محمود الدنعو

بيد عمرو لا بيدي


بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، تجري الصحافة الأمريكية مراجعات لأوضاع سجن غوانتانامو سيئ السمعة، وتكتشف الكثير من الحقائق المثيرة، ومن بينها أن آخر المعتقلين الموجودين حالياً في المعتقل، الذين يجري تصنيفهم على أنهم الأخطر وعددهم 119، هناك 3 فقط من بينهم من تم اعتقالهم على يد القوات الأمريكية، أما البقية فتم اعتقالهم بواسطة المخابرات الباكستانية والأفغانية وغيرها من أجهزة المخابرات والجواسيس والعملاء حول العالم، الذين ساهموا في ذلك، أي أن الولايات المتحدة يمكنها القول “بيد عمرو وليس بيدي”!
أما الثلاثة الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية – بحسب الصحافة الأمريكية – هم الأفغانيان عبدالله وعبد الظاهر والباكستاني سيف الله.
وطبقا للوثائق العسكرية التي اطلعت عليها الصحافة، فإن الولايات المتحدة استفادت من الخدمات الجليلة التي قدمتها لها المخابرات الباكستانية والأفغانية، وغيرها لاعتقال الـ (113) الآخرين، حيث نالت المخابرات الباكستانية حصة الأسد باعتقال 68% من المعتلقين في غوانتانامو ثم أفغانسيتان التي تحتل المرتبة الثانية في توريد المعتلقين إلى السجن.
من بين الدول الأخرى، بجانب باكستان وأفغانستان التي ساهمت في اعتقال الـ 113 نجد جورجيا وتركيا وموريتانيا والإمارات العربية المتحدة ومصر وتايلاند والصومال وكينيا وحتى إيران.
أما أكبر صيد بين الثلاثة الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية في الشرق الأوسط كان اليمني توفيق ناصر البهاني، الذي انتهى المطاف به عبر أفغانستان إلى غوانتانامو.
روبرت جيرنير مدير مكتب الـ (CIA) في باكستان أيام معركة تورا بورا، كشف لصحيفة (الغارديان) بأن المخابرات الباكستانية كانت وراء اعتقال أغلب المقاتلين العرب في أفغانستان ومن بين أبرز تلك الأسماء أبوزبيدة وخالد شيخ محمد ورمزي بن الشيب وآخرون.
الآن بعد مرور أكثر من عقد من الزمان على إنشاء هذا السجن المثير للجدل، تسعى إدارة الرئيس باراك أوباما إلى إغلاقه نهائيا بعد حملة الانتقادات الواسعة من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان وتنهمك الإدارة الأمريكية حالياً في البحث عن بديل مناسب، ولكن حتى مع الإغلاق النهائي لهذا السجن لا يمكن إغلاق هذا الملف، ولابد من تعرض الولايات المتحدة لمحاكمات أخلاقية عن ملابسات جر الكثير من الأبرياء إلى غياهب هذا السجن من خلال معتقلين وفرتهم المخابرات والعملاء في دول أخرى، أحيانا لتصفية حسابات وأخرى من أجل الحصول على المكافأة المالية فقط، كما حدث في الكثير من الحالات في أفغانستان التي يتم الاعتقال فيها بناء على توصية أو وشاية من زعيم محلي للقوات الأمريكية التي لا تتوانى في اعتقاله وترحيله إلى غوانتانامو ثم تكتشف لاحقا أنه ليس المطلوب.