مزمل ابو القاسم

فوضى الأضاحي


* تطرق الزميل الأستاذ ياسين حسن بشير، إلى الفوضى المصاحبة لذبح الأضاحي في السودان، وكتب منتقداً النهج المتبع في تلك الممارسة منذ عشرات السنين، بكل ما يحويه من تجاوز مريع لأبسط مبادئ صحة البيئة.
* أتفق معه تماماً في أن استمرار ذبح الأضاحي في الشوارع، وتعليقها في أبواب المنازل، بعد ذبحها في الطرقات (أمام الأطفال)، وترك دمائها ومخلفاتها نهباً للذباب، ممارسة غير راشدة، آن لها أن تتغير.
* أضيف إلى ما كتبه الزميل ياسين، أن عرض الخراف في الشوارع الرئيسية (أياماً عدَّة) يخلف آثاراً كارثية على البيئة، لأنه يلوِّث الطرقات بمخلفات البهائم وبقايا علفها، مع إشاعة روائحها الكريهة على الملأ.
* في معظم دول العالم يتم توفير أسواق خاصة، تخضع لاشتراطات صحية دقيقة، وتقام في مناطق طرفية، لتجاورها مسالخ حديثة، يشرف عليها أطباء بيطريون، ويعمل فيها فنيون مدربون، ينجزون مهمتهم في ساحات معقمة، ومزودة بأنظمة تصريف حديثة، وخراطيم مياه مزودة بالصابون السائل، لاستخدامه في غسل الأرضيات وإزالة المخلفات بلا تأخير.
* الذبح في الشوارع محظور، وله عواقب وخيمة، وعمليات شراء الأضاحي وذبحها تتم بنظام متقن، يحفظ سلامة البيئة، ويضمن خلو البهائم من الأمراض، لأنها تخضع لفحصٍ دقيق قبل التصديق بذبحها.
* أما عندنا فالذبح (كيري)، و(النفخ) بالفم، وتقطيع اللحم يتم بأيدٍ عاريةٍ، لا يهتم أصحابها بالنظافة، علاوةً على أن من يقتنون البهائم لا يعلمون عنها شيئاً، ولا يدرون ما إذا كانت سليمة أو عليلة، وما أكثر الأمراض التي تصيب الأنعام.
* ممارسة تحمل في جوفها أخطاراً جسيمة، أدناها الوقوع تحت مخاطر انتقال الأمراض المعدية حال معاناة من يتولون الذبح منها، وأعلاها تلويث اللحوم بأحبار ورق الصحف، التي تحوي مواد كيماوية شديدة الخطورة، بخلاف استخدام الكرتون في تكسير العظام، من دون الإحاطة بما كان يحوي قبل أن يستخدم في التكسير.
* تخوُّف الزميل ياسين من سيادة عقليات الجباية المسيطرة على المحليات حال إقدامها على إنشاء مسالخ مجهزة مبرر تماماً، لأننا عهدنا فيها الاهتمام بجني المال أكثر من العناية بخدمة المواطنين، مع أنها أنشئت في الأصل لتقديم الخدمات إليهم من مستوىً أقرب.
* مع ذلك نتوقع من محليات العاصمة أن تبادر بتنفيذ ذلك المشروع المهم، وأن تطبقه نظير رسومٍ معقولةٍ، تقل عن التي يدفعها المواطنون لمن يمارسون مهنة الذبح بلا ترخيص ولا تدريب.
* نرشح الصديق الحبيب مجدي عبد العزيز (معتمد محلية أم درمان) لإنشاء أول سوق (صحي) ومسلخ مجهز لخدمة المواطنين خلال فترة عيد الأضحى المبارك، وحتى في الأيام العادية، ونراهن على نجاح التجربة وتميزها، ونعتقد أنها يمكن أن تدر أموالاً مقدرة على المحلية، طالما أن أجر (الضبَّاح الكيري) بات يفوق المائة جنيه حالياً.. فهل يستجيب؟


‫2 تعليقات

  1. كلام سمح ….. الله يكفيك شر الحاقدين والهلالاب المعفنين.

    1. هسه الدخل الهلالاب شنو .. الراجل بيتكلم عن الخرفان .. يا خروف