حمد بن جاسم: لا قطيعة ولا اتفاق مع مصر
قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إنه ليس هناك في الوقت الراهن قطيعة في العلاقات بين بلاده وبين مصر، كما أنه ليس هناك اتفاق بينهما.
وأضاف الشيخ حمد بن جاسم في برنامج بلا حدود الذي بثته قناة الجزيرة مساء الأربعاء “لا أستطيع تخيل الخطوات المقبلة” التي يجب القيام بها لحل الخلاف بين البلدين، لكنه أشار إلى أن هذا الحل سيتم التوصل إليه و”قد يكون غدا وقد يكون بعد عشر سنوات”.
وكشف أن المملكة العربية السعودية توسطت في عقد لقاء في الرياض بينه وبين مدير المخابرات عمر سليمان، وبحضور وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، بحثا فيه “كل شيء” لكنهما لم يتفقا على شيء، حسب تعبير رئيس الوزراء القطري.
وجهات نظر
وعبر الشيخ حمد بن جاسم عن استعداد بلاده لحل الخلاف مع مصر -الذي اعتبره خلافا في السياسات وفي وجهات النظر- وإصلاح العلاقات بين البلدين “على أساس المصلحة العربية” وفي إطار الاحترام المتبادل.
وردا على بعض التقارير والتصريحات التي تتهم قطر بالسعي للتشويش على مصر وتحجيم دورها على الساحة السياسية العربية، قال رئيس الوزراء “مصر لها دور كبير ومن الضروري أن تضطلع به” وأضاف “لا نريد أن نشاكس أحدا ولا أن ننافس أحدا، ولكن لنا وجهة نظر لن يصادرها منا أحد”.
وتابع “نفخر بمصر وبكونها دولة كبرى” وأضاف قائلا إن قطر رغم ذلك ترفض تعامل بعض المسؤولين المصريين بما سماه “سياسة معي أو ضدي” مشيرا إلى أنها السياسة نفسها التي تتعامل بها إسرائيل وكانت تتعامل بها الإدارة الأميركية السابقة.
واعتبر الشيخ حمد بن جاسم أن بعض المسؤولين المصريين يريدون أن يصدروا ما سماه “فشلهم في الحكومة” عبر “حساسية غير مفهومة” يبدونها من قطر ومن مبادراتها في الساحة السياسية العربية، وعبر رفضهم عقد المؤتمرات العربية والإسلامية في الدوحة.
ونفى صحة ما ورد من اتهامات في وسائل إعلام مصرية للدوحة بأنها سعت لزعزعة الأمن القومي المصري، وبأن لها علاقة بما عرف بخلية حزب الله اللبناني التي قال الأمن المصري إنه فككها وإنها كانت تعد لعمليات أمنية في التراب المصري.
كما نفى أن تكون قطر قد دعمت ما سمي “انقلاب” حركة المقاومة الإسلامية حماس ضد سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدما سيطرت على قطاع غزة في منتصف يونيو/حزيران 2007.
وضع خاص
وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء القطري إن علاقات بلاده مع المملكة العربية السعودية لها وضع خاص ولا مجال للمقارنة بينها وبين العلاقات مع مصر.
وأكد أن “أسباب الخلاف مع السعودية انتهت” وأن العلاقة بين البلدين “مبنية على المحبة والأخوة والمصلحة المشتركة” وعلى إستراتيجية تعتمد على الحفاظ على استقرار منطقة الخليج.
واعتبر أنه كان هناك “سوء فهم” بين الدوحة والرياض، لكن الخلاف بين الطرفين “كان دائما محصورا في نطاق اختلاف وجهات النظر” حسب تعبيره.
وتمنى الشيخ حمد بن جاسم أن تتطور علاقات بلاده مع السعودية، وأشار إلى أنه تم تأسيس مجلس مشترك بين البلدين لهذا الغرض، معتبرا أن المملكة العربية السعودية هي “العمود الفقري لمجلس التعاون الخليجي”.
وقال إن بعض الدول دخلت في السابق على خط الخلاف بين الرياض والدوحة، و”كانت تعتقد أنها ستكسب نقاطا، لكنها وجدت نفسها خاسرة، وعندما تمت تسوية الخلاف وجدوا أنفسهم قد دخلوا في خلاف لا ناقة لهم فيه ولا جمل”.
الجزيرة نت