في حوار مع “ذا إيست آفريكان” الكينية.. وزير خارجية جنوب السودان: اتفاق السلام ناقص ولكننا سننفذه
تحدث الدكتور برنابا ماريال بنجامين وزير خارجية جنوب السودان إلى صحيفة (ذا إيست آفريكان) الكينية عن تحديات تنفيذ اتفاق السلام الأخير في جنوب السودان، وإليكم التفاصيل.
* الرئيس سلفاكير ميارديت وقع اتفاق السلام ولكن لا تزال لديه تحفظات على 16 نقطة في الاتفاق، هل يشير هذا إلى أن الحكومة لن تنفذ هذا الاتفاق؟
المشكلة بدأت عندما عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا مع قادة الإقليم في أديس أبابا لمناقشة أزمة جنوب السودان بينما لم يكن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت من بين المدعوين إلى تلك القمة. كيف يمكن للشركاء في الإقليم أن يتحدثوا عن بلادنا دون مشاركتنا؟ شعرنا بالإحباط من حدوث ذلك وإذا كانت هذه هي الطريقة التي تدار بها الأمور في الإقليم وعلى مستوى الاتحاد الأفريقي؛ إذن علينا التأكيد على استقلالنا وكرامتنا وفي الوقت نفسه نشيد بالمساعدة التي وجدناها من الدول الصديقة.
* إذن كيف تستطيع جنوب السودان تأكيد استقلالها؟
التحفظات التي أعلناها يجب أن تعالج وإلا فإن التنفيذ سيواجه صعوبات جمة، بعض القضايا التي أثرناها لم تناقش وحتى الجوانب التي اتفقنا عليها سابقا لم تضمن في الاتفاق، لا توجد دولة في أفريقيا تقبل بالاتفاقية بذلك الشكل.. أوضحنا عند التوقيع على الاتفاق في أديس أبابا في 17 أغسطس أن المجتمع الدولي يدفعنا لتوقيع اتفاق ولكننا طلبنا أن نأخذ وثيقة الاتفاق إلى شعبنا ونتشاور حولها، الإيقاد والاتحاد الأفريقي منحانا 15 يوما للتشاور ولكن بعد مرور سبعة أيام فقط بدأت الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي توزيع وثيقة عقوبات وحظر سلاح وبالتالي نستغرب: من هو المسؤول الإيقاد والاتحاد الأفريقي أم مجلس الأمن؟
* هل يشعر جنوب السودان أن الإيقاد تخلت عنه؟
نعم نشعر بذلك، بسبب توجهات الوسطاء الذين تجاوزوا التفويض، لقد كان عليهم طرح القضايا على طرفي النزاع ومساعدتهما في حلحلة القضايا التي يختلفان حولها، ولكن بدلا من ذلك تولى الوسطاء العملية بأسرها، كتبوا مسودة الاتفاقية خلف ظهور أصحاب المصلحة، ثم جاءوا بالوثيقة ليقولوا لنا خذوها أو اتركوها، أي نوع من الوساطة هذا؟ على الإيقاد أن تنتظر حتى توقع الحكومة على الوثيقة أولاً باعتبارها الشريك الأكثر أهمية، ثم يأتي توقيع الشهود لاحقاً حتى تصبح الوثيقة أصيلة، هذا واحد من الجوانب التي فشلت فيها الإيقاد فهي لم تتوسط بل فرضت الاتفاقية.
* بعد التوقيع على الوثيقة كيف يمكن للحكومة أن تطلب تصحيحها؟
حسناً، نحن وقعنا على الوثيقة ودخلنا مرحلة التنفيذ ولكن مع تحفظات، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نبدي القلق من الكثير من الصعوبات التي لم تتم مناقشتها بين الطرفين، وعلى الراغبين في مساعدة جنوب السودان أن يدركوا الحقيقة على الأرض ويناقشوا تحفظاتنا باعتبارنا منفذا رئيسا لهذه الوثيقة.
* هل تؤثر تحفظاتكم على الإطار العام للاتفاقية؟
نعم في بعض الحالات، على سبيل المثال الرئيس سلفاكير عين قائد هيئة الأركان لقوات الدفاع الوطني لجنوب السودان وهو غير موجود في دستورنا بدلا عن قائد الجيش الشعبي، وقائد التمرد يشار إليه كقائد للجيش الشعبي المعارض وبعض الأحيان كقائد لقوات جنوب السودان المعارضة، فما هو لقبه بالضبط؟ هذا يحدث لبسا ويجعل المواطنين يشككون في الاتفاقية.
* بعض المسؤولين في الحكومة اقترحوا أن يشكل الاتحاد الأفريقي قوات لحفظ السلام على غرار ما حدث في الصومال من أجل المساعدة في تنفيذ الاتفاقية بدلا من تركها في يد الترويكا، ما تعليقك؟
يمكن الآن أن ترى كم هذه الاتفاقية ناقصة إذ إن الناس لا يزالون يقترحون طرقاً لتنفيذها، هذا لأن هنالك ثغرات في الوثيقة ما يترك المجال مفتوحا لتفسيرات مختلفة، وهذه هي التحفظات التي تحدثنا عنها. من المهم للعالم أن يفهم أن دولة جنوب السودان لا تزال وليدة وتسعى لإقامة مؤسسات ديمقراطية وفي الوقت نفسه نحن أكثر ديمقراطية من بعض شركائنا في المنطقة، ومع ذلك يواصل العالم الضغط علينا من خلال التهديد بالعقوبات. نعم نحن لدينا أزمة وبحاجة إلى المساعدة من المجتمع الدولي ولكننا انتُخِبنا من قبل الشعب ونملك تفويضاً منه، وبالتالي نحتاج من المجتمع الدولي للمساعدة بدلا من التخويف.
* بالنظر إلى ما يحدث الآن، ما هو السبيل للمضي قدما في سلام جنوب السودان من وجهة نظر الحكومة؟
موقفنا واضح هو أننا عندما ننفذ هذه الوثيقة التي ألزمنا أنفسنا بها بمجرد توقيعنا عليها فإن تحفظاتنا يجب عدم تجاهلها، حتى الدكتور مشار قال إن لديه 20 تحفظا حتى وإن لم يتحدث عنها قبل التوقيع، ولكن هذا يؤكد أن الوثيقة لم تخضع لنقاش كاف من الطرفين.
اليوم التالي