محمد لطيف : إذا لم تستح.. “الحج والعمرة” نموذجاً

(كشفت “اليوم التالي” عن معاناة يواجهها حجاج سودانيون مقيمون في فندق فرسان الأصيل بمكة المكرمة.. وقال عدد من الحجاج إن معظمهم من كبار السن وإن الوجبات شبه معدومة ولا تتعدى وجبة الفطور فقط.. وكشفوا عن زيارة مسؤول من وزارة الحج السعودية لهم أمس (الخميس) للوقوف على معاناتهم وحملوا إدارة الحج والعمرة في السودان مسؤولية ما آلت إليه أوضاعهم.. ورفض الحجاج البالغ عددهم حوالي 500 بالفندق.. وجبة غداء قدمت لهم لرداءتها.. مشيرين إلى أنهم سددوا 1500 ريال مقابل الإعاشة ولم يقدم لهم سوي وجبة “فول”).. ولأن اليوم التالي عندنا صحيفة فوق الشبهات ومحصنة أخلاقيا.. فنحن نأخذ بما تقول.. وحصانة هذه الصحيفة وقيمتها الأخلاقية لم تأت من فراغ.. بل ظلت التجارب تؤكد على صحة ما تورد من أخبار.. وعلى ذكر الخبر أعلاه.. فالعام الماضي نشرت هذه الصحيفة ذات الخبر.. أو ما يطابق محتواه.. أي تجويع حجاج بيت الله الحرام.. والانصراف عن واجب خدمتهم.. وثبت لاحقا وبالوقائع.. وبشهادة شهود من حجاج بيت الله الحرام.. والحاج حين يتجه إلى الله بكلياته ويشد اليه الرحال في بيته.. يصبح زاهدا في عرض الدنيا الزائل.. يتحرى الصدق في ما يقول.. لا مثل ما تسمى بهيئة الحج والمرة التي اعتادت على تحري الكذب.. إذن شهادة الحجاج.. بل وتدخل السلطات السعودية بالتنبيه والتحذير.. أثبتت أن هناك مشكلة وأن ما أوردته اليوم التالي وغيرها من الصحف كان صحيحا..!
وهيئة الحج والعمرة.. غير الشرعية.. من واقع شهادة ديوان المراجعة القومي وننقل نصا هنا.. للمرة الثالثة.. تنبيه ديوان المراجعة القومي.. للسيد وزير الإرشاد والأوقاف.. (السيد/ وزير الإرشاد والأوقاف.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الموضوع/ ملاحظات المراجعة عن حسابات الهيئة العامة للحج والعمرة.. إشارة إلى اجتماعنا بالمجلس الوطني وبحضور سيادتكم تم عرض بعض الملاحظات عن أداء الهيئة للأعوام 2012-2013م وحسب طلبكم نورد أهم الملاحظات المراجعة.. تم إلغاء أمر تأسيس الهيئة منذ يناير 2012م ويتم تحويلها إلى إدارة من إدارات وزارة الإرشاد والأوقاف.. لم يتم تنفيذ ذلك القرار حتى تاريخه.. ظلت الهيئة تمارس عملها بدون شخصية اعتبارية أو سند قانوني تعمل بموجبه.. بالرغم من ذلك قدمت الإدارة حسابات عن العام 2012م وتمت مراجعتها وقدمت حسابات عن العام 2013م وحاليا تحت المراجعة)..!
ماذا يعني هذا..؟ يعني أنها هيئة فوق القانون.. وجسد نشاز.. وإن كان ذلك كذلك.. فمن الطبيعي أن يعيد هذا الجسد الغريب إنتاج أخطائه في كل عام.. حيث لا حسيب ولا رقيب.. وكتبنا من قبل عن فشل ديوان المراجعة القومي في ملاحقة أموال تخص الهيئة.. وكتبنا عن تدخل لجنة رئاسية مهمتها ملاحقة التجاوزات.. وإلزامها للهيئة بإغلاق حساب كانت تديره بصورة غير شرعية.. بعد أن تحصلت أموالا بطريقة غير شرعية أيضا.. ثم كتبنا ملاحظين أن تلك اللجنة بعد أن ألزمت الهيئة بإغلاق ذلك الحساب غير الشرعي قد تركت تلك الأموال تحت تصرفها.. بل إن أحدا من تلك الهيئة المتجاوزة لم يخضع لمساءلة ناهيك عن محاسبة.. لذا.. أيضا.. ليس غريبا أن تعود الهيئة لإعادة إنتاج أخطائها في كل عام..!
وحين أثيرت قضية أطعمة الحجاج العام الماضي راح البعض يحتج على إثارة هكذا موضوع باعتبار أن الحجاج يجب أن تشغلهم العبادات لا الوجبات.. وقد فات على هؤلاء السؤال عن الوازع الأخلاقي وغيابه عن جهة يفترض أن كل مهمتها توفير أقصي سبل الراحة للحجاج لأداء مناسكهم..!