رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ:الحكومة تسعى لتحطيمي ماديًا لاعتقادها أنني أقوم بتمويل المعارضة
الحكومة تسعى لتحطيمي ماديًا لاعتقادها أنني أقوم بتمويل المعارضة
تقديرات المجتمع الدولي خاطئة ووقوفه مع المؤتمر الوطني ليس مجانياً
أسواق أم درمان تم تدميرها بشكل مرتب ومنظم وحالياً أخطط لبيعها
الحكومة سعت لتدميري معنوياً ومالياً وأخذت مني ثلاثة مليارات دون وجه حق
كل يوم يقضيه المؤتمر الوطني في الحكم تصاحبه تكلفة عالية جدًا
هناك تيار داخل النظام ينزع للحل السلمي ولكن مجموعة الفاسدين لا تريد حلاً لأزمات البلاد
تحرير وعرض: عطاف عبد الوهاب – محمد الشناوي – تصوير: محمد نور محكر
في البرنامج الصحفي الحصري (لقاء المكاشفة) الذي احتضنته مباني صحيفة (الصيحة) تحدث إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني كما لم يتحدث من قبل، وأجاب عن كل الأسئلة التي وجهها له صحفيو (الصيحة).. تحدث عن الأمن والسلام والاستقرار الذي ينبغي أن تعيشه البلاد، وأسهب بوضوح عن علاقة المؤتمر السوداني مع الجبهة الثورية وبرنامج تحالفه مع الأحزاب في قوى الاجماع الوطني ونداء السودان، متناولاً قضية شهداء سبتمبر، وعلاقة المعارضة بها، الشيخ كشف عن أسباب سفره إلى القاهرة وباريس، وأظهر استغرابًا شديداً من منع الحكومة لسفره، ومن جهة أخرى لم يتوان زعيم المؤتمر السوداني عن شرح علاقته مع الحكومة السودانية في مجال استثماراته والتي يرى البعض أنها مشوبة بالريبة والشك، كما كشف عن أدق الأسرار في حياته الاقتصادية، هذه المكاشفة اتسمت بالموضوعية والشفافية نطلقها في صفحات (الصيحة) لقرائها الكرام.
ــ المؤتمر الوطني يقول إن المجتمع الدولي يقف في صف المعارضة وهناك من يقول العكس كيف تقرأ هذا الأمر؟
يا إخوتي ليس المطلوب منا أن نستنصر بالمجتمع الدولي، هو ذاته يعاني من المشاكل نتيجة للاضطرابات المختلفة التي تضرب الإقليم، انظروا إلى حجم الهجرات الى أوربا عن طريق البحر، إنهم يهاجرون بالآلاف، هذه الهجرات تترتب عليها أشياء أخرى يدفع ثمنها المجتمع الدولي، مساعدات وجنود وجيوش وغيرها، أليس اليوناميد واليوناميس مجتمع دولي هذه فواتير باهظة يدفعها المجتمع الدولي وهو يريد أن يخفف من هذا الحمل الثقيل، لذلك هو يسعى بين كل الأطراف المختلفة من أجل إحداث توفيق يكون برعاية كل الأطراف، نحن لا نقول إن المجتمع الدولي يقف مع المؤتمر الوطني لأجل سواد عينيه او لأنه يحب الإسلاميين، ولكن لديه تقديراته بأن هذه الاضطرابات تتمدد على المحيط الإقليمي وتؤثر عليه، هو يريد أن يخرج بأقل الأضرار التي تترتب على اضطرابات المنطقة، ولكن هذا التقدير لم يحرز النتائج المرجوة.
ــ هل هذا يعني أن المجتمع الدولي يترفق بالمؤتمر الوطني؟
نحن كمعارضة ليس لدينا مصلحة أن نقول بالتخفيف عن المؤتمر الوطني أو الترفق به، لأننا في النهاية ننظر الى بلادنا وأرضنا، ولكن كل يوم يقضيه المؤتمر الوطني في الحكم فإن كلفته عالية جداً وأضراره كبيرة فهو يسحق البلاد ويعود بها إلى الوراء لقرن كامل، ولذا نحن ليست لدينا مصلحة في الترفق به، نحن نتمنى أن يهتدي المؤتمر الوطني لرشده اليوم قبل الغد، ويصل مع الناس الى كلمة سواء تجنب الناس الويلات والمآسي والخوف والفقر والمرض، ولو وصلنا لمرحلة أن لا خيارات أخرى، فأنا اعتقد أن كلفة ذهاب النظام أقل من أي كلفة في استمراره لعشرة أيام.
ــ هذه معادلة غريبة.. فكيف ذلك؟
أي يوم يمر والمؤتمر الوطني على سدة الحكم فإن موارد البلاد تتبدد، هناك أزمة اقتصادية طاحنة تضرب البلاد، والصحة في البلاد تتراجع، والخدمات في المستشفيات تعيسة جداً، أبناؤنا يدرسون في مدارس “قش” كل من يريد أن ينظر إلى المؤتمر الوطني عليه أن ينظر إلى واقعنا المزري، المؤتمر الوطني دمر البلاد وأهان العباد، نحن لا نتحدث هكذا لأننا معارضون، ولا نحمل كرهاً لأحد، لأن هذا ليس من شيمنا ولا طبيعتنا، اذهبوا الى كردفان الآن الأطفال والحمير والجمال والكلاب يشربون من حوض واحد، ستبكون من هذه الحالة التي وصلنا اليها، ستسألون أنفسكم كيف وصلنا إلى هذه الحال في القرن الواحد والعشرين، والاجابة بسيطة إنه المؤتمر الوطني ولا أحد سواه، نحن نخشى على أطفالنا الذين يدرسون في المدارس من العقارب والثعابين، هل تعلمون انها تقع على رؤوس الأطفال وهم يدرسون. حتى المساجد التي قالوا إنهم أتوا من أجلها لا توجد، هذه أسباب جعلتنا نعارض هذا النظام.
ــ لكن المعارضة مختلفة في مواقفها ومتناقضة، ألا يصب هذا الأمر في صالح المؤتمر الوطني؟
هذا الكلام غير صحيح بنسبة كبيرة بأن نقول إن المعارضة بتبايناتها كرست لبقاء النظام وأفرزت الحوار بشكله المعطوب، أعتقد أن التباينات نتاج طبيعي لطيف عريض يشكل المعارضة من أقصى اليسار الى أقصى اليمين ومجموعات في الوسط يحملون تفكيرًا ومنهجاً وأجندات مختلفة، هناك من يعتقد أن هذا النظام إسلامي عربي، ويرون حتمية بقائه ويعتقدون أنه لو ذهب فسيكون البديل عنصرياً وسيحكم على حساب العرب، وهذا مختل ومأزوم، لذا هم لا يستطيعون أن يتمددوا ولهم مدى وسقوفات محددة، صحيح هناك في المعارضة من لهم أجندات فيها تباين، بمعنى أن التقدير فيها ليس واحداً، لكنني أستطيع القول إن المعارضة عبر المسيرة تواصت على قضايا بعينها وهي الآن تحاصر النظام، صدقوني لا أحد يريد الحرب، لأن فواتيرها باهظة، أنتم تجلسون هنا في القاعات الباردة ولا تعلمون بالحال هناك في المناطق التي تدور بها رحى الحرب، وبالرغم من هذا فأتنتم ايضاً تتأثرون بها، لكنكم تتأثرون بها سواء في التعليم أو الصحة والكهرباء والماء، أنا أتحدث عن الخدمات الأساسية لأثر الحرب في حياتنا، أنا أريدكم أن تسجلوا زيارات وجولات الى معسكرات النزوح في الجنينة وغرب دارفور انظروا كيف يعيش الناس هناك في المعسكرات وانقلوا صورا حقيقاة، ربما تبنون أنتم ايضاً موقفاً، ليس كل الناس يأكلون الهوت دوق.
ــ عذرا.. أنت وكل قادة المعارضة لم تقدموا شيئاً للمناطق التي تتحدث عنها، ولم تقوموا بمجرد زيارة؟
هذا ليس صحيحا، فقد زرت هذه المناطق كثيرا جدًا، ووجدت أحدهم ذات يوم، وقال لي لقد مضت علينا ثلاثة أيام لم نوقد فيها ناراً، الذين كانوا معي بكوا من هول هذا المشهد.. هذه هي الأوضاع التي لا يريد المؤتمر الوطني للناس أن يعرفوها.
ــ ولكن المعارضة لها إشكالاتها فكيف تحل مشاكل البلاد؟
المعارضة لديها إشكالات نعم، لكنني أعتقد أنها تقطع كل يوم مشوار الوحدة فيما بينها، تمشي بخطوات واثقة ومتسقة، المعارضة لديها احساس بأن لا مناص من التواصي على مواثيق ولا بد لهم من استيعاب الآخرين، لا يوجد إقصاء لطرف في تباينات حول الموقف من الحوار والانتفاضة، لكن النظام السيئ لا يستطيع أن يحترم هذه المسألة ولا يستطيع استيعابها ولذلك ظل وأبواقه يرددون أن المعارضة ضعيفة ومشتتة وظل يتمادى ومنافقوه في غيهم وضلالهم، النظام يتمترس في أشيائه ليستمر في الحكم ويحقق الثروة. هناك تيار داخل النظام ينزع للحل السلمي، ولكن هناك مجموعة فاسدين ومفسدين لا يريدون حواراً شاملاً ولا يردون حلاً لأزمات البلاد التي تعصف بها.
ــ تنتقد الحكومة بعنف في حين أن هناك من يتحدث عن شراكات لإبراهيم الشيخ مع الحكومة؟
هم يقصدون أسواق أم درمان طبعاً، هذا الحديث يطرح كثيرًا وهذا الأمر مقصود، أن تردد الألسن هذا الحديث الممجوج، لإثارة الشبهات والشكوك حول إبراهيم الشيخ، هم يريدون التقليل من مواقفي التي تنطلق من مبادئ راسخة اتخذناها منهجاً في حياتنا، هم يقولون إن لدينا أجندات مع النظام، لكنني أمامكم سأقول هذا الحديث للتاريخ ويشهد الله على ما أقول، أسواق أم درمان لم تكن إيجارًا أصيلاً من جامعة القرآن الكريم لإبراهيم الشيخ، هي إيجار لشخص آخر مغترب يدعى مصطفى محمد خير، جاء إلى السودان واستأجر هذه الأرض التي تبلغ مساحتها 40 ألف متر وكانت مرتعاً للماشية، وأراد أن يبني فيها سوق بعد أن استحوذ على الأرض كإيجار فقط وظلت الأرض رهينة في يده لأربع او خمس سنين وفشل في تشييد السوق، وهناك اصدقاء مشتركون بيني وبينه والذي عرفنا به أزهري وهو أخ للدكتور الفاتح نائب رئيس المؤتمر السوداني والآن هو رئيس المجلس المركزي وقد قال له بأن إبراهيم الشيخ يمكن أن ينفذ معك مشروع السوق.. وقد جاءوا وتحدثوا إلي، وبعد تفكير طويل وافقت.
ــ ولكن الناس يعتقدون أنكم شريك للحكومة؟
هذا ما تريد الحكومة توصيله للناس، أنا أتحدث أمامكم بشكل واضح وصريح، مقدرات هذه البلاد ليست حكراً على أحد وليست مسجلة باسم المؤتمر الوطني، حتى الموظف الذي يعمل الآن في مؤسسات الدولة يعتقد الناس أنه مؤتمر وطني، ونحن لو لم نكن ضمن الذين ذهبوا في كشوفات الصالح العام أيام الانقلاب لظن الناس أننا مؤتمر وطني، وهذا هو سبب ضعف النقابات الآن، أغلب الناس تراجعوا وتركوا للمؤتمر الوطني كل شيء وبالتالي أصبح هناك ابتزاز.
ــ ألم تكن الحكومة تعلم أنك من سيبني أسواق أم درمان؟
للأمانة والتاريخ لم تكن تعلم، وذلك عندما جاء المعتمد آنذاك الفريق أحمد إمام التهامي لزيارتنا وكان لدينا بعض الإشكالات تتطلب رخصاً وشيئاً من هذا القبيل، وعندما وقف على السوق قال لنا بأنه يريد أن يأتي بوالي الخرطوم عبدالرحمن الخضر، وتصادف ذات يوم زيارة الوالي لحديقة ألعاب على ما أذكر، ثم جاء الى السوق وكنت في استقباله، وعندما رأى الاسواق قال باستغراب: هل يمكن أن يبنى مثل هذا الصرح وأنا لا أدري وكأنني لست موجودًا بالبلاد، بعد ذلك قمنا بدعوته للافتتاح، هم علموا أنني مستأجر للسوق كطرف ثان مع الشخص الذي قمت بتوقيع العقد معه أنا أنفذ السوق مقابل 60% وهو 40%.
ــ يعني لم تدخل في شراكات مع الحكومة؟
أتى إليّ أهل جامعة الخرطوم في السوق.. سمية أبو كشوة ومعها وكيل الجامعة ومدير الاستثمار، سمية حينها كانت نائبة مدير جامعة الخرطوم وقالت لي نحن نريد أن نجلس معك ولدينا مشروعات خاصة كثيرة جداً بجامعة الخرطوم وأنت ابن الجامعة ونريدك أن تتعاون معنا ونريد سوقاً كهذا، ولأنني ابن الجامعة كان ردي لها خيراً، فقالت نحن نمتلك ارضاً بمساحة أكثر من مائة الف متر، جزء منها به كلية الزراعة، ونريد منك أن تجلس مع البروف حياتي مدير الجامعة، وقاموا بالترتيب لنا، وجلسنا إليه ورحبوا بي ، ثم قال لي “حياتي” نحن نريد أن تصنع لنا شيئاً مجدياً للجامعة، نريد اسواقاً، لقد أعطينا استثمارات لأناس كثيرين جداً ولكنها فشلت جميعاً، الحقيقة أنني تحمست للفكرة، وقمنا بإمضاء عقد، ومضت الأمور حتى أعطوني عقداً آخر بتشييد أسواق جامعة الخرطوم بالأرض التي تقع في شمبات، ولكننا عندما أتينا الى مرحلة التنفيذ كان لابد من تحويل الأرض من زراعية الى تجارية استثمارية ولكن الوالي حينها عبدالرحمن الخضر عندما علم أنني سأقوم بتشييد المشروع قام بإبطال العمل كله وأدخل الورق في الدرج وعرقل المشروع تماماً، بعد ذلك قابلته في افتتاح مطعم “الحوش” وقام بتحيتي ثم سألني عن اخباري وأحوالي فأجبته تمام، فقال لي لكن هناك ما تمام في إشارة منه الى أرض جامعة الخرطوم. التى كنت أريد أن أنشئ بها الأسواق.
ــ هل صحيح أنك تريد بيع أسواق ام درمان؟
نعم أنا بصدد بيعها، لقد حاربوها بشكل رهيب، لا أحد يريد أن يؤجر هناك، بالرغم من تخفيضنا لإيجار الدكان من أربعة وثلاثة آلاف جنيه إلى ألف واحد وهي الدكاكين الأكبر في البلاد، مساحة الدكان عشرين مترًا وارتفاعه ستة أمتار بحيث يمكن إنشاء محل بالأسفل ومكتب بالأعلى، بينما الدكاكين في أسواق سعد قشرة تسعة أمتار، لكن معظم الدكاكين مغلقة وبالرغم من كون هذه الأسواق من أفضل الأسواق في السودان، إلا أنه تم تدميرها بشكل مرتب ومنظم في حين ان النظام يتحدث عن إصلاح البلاد، هل تعلمون أننا الآن في المحاكم هناك إيجارات لثلاث سنين ونحن الآن في محكمة كرري كل يوم لأجل هذا الأمر هم يهدفون الى تحطيم إبراهيم الشيخ مادياً ومعنوياً، لأنهم يعتقدون أن ابراهيم الشيخ هو الذي يمول حزب المؤتمر السوداني والمعارضة هذا هو نمط تفكيرهم، ولكن هيهات نحن لا نساوم ولا نهادن.
ــ هل تضايقك الحكومة في عملك الخاص؟
هل تصدقون أنهم أرادوا أن يأخذوا مني ضريبة تقدر بـ 59 ملياراً وبعد التسوية أخذوا مني ضرائب ثلاثة مليارات ونصف من غير وجه حق هناك ضرائب منتهية تمت تسويتها وتمت معالجتها فالتسوية النهائية في قانون الضرائب لا تفتح مرة أخرى، هم قاموا بفتح ضرائب بعد خمس سنين مضت، جاءوا إلينا وأخذوا أوراقانا في محلنا بالسجانة وشكلوا لجنة من المكافحة، ليس هذا فقط لقد جاءوا وأخذوني من المنزل وأودعوني الحبس لمدة ثلاثة أيام حتى أرضخ للضغط, ولكن هيهات، لقد ظللت لمدة عام كامل ما بين المكافحة والسجانة الى أن شعرت بالإرهاق، وهم بأنفسهم تغيروا، ومن جاءوا وصلنا معهم إلى تسوية ووقعنا عليها، لكنهم قاموا بتمزيق كل التسويات وقاموا بتغيير اللجنة مرة أخرى.
الصيحة
قوم لف ياخ انت مافى زول بعرفك زاتو بس داير تعمل فيلم
يعني الموضوع برضو اختلاف في نوع السرقه …انت بالفه وهم عدييييل كدا …..ماعندك موضوع قوم لف كلكم طينتكم واحده..