عدم وصول النظام بالكامل، فإن بعض مكونات نظام التحكم وضعت في مطار حربي قرب اللاذقية، كانت محملة على طائرتين روسيتين، وهو ما نفته دمشق وبحسب وكالة الأنباء السورية: الطائرتان الروسيتان وصلتا إلى مطار باسل الأسد الدولي في اللاذقية، ولكنهما تحملان على متنهما 80 طناً من المساعدات الإنسانية.
التحركات الروسية الأخيرة أعادت إلى المشهد الدولي التشاكس الأمريكي الروسي حول الأزمة في سوريا الذي لم يهدأ إلا في فترات متقطعة من أجل إنجاح جولات التفاوض في مؤتمرات جنيف 1و2 التي كان المأمول أن تضع حدا للصراع السوري الذي تصطف روسيا مع الأسد والولايات المتحدة مع المعارضة.
بمحاذاة المناورات العسكرية الروسية تجري المناورات السياسية الأمريكية المناهضة للموقف الروسي، حيث وجه الرئيس باراك أوباما انتقادات حادة لروسيا عندما قال مؤخرا في تصريحات إن استراتيجية روسيا القائمة على دعم نظام الأسد “آيلة للفشل وأن الخبر السيئ هو مضي روسيا بالاعتقاد أن الأسد شخص يستحق الدعم”.
أما المعارضة السورية من جانبها، فحذرت موسكو من مغبة التدخل العسكري المباشر من تكرار ما حدث لها في أفغانستان.