تعرف كيف حقق 6 شبان سعوديون “أمنيات البسطاء”
سلطان الوهيبي.. ليس الكثير من يعرف اسمه وربما لا يهتم هو بذلك، طالب جامعي سعودي اختار “الصيدلة الكلينيكية” مجالا له، فيما اختار أصدقائه الستة مجالات أخرى. ليس لديهم المال إذ أن رأسمالهم كان بسيطا وهو الحلم، وهو ما حققوا جزءا منه بأعمالهم التي وصلت لأرجاء المملكة المختلفة وتركت أثرها كما كانت الخطة.
اجتمع هؤلاء الشبان السعوديين قبل نحو العامين أحبوا أن يقدموا شيئا إيجابيا في مجتمعهم ولكن الفكرة لم تكن واضحة فوجدوا أن اليوتيوب هو أقصر الطرق وأسرعها لمحاربة ما أسماه “سلطان” بالأفكار المسيئة لقيمنا وتوضيح حقيقة القيم الأصيلة لدينا بعد أن قرروا تسمية فريقهم “اترك أثر“. تزامن الأمر حينها مع حملات استهدفت شخص النبي محمد (ص) فخطر في بالهم القيام بفيديو قصير مع إمام مسجد الحي للحديث عن رحمة محمد وأخلاقه الحقيقية ولكن ضعف الإمكانيات المادية والرؤية والخبرات لم يكتب النجاح لهذا المشروع ولم يستطيع تحقيق أكثر من 3000 مشاهدة حينها.
بداية الطريق
دخل الإحباط إلى الفريق وبدأوا بالتفكير بخطوة جديدة تمنع الأخطاء السابقة فيقول سلطان في حديث خاص مع mbc.net قررنا أن نصنع فيديو تتكلم عن “الغيبة” بعنوان “شخص يأكل لحم البشر” استنادا للآية الكريمة التي تقول “ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه“. وحقق الفيديو خلال فترة قصيرة أكثر من 300 ألف مشاهدة.
ورغم قلة خبرة الفريق الصغير بالتصوير وإخراج الأفلام إلا أن أفكارهم القوية كانت سببا بالنجاح الذي ما زال ملازما لهم، وبدأت مقاطعهم على اليوتيوب تتجاوز المليون مشاهدة مثل مقطع “شباب سعوديون يحققون حلم عامل المسجد” وهي مرحلة جديدة انتقل لها الفريق “تحقيق أمنيات البسطاء” وبدأت مع الشاب البنغالي “شهيد” الذي حلم ببناء مسجد له في قريته، وعن طريق تواصل الفريق مع مؤسسات خيرية معنية ببناء مساجد في دول شرق آسيا تمت تحقيق أمنية “شهيد“. وتحققت رسالة هذه الفيديو بحسب “سلطان” بناء على حديث الرسول الكريم “احب الاعمال إلى الله سرور تدخله إلى قلب مسلم“.
من إحدى حملات الفريق التطوعي
ولم تكن هذه الأمنية الوحيدة التي يحققوه بل سبقها أمنية لطفل يتيم بأن يكفل يتيما آخر، وأمنيات لمراهق وفيديوهات هادفة.
وعن أغرب وأطرف الأمنيات التي وردت من قبل أشخاص على فريق “اترك أثر” أن طلب أحدهم زوجة ومهر وزفاف وإن يبدو الطلب كوميديا إلا أنه ليس كذلك.
من يمول ويدعم هذا الفريق؟
وربما السؤال الأكثر ورودا في ذهن الكثيرين حول موضوع هذه الفرق الشبابية من هو الممول أي من يقف وراءهم؟ وهو ما أجاب عنه سلطان بوضوح: “ليس بيننا من يستطيع تمويل هذه المشاريع لذلك نعتمد بشكل كبير على الجمعيات الخيرية المحلية ورجال الخير“.
وفي الوقت ذاته يرى ثقافة العمل التطوعي في السعودية بطريقة مختلفة فيقول إن “التجاوب من قبل الناس واضح جدا ولكنهم بحاجة لمن يقودهم للمبادرة، بينما نجد التقصير من قبل الحكومة والتجار في دعم هذه الأعمال واضحا، فبعض رؤوس الأموال لا يجد في الأعمال الخيرية سوى التقاط صور والترويج لأعماله. بينما الاحصائيات محزنة للغاية ففي أمريكا أكثر من مليون جمعية غير ربحية وأكثر من 4 مليون شخص تطوعي، بينما لا نجد الأمر ذاته في مجتمعنا على سبيل المثال“.
انتقد سلطان من يقوم بأعمال خيرية من أجل الرياء أمام الناس، ولكن هناك أناس ينتقدون فريق “اترك أثر” حول الموضوع نفسه وعليه يرد سلطان: “لا ما نع من التقاط الصور في الأعمال الخيرية شرط أن تكون هذه الأعمال حقيقية وليس فقط أمام الصورة، تعرضنا لاتهامات عديدة ولكننا لا نرد على أحد فرسالة أعمالنا هي التي عليها أن ترد“.
من عرض فيلم “الغيبة” في إحدى مدارس السعودية
“اترك أثر” ليس الفريق الاول من نوعه في السعودية ولن يكون الأخير بطبيعة الأحوال ولهذا فرسالة “اترك أثر” للشباب السعودي تقول ” كل ميسر لما خلق.. الجميع فيه الخير ويمكن أن يقدم حسب هوايته وحبه.. ابدأ بنفسك وأسرتك والعالم المحيطة بك“.
هذا الفريق الصغير من شأنه أن يصبح مع الدعم فريقا قويا له صدى في منطقة الخليج وربما العالم، فهناك أمنيات كثيرة تنتظره ليحققها ومبادرات عديدة لينفذها وأحلام كثيرة تنتظر الوقت لتصبح حقيقة.. لفريق “اترك أثر” كتب أحدهم على صفحتها في تويتر: “بمثلكم تصل رسالة الإسلام الحقيقية.. ورسالة الانسانية والرحمة والحب“. ولعل سلاح الحب لا ينقص هؤلاء الشبان الستة (سلطان، فارس، نايف، محمد، طارق، رائد).
mbc