تحقيقات وتقارير

السودان يواصل استهداف الصحافة والتضييق على الإعلاميين

يتواصل التضييق على الصحافيين ومؤسساتهم الإعلامية في السودان، في الوقت الذي أصبحت فيه الصحافة تترنح أمام الخسائر التي تتكبدها بسبب مصادرات الصحف من قبل السلطات التي تتعمد المصادرة بعد الطباعة، بما يكبد المؤسسة الإعلامية الحجم الأكبر من الخسائر المادية.
وصادرت أجهزة الأمن السودانية صحيفتين لثلاثة أيام متتالية الأسبوع الماضي، لتتكبد الصحف خسائر كبيرة، وتتزايد المضايقات التي تتعرض لها.
وصادرت السلطات الأمنية السودانية عدد الأحد 20 ايلول/سبتمبر من صحيفة «الخرطوم» بعد الطباعة، دون الإعلان عن أسباب ذلك، فيما رجح عاملون في الصحيفة أن تكون أسباب الإجراء عائدة إلى كاريكاتير نشر في الصفحة الأولى يسخر من الحوار الوطني.
كما تمت مصادرة عدد السبت 19 ايلول/سبتمبر من صحيفة «السوداني» بعد الطباعة، وجاء ذلك بعد مصادرة عدد الجمعة 18ايلول/سبتمبر من الصحيفة ذاتها، ولم تفصح السلطات أيضا عن أسباب المصادرة.
وبحسب منظمة «صحافيون لحقوق الإنسان (جهر)» فان من بين أسباب مصادرة «السوداني» المادة الصحافية التي نشرتها الصحيفة في 2 ايلول/سبتمبر بخصوص «تلوث المياه في ولاية الخرطوم» إلى جانب أسباب أُخرى لم يُعلن عنها جهاز الأمن، رغم أن الصحيفة مقربة من النظام وليست محسوبة على المعارضة بالمطلق. وقالت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» إن جهاز الأمن في الخرطوم حقق في العاشر من أيلول/سبتمبر الحالي مع الصحافية في جريدة «السوداني» هبة عبد العظيم، لمدة ساعتين، في مقر تابع لجهاز الأمن بالخرطوم بسبب المادة الصحافية التي كشفت تلوث المياه في البلاد.
وأدانت الشبكة مصادرة الصحف في السودان، وقالت إنه «مؤشر على عداء السلطات المتصاعد بشدة لحرية الصحافة».
وأضافت إن «عودة السلطات السودانية لأسلوب المصادرة تمثل مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تضمن حرية الصحافة وعدم التضييق على الصحافيين».
وطـالبت بالتوقف الفوري عن التضييق على الصحف والعاملين فيها، وكذلك بضمان مناخ الحرية والأمن للصحافيين لممارسة عملهم في أمان.
يشار إلى أن السودان يعتبر من بين الأسوأ عربياً وعالمياً في مجال الحريات الصحافية، إذ يتعرض الكثير من الصحافيين لإجراءت قمعية من قبل جهاز الأمن والمخابرات، كما أن ظاهرة الإستدعاء من قبل الأجهزة الأمنية للصحافيين يتسع نطاقها تدريجياً، حيث تم اعتقال وتوقيف واستدعاء عدد كبير مؤخراً، من بينهم رئيس تحرير صحيفة «المستقلة» جمال عنقرة، ورئيس تحرير صحيفة «الميدان» مديحة عبد الله، ورئيس تحرير صحيفة «الجريدة» وغيرهم.
ولا تسمح السلطات السودانية بقيام نقابة للصحافيين، بعد أن حلت جميع النقابات منذ العام 1989م، وإستعاضت عن ذلك بقانون الإتحادات المهنية الذي نشأ في الأصل بهدف تطوير المهنة المحددة، فإتحاد الصحافيين هو إتحاد عام مهني ليس له حق التفاوض باسم الصحافيين أو الدفاع عن حقوقهم أمام صاحب العمل، كما أن الصلاحيات الممنوحة له بموجب القانون محدودة، رغم أن القائمين عليه يدعون قدرتهم على الدفاع عن حقوق الصحافييين.
وبحسب المؤشر الصادر عن منظمة «مراسلون بلا حدود» عن العام 2013 فان السودان يحتل مرتبة متدنية جداً على مستوى العالم الحريات الصحافية، حيث جاء ترتيبه 170 من أصل 177 دولة حول العالم، ما يعني أنه يوجد في العالم سبع دول فقط أسوأ حالاً من السودان، بينما يوجد 169 دولة أفضل في الحريات الصحافية وأوضاع الصحافيين من السودان!

القدس