عثمان ميرغني

آخر المطاف..اليوم الحاسم!


أخيراً وصلنا إلى (عشرة، عشرة، الساعة عشرة) على حد قول الساسة.. (ميقات الإحرام) للحوار الوطني الذي لم يتجاوز قطاره المتحرك منذ يناير 2014 محطة الانطلاق حتى الآن.
الصورة تبدو محيرة ومربكة للغاية.. بدلاً من الحوار انقسم السودان إلى معسكرين.. (معسكر الموالاة) بقيادة حزب المؤتمر الوطني ورفيقه حزب المؤتمر الشعبي وطائفة من أحزاب أخر.. و(معسكر المعارضة) بقيادة حزب الأمة القومي ومجموعة من أحزاب أخر.
وخطة المواجهة واضحة للعيان.. (معسكر الموالاة) يجتهد جداً في حصد الثمار (الإعلامية) للمشهد من خلال حشد أكبر قدر من الأضواء والنجوم في الجلسة الافتتاحية.. وحاول بكل جهده الحصول على مشاركة السيدين الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني.. وعتاة الأحزاب المعارضة مثل الحزب الشيوعي والمؤتمر السوداني وحركة الإصلاح الآن.. ولكن يبدو أن هذه الأحزاب خشيت من تكرار تجربة التقاط الصور التذكارية في مثل هذه الجلسات ثم ينتهي دورها..
والمؤتمر الوطني من جانبه لم يجتهد كثيراً في ردم هوة (الثقة) المفقودة مع المعارضة.. وبدلاً من التعويل على القرارات والإجراءات التي تبث الطمأنينة.. لم يكلف المؤتمر الوطني نفسه سوى إرسال المبعوثين رفيعي المستوى لمقابلة السيد الصادق في القاهرة وإقناعه بالعودة والمشاركة.. كأنما (البلاغة) وحدها هي التي تنقص المشهد السياسي..
وكانت النتيجة عكس ما تصور المؤتمر الوطني.. (هجمة مضادة) من أحزاب المعارضة التي وجدتها فرصة نادرة لاستخدام (الصدى العكسي) لحملة المؤتمر الإعلامية للحوار.. فاجتهدت في إصدار بيانات المقاطعة لدرجة أن كثيراً من الأحزاب التي ليس لها حتى مقار أو عناوين انضمت للموجة وسارعت إلى (شبكة الإنترنت) لبث بياناتها المعبِّرة عن موقفها القوي، ومقاطعة مؤتمر الحوار..
وبات المشهد السياسي ترتسم عليه علامة (الشماتة) الكبرى– من جانب المعارضة- على موقف حزب المؤتمر الوطني وهو يجد نفسه في قاعة الصداقة مع شقيقه الشعبي ومجموعة أحزاب خفيفة الوزن السياسي والجماهيري..
وبقدرما اجتهد الوطني في استثمار الصورة الإعلامية للجلسة الافتتاحية.. حصدت المعارضة ثمرة (الإعلام المضاد).
لكن يبقى السؤال .. السودان إلى أين الآن؟؟.
هناك فرصة- ربما- أخيرة للمؤتمر الوطني أن يدرك أن المطلوب (قرارات) وليس (خطباً).. والقرارات المطلوبة واضحة للغاية.. فتح الملعب السياسي على مصراعيه للجميع، والاحتكام لمبدأ مشاركة الجميع في صنع وتقرير مستقبل البلاد.. بغير هذا لا فائدة من أي حوار، ولن يصل القطار المتحرك من (محطة واحد) إلا إلى (محطة صفر).. مسافة استغرق السفر إليها عامين كاملين ضاعا من عمر السودان..
على كل حال.. الحوار آخر أوراق اللعبة السياسية.. فهل تسقط؟.
النتيجة ستظهر اليوم بعد نهاية الجلسة الافتتاحية مباشرة..


تعليق واحد